على الرغم من أن كوكب عطارد هو الكوكب الأقرب للشمس من بين كل الكواكب، إلا أنه لا يعد الأكثر حرارة بينهم، إذ يعد كوكب الزهرة، وهو الذي يليه مباشرة هو المتفوق من تلك الناحية، وهو أمر مستغرب من قبل الكثير من الناس، بينما كان كذلك بالنسبة لعلماء عدة، كانوا يتخيلون عن طريق الخطأ، أن ارتفاع درجات الحرارة يحدد من خلال القرب والبعد من الشمس فقط، وهو الأمر الذي ثبت عدم دقته لاحقا.
كوكب الزهرة
بداية، يعتبر كوكب الزهرة والذي أطلق عليه ذاك الإسم بسبب لونه “الأزهر” أو الأبيض، هو أقرب الكواكب للأرض، حيث يقع على مسافة تصل إلى 40 مليون كيلومتر، وبحجم يبلغ تقريبا 86 % من حجم كوكبنا الأرضي، وهو يتوسط كوكبنا وكوكب عطارد، الأقرب للشمس، والذي لم يمنحه ذلك لقب الكوكب الأكثر حرارة في المجموعة الشمسية، حيث يعد ثانيا خلف كوكب الزهرة، فترى ما السبب؟
كوكب حاجز للحرارة
تشهد درجات الحرارة في كوكب الزهرة ارتفاعا يصل بها إلى نحو 470 درجة مئوية، وقد فسرت تلك الدرجات المرتفعة جدا بأنها تعود إلى مدى الكثافة والسمك الذي يعاني منه الغلاف الجوي لهذا الكوكب، والذي يجعل مستوى الضغط عليه يفوق مثيله على كوكب الأرض بنحو 93 مرة.
بينما يتكون هذا الغلاف من الأساس من ثاني أوكسيد الكربون، والذي يعتبر من أهم العوامل المؤدية لحجز الحرارة على سطح هذا الكوكب، إذ تجد الحرارة المنبعثة من الشمس، صعوبات كبيرة من أجل الهرب من الكوكب، وهي التي كانت قد تخطت بالكاد هذا الغلاف الجوي السميك من قبل، وهو ما يوضح سبب وصول درجات الحرارة على سطحه تلك المعدلات القياسية.
غياب الغلاف الجوي
يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لعطارد، أقرب الكواكب للشمس، إذ لا يحاط هذا الكوكب بغلاف جوي من الأساس، نتيجة لصغر حجمه، الذي لم يمنحه فرصة تكوين غلاف جوي عن طريق الجاذبية، ما جعل فكرة حجز الحرارة القوية التي تأتيه من الشمس القريبة جدا منه، مستحيلة الحدوث، فتأتي الحراره لهذا الكوكب وتهرب منه مرة أخرى للفضاء، بعكس ما يتم في كوكب الزهرة، الأكثر سمكا ومن ثم الأعلى في درجات الحرارة من بين كافة الكواكب