لم يتردد الأب ولو للحظة واحدة، قبل أن يتسلق الشرفة للإمساك بطفله الذي كان على وشك السقوط من الأعلى، حتى وإن كاد الأمر يكلفه حياته.
سقوط مروع
من المعتاد أن نسمع عن تضحيات الآباء فداءً لأطفالهم الصغار، إلا إن رؤية ذلك في الواقع هو أمر يولد شعوراً مختلفاً للغاية، مثلما نشعر جميعاً مع سماع قصة الأب الأربعيني براد لويس، الذي كاد يفقد حياته في سبيل إنقاذ طفله من الموت.
في الـ4 من أغسطس الماضي، وفي مدينة سيدني الأسترالية، كان اليوم يمر بسلام بداخل حديقة منزل براد، الذي كان يلعب مع طفله أوسكار، إلا أن حماس الطفل الصغير قد دفعه لتسلق الشرفة للاختباء من والده، لذا انطلق الأب القلق دون تفكير، وتسلق الشرفة سريعاً ممسكاً بطفله، قبل أن يسقطا سويا من ارتفاع بلغ 4 أمتار.
الأب البطل
سقط براد وابنه أوسكار، ولكن بعد أن احتضن الأب طفله الصغير، متحملاً وحده أثر السقوط، الذي أدى إلى إصابة الطفل بارتجاج بسيط في المخ وبعض الكدمات، وهي إصابات طفيفة بالمقارنة بحالة الأب البطل، الذي تعرض لإصابات قوية بالرقبة وكسور بالجمجمة، وفي بعض المناطق الأخرى، الأمر الذي أدهش الأطباء كونه بقي على قيد الحياة بعد ذلك.
يحكي بيو، الصديق المقرب لبراد ما حدث قائلا: “كنت أول من وصل إلى مكان الحادث، حيث كان براد في حالة غير مطمئنة، إلا أن أول ما سأل عنه، هل طفلي بخير؟!”.
وبعد أن أمضى براد نحو 3 أسابيع بالمستشفى، تحسن وضعه الصحي كثيرا، لذا أمر طبيبه المعالج باستئناف علاجه من المنزل، حتى يكون محاطاً بأسرته، فيما أكد أن ما مر به براد أشبه بالمعجزة موضحاً: “هي معجزة بحق كونه مازال قادراً على المشي والتحدث مع من حوله، هو في حالة نفسية جيدة للغاية، إلا أنه يحتاج لفترة من الوقت، كي يتعافي من إصابات عدة ألمت بعنقه وظهره جراء ذلك الحادث”.
في النهاية، لم يتأكد الأطباء حتى الآن من تأثيرات الحادث على مخ براد، إلا أن المؤكد حقا هو شجاعة هذا الأب، واستعداده الدائم لمنع الخطر عن طفله، حتى وإن كلفه الأمر حياته.