“ما لا يقتلك يجعلك أقوى”، عبارة قالها الفليسوف الألماني الشهير، فريدريك نيتشة منذ نهايات القرن الـ19، والآن يثبت العلماء والباحثون حقيقتها في دراسة حديثة.
النجاح يأتي بعد الفشل
يدرك الكثيرون أن الفشل أحيانا ما يكون مقدمة لنجاحات فريدة، حيث سبق وأن أشار لذلك الكثير من الفلاسفة على مدار التاريخ، ما يثبته العلماء الآن من خلال دراسة أمريكية حديثة.
أوضحت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة نورث وسترن بالولايات المتحدة، وجود علاقة حقيقية بين الفشل في بداية الحياة، وبين تحقيق النجاح في السنوات التالية، وخاصة بالنسبة لمن يملكون الإرادة والتصميم على الوصول للهدف المراد، رغما عن الصعوبات.
يقول يانج وانج، وهو الباحث المسؤول عن الدراسة من الجامعة الأمريكية الشهيرة: “يبدو أن فرص النجاح ترتفع عند المعاناة من الفشل في بداية الحياة العملية، تحديدا بالنسبة لمن يقاومون الأزمات بكل مثابرة، هؤلاء بالفعل من يثبتون حقيقة عبارة ما لا يقتلك يجعلك أقوى”.
الدراسة
أجرى الباحثون دراستهم المحفزة عبر عقد بعض المقارنات، بين عدد من العلماء الذين سبق وأن سعوا إلى الحصول على منحة، من معاهد الصحة الوطنية، بين أعوام 1991 و2005، حيث تم تقسيم الأوراق البحثية التي قدمها الطلاب آنذاك، لأوراق نجحت في اجتياز المنحة، وأوراق لم تنجح بفارق بسيط، وأخرى لم تنجح بفارق عدد من النقاط.
لاحظ الباحثون بعد مرور نحو 10 سنوات على المنحة المشار إليها، أن مجموعة الباحثين الذين لم ينجحوا بفارق بسيط، حققوا أفضل النتائج فيما يخص الأوراق البحثية التي قدموها على مدار السنوات اللاحقة، وبفارق ملحوظ بالمقارنة بهؤلاء ممن تخطوا المنحة بنجاح، وصلت نسبته لنحو 6%.
يقول ينجامين بونز، وهو أحد الباحثين المسؤولين عن الدراسة الأخيرة: “من المذهل أن نجد أن هؤلاء ممن لم ينجحوا في الاستفادة من المنحة، كانوا الأكثر نجاحا فيما يخص إصدار الأوراق البحثية المميزة، بالمقارنة بالعلماء الآخرين الذين توفرت لديهم الإمكانات المادية من المنحة”.
يختتم الباحثون الدراسة بالإشارة إلى أن الفشل قد يحمل قيمة كبيرة لمن مر به، فبالرغم من الآلام التي يسببها في الوقت الحاضر، إلا أنه ربما يكون سببا في تحقيق النجاح في المستقبل، ليثبت ذلك بالفعل أن ما لا يقتلك يجعلك أقوى.