أنا اسمي مريم، أنا تائهة في هذا المكان، هل تود مساعدتي؟ إذا أجبت بـ “نعم”؛ فقد خطوت خطواتك الأولى في واحدة من أكثر الألعاب المثيرة للجدل في العالم العربي ودول الخليج خاصة، أهلا بك في “لعبة مريم”!
تسببت “لعبة مريم” إحدى ألعاب الهواتف الذكية، والتي أطلقها مطور سعودي شاب في نهاية شهر يوليو من العام الماضي، في إثارة القلق بين كثير من الناس في العالم العربي عامة وفي دول الخليج على وجه الخصوص.
باستطاعتك القول إن اللعبة هي سيناريو مصغر لأحد أفلام الرعب، حيث يقابل اللاعب فتاة صغيرة ضائعة في إحدى الغابات الموحشة، وتطلب من اللاعب مساعدتها في العثور على طريقها إلى المنزل، مع الكثير من التأثيرات الصوتية والمرئية المثيرة للهلع؛ لخلق جو من الرعب في نفس المستخدم، قبل أن تتطور الأسئلة التي تطرحها الفتاة فجأة لتصبح أكثر خصوصية.
تم تطوير لعبة مريم من قبل “سلمان الحربي”، وهو باحث سعودي شاب متخصص في الذكاء الاصطناعي، في بداية الأمر كانت اللعبة متوفرة فقط على Apple Store المتجر الخاص بأجهزة الآي فون، إلا أنها أصبحت متاحة مؤخرا لمستخدمي الأندرويد.
في بداية اللعبة، تطلب الفتاة الصغيرة مساعدة اللاعب وتطرح عليه أسئلة مختلفة مثل: “هل يمكنك أن تأتي معي؟”، أو “هل تريد مقابلة والدي؟”، ثم تبدأ الأسئلة لتصبح أكثر شخصية وخصوصية مثل: “ما هو اسمك الحقيقي؟” و”ما هو عنوانك؟”.
ويبدو أن الفتاة الصغيرة على دراية جيدة بالأزمات السياسية المعاصرة، حيث تذهب إلى حد الطلب من المستخدم رأيه في بعض تلك الأزمات، والتي قد تؤدي الإجابة الخاطئة عليها في بعض الدول إلى السجن، وهو الأمر الخاطئ الذي أكد عليه سلمان الحربي مطور اللعبة في إحدى مداخلاته التلفزيونية، والتي وعد من خلالها حذف مثل هذه الأسئلة المثيرة للجدل من التحديثات القادمة للعبة، وهو ما تم بالفعل.
سلمان الحربي أكد أيضا أن الخوف من لعبة مريم وتشبيهها بلعبة “الحوت الأزرق” الشهيرة، سببه أن لعبة مريم أتت بعد الحوت الأزرق وما تسببت به الأخيرة من حالات انتحار متعددة بين المستخدمين، وهو خوف “مبرر” سينتهي بعد ممارسة اللعبة والتأكد من عدم صلتها بالحوت الأزرق، وهو الأمر الذي تؤكد عليه “مريم” نفسها داخل اللعبة.
ونقلت صحيفة تايمز أوف عمان عن الحربي قوله: “أنا في غاية السعادة لأن لعبتي أصبحت شائعة جدا، شكرا لكل شخص، وبالنسبة لأولئك الذين يرسلون إلي رسائل خاصة؛ أحبكم، ولكن صندوق بريدي الوارد امتلأ بالكامل ولم يعد لدي الوقت الكافي للرد عليكم جميعا”.
ورغم أن اللعبة وصفت بأنها لعبة بسيطة ولا ترتقي برمجيا إلى الألعاب الكبيرة، وليس لها أي صلاحيات في الجهاز طالما أنه لم يتم وضع المعلومات الشخصية، بل وأنها ليست حتى لعبة مسلية؛ وإنما هي مجرد مجموعة أسئلة تعتمد على تخويف المستخدم؛ إلا أن بعض الدول حذرت منها ومن عواقب الانضمام إليها.
وتأتي الإمارات على رأس تلك الدول، بعد أن حذر خليل إبراهيم المنصوري مساعد قائد شرطة دبي لشؤون التحقيقات الجنائية اللاعبين من هذه اللعبة؛ لأنها تعتمد بشكل كبير على جمع المعلومات الشخصية والخاصة عن اللاعبين، وقال المنصوري: “إن اللعبة يمكنها الوصول إلى عدد من التطبيقات والمجلدات في الهواتف الذكية”، كما أشار إلى أن اللعبة يمكنها الحصول على الصور من ألبوم صور المستخدم، والتعرف على جميع المعلومات السرية الخاصة به على هاتفه الذكي.
كما قال العقيد عبيد صالح حسن، المتخصص في تكنولوجيا المعلومات في شرطة الشارقة، “إن البيانات والمعلومات المطلوبة في اللعبة يمكن أن تستخدم من قبل أطراف أخرى للتصيد أو السرقة أو الابتزاز”.