الشيخوخة تعني وصول البشر إلى سن الستين سنة أو ما يفوق ذلك العمر، ومن الغريب أن في العصور القديمة كان يصل سن البشر إلى سن الشيخوخة دون توصلهم للطب الحديث كما هو متوافر الآن.
تشير دراسة المقابر القديمة إلى أن البشر قد وصلوا إلى أعمار الشيخوخة بفعل العوامل البيولوجية، وصحة الجينات الوراثية، كما أثبتت أن النساء يعيشون فترة أطول من الرجال.
البشر الذين عاشوا في العصور القديمة بالطبع توصلوا إلى مراحل الشيخوخة قبل ظهور الطب الحديث، وذلك كما أثبته الفيلسوف الإنجليزي (توماس هوبز).
وهناك دراسة عن المقابر والأموات نشرت في مجلة الآثار الأنثروبولوجية، أن البشر الذين ماتوا في الفترة ما بين 475: 625 ميلادية تعدى عمرهم الـ75 عاما، وأن النساء عاشت أعمارا أطول من الرجال.
دلائل وصول القدماء للشيخوخة
وجد الباحثون أن قبور القدماء كانت تحتوي على معظم مستلزمات حياتهم، وخاصة النساء كان يدفن معها المجوهرات ومستحضرات تجميلها، فمن خلال هذه المستلزمات تمكنوا للوصول إلى السن المقارب للموت.
فعلى سبيل المثال، من الطبيعي أن الأطفال كان يدفن معهم الألعاب، وبالنسبة للذكور الشباب كان يدفن معهم الرماح والسيف والدرع، وكان يدفن معه التحف إذا توفي في سن 30 أو 40 سنة، أما الإناث التي وصلت إلى مراحل الشيخوخة كان يدفن معها بروش، وبعض الذكور الصغيرة في مقابر إلى جانبها.
وأحد دلائل وصول القدماء للشيخوخة تحليل ودراسة الهياكل العظمية لهم، فأثبت الدراسات أن ما يتعدى سن الـ50 سنة من البشر هياكلهم تكون غير واضحة من أسنانهم وأطرافهم، وهذا دليل على أن أعمارهم تكون بين سن الـ60: 90 سنة.
ما قاله مارك أوكسينهام وبيد
مارك أوكسينهام وبيد هما معلمان في كلية الآثار وعلم الإنسان بالجامعة الوطنية الأسترالية.
يقول مارك أوكسينهام “حقيقة الشيخوخة كانت متواجده بالفعل منذ القدم ولكنها كانت بنسبة ضئيلة، وارتفعت نسبة البشر التي تعيش لسن الشيخوخة في المجتمعات عندما توصلنا إلى الطب الحديث”.
ويقول بيد “الدراسات والبحوث أوضحت أن البشر منذ آلاف السنين كانوا يصلون إلى العيش في السن الشيخوخة حتى تصل أعمارهم إلى الثمانيات والتسعينات، ولكن لم تتمكن كل المجتمعات من الوصول إلى هذه الأعمار.