لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.. تلك الحكمة التي تتصدى لما يسميه البعض التسويف، تلك العادة السيئة التي تدفع البعض لتأجيل مهامهم دائما، رغم علمهم بالمطلوب منهم.
فكثيرا ما تأتينا الأفكار المثمرة والحلول المثالية لمشاكلنا، ولكن الأمر ينتهي بنا في النهاية بالجلوس مع الأصدقاء أو مشاهدة التلفاز، بدلا من اتخاذ الخطوات الجادة المأمولة.
لذا نشير إلى عدد من الخطوات السهلة التي ستساعد حتما في التخلص من تلك العادة البغيضة فورا.
توقف عن التفكير
بينما يشار إلى أن التخطيط يساهم في تحقيق النجاح، وأن التخطيط المبالغ والزائد عن حده يقوم بالعكس، ينصح بالبدء سريعا في إتمام المهام المطلوبة، دون التفكير في العواقب.
إذ لا يوجد على وجه الأرض من يمكنه معرفة كل المشكلات التي ستواجهه قبل حدوثها، لذا يجب التخلي عن الحذر الزائد، والبدء فورا.
لا تبالغ في تضخيم الأمور
يقول الكاتب الأمريكي أولين ميلر: “إن أردت أن تجعل مهمة سهلة تبدو أصعب، فقط قم بتأجيلها لبعض الوقت”.
فترك الأمور على حالها، يدفع العقل دائما للتفكير في أسوأ السيناريوهات، حتى وإن كان الأمر لا يستحق كل ذلك العناء من البداية، حينها يضخم الأمر لا إراديا في الذهن، بالرغم من أن المطلوب فقط هو إتمام الأمر دون تفكير.
اتخذ الخطوة الأولى وحسب
التفكير في أي مهمة صعبة لن يفيد، بقدر ما سيخلق مشاعر من الإحباط، ناتجة عن الإحساس بكثرة الأعباء، ما ينتج عنه تأجيل تلك المهمة لوقت لاحق، حتى تصبح عادة يومية في شتى الأمور.
بينما الحل أبسط من المتوقع، ويتلخص في اتخاذ أولى الخطوات وحسب، حينها ستتغير الحالة المزاجية، وتندفع الطاقة الإيجابية بداخلك لتعينك على تكملة المشوار بسلاسة شديدة.
ابدأ بالخطوة الصعبة
بينما يفضل البعض بدء أعمالهم بالأسهل ثم الأصعب، يرى المؤلف والرائد الأمريكي الشهير، ديل كارنيجي أن العكس صحيح، فيقول: “ابدأ بالأعمال الصعبة أولا، فتلك السهلة ستتكفل بإتمام نفسها”.
لذا ينصح بالتخلص دائما من عبء المهام التي تبدو معقدة بعض الشيء في البداية، في وقت يتمتع به العقل بكامل النشاط، بينما يمكن إتمام الأسهل في نهاية اليوم، لتكون مثل مسك الختام.
قم باتخاذ أي قرار
يقول العالم والكاتب والرئيس الراحل للولايات المتحدة ثيودور روزفلت: “في لحظة اتخاذ القرارات، يعتبر أفضل الأمور هو اتخاذ القرار الصائب، بينما يعد القرار الخاطئ هو ثاني أفضل تلك الأمور، أما الأسوا على الإطلاق فهو عدم القيام بأي شيء تماما”.
فالبشر عادة يشعرون بالسوء عند جلوسهم دون القيام بأي شيء، لأن الطبيعة الإنسانية تحتم عليهم اتخاذ الخطوات الجادة، دون قلق من النتائج، لذلك ينصح أحيانا باتخاذ أي قرار أو خطوة، حتى وإن لم تبدو صائبة تماما، من أجل تحريك المياه الراكدة على أقل تقدير، ومن ثم التعلم من الخطأ.
واجه مخاوفك
يرى الكثيرون أن التسويف وتأجيل المهام ينبع من الإحساس بالخوف من الفشل وحسب، بينما يرى دينيس ويتلي، أن التسويف يأتي من الخوف من النجاح وليس العكس، حيث يعرفون حجم المسئوليات التي يتطلبها الحفاظ على النجاح، فيلجأون لتخيله في أذهانهم وحسب.
من هنا يؤكد الخبراء دوما، على أهمية مقاومة المخاوف، والسيطرة عليها، إذ يعد ذلك المسار إجباريا لا حيد عنه، سواء كانت تلك المخاوف من الفشل بشكله المعروف، أو من ذلك الفشل الذي يأتي بعد النجاح، والذي يقصده دينيس.
الانتهاء من كل المطلوب
ليس هناك شك في أهمية البداية، واتخاذ الخطوات الأولى، ولكن كذلك يجب ألا يتوقف الإنسان عند ثاني أو ثالث المراحل وحسب، فكما يقول ديفيد آلين: “ليست كثرة الأعمال فقط هي السبب في التوتر الذي يشعر به أغلب الناس، بل عدم الانتهاء مما بدأوه”.
ما يشير لأهمية وضع جدول زمني للمهام، حينها يرتبط الإنسان بموعد محدد ينتهي فيه من المطلوب منه، حتى لا يقع أبدا كفريسة سهلة لإحدى أسوأ العادات البشرية، وهي التسويف.