كثيرا ما نسمع شكاوى البعض، من كونهم لا يجدون وقتا للقيام بأمور ترفيهية، أو حتى للراحة، بسبب كثرة الأعمال والمهمات، ما يجعلنا نشعر بمدى المشقة التي يعانون منها.
ولكن بالفحص والتدقيق في حياة هؤلاء المنشغلين طوال الوقت، نجد أنهم قد يكونوا الأسعد على الإطلاق، حيث يكتسبون مزايا رائعة، لا تحدث مع طول أوقات الفراغ المملة، ما نشير إليه عبر تلك السطور.
اكتساب المهارات
هل هناك ما هو أفضل من يوم ممتلئ بالأعمال، حتى تتعلم من خلاله كيفية إدارة الوقت؟ بالطبع لا، فمن خلال الانشغال بأمور عدة في اليوم الواحد، يضطر الإنسان بإرادته أو بغيرها أن ينظم يومه بصورة دقيقة، وأن يتعلم الطريقة المثلى لإدارة وقته الذي أصبح ثمينا جدا.
وداعا للملل
يصبح الملل بما يحمل من مشاعر سلبية جدا من الماضي الآن، حيث تتنوع النشاطات التي يقوم بها المرء، ما بين الأمور العملية والأخرى الأسرية أو الاجتماعية، فلا يصبح هناك وقتا خاليا، تظهر من خلاله مشاعر الملل والسأم.
العقل يعمل دائما
مع امتلاء جدول الأعمال عن آخره، يصبح العقل في أنشط حالاته طوال الوقت، وكأنه دائم التدرب، سواء بسبب الأعمال التي يقوم بها حاليا، أو الخطط التي يتم وضعها لأعمال قادمة تحتاج للتنظيم، فلا يتعرض للكسل في أي وقت تماما.
لا لمشاعر الذنب
في حالة تفويت يوم عمل، أو عدم إتمام مهمة مطلوبة، لا يمكن حينها أن تظهر مشاعر الذنب كما كانت تطغى من قبل، حيث يعرف المرء أنه دائم الإنشغال والركض وراء الأعمال، ما يجعل عقله يؤكد له أن حصوله على الراحة أمر مطلوب أيضا، وليس سببا في الشعور بالتقصير.
زيادة قيمة الراحة
هل تتساوى قيمة أوقات الراحة بالنسبة لمن يعمل ساعات طويلة وعدد أيام كثيرة، بمن يعمل فترات بسيطة أو لا يعمل على الإطلاق؟ بلا شك سيشعر من يحتاج لتلك الراحة بأنها فترة ذهبية، يجب عليه أن يستثمرها بأفضل طريقة، على عكس من لا يشعر بقيمتها، لأنه من الأساس لم يحرم منها.
لا وقت للحزن
كما يؤدي الفراغ للشعور بالملل، فإنه احيانا ما يجلب مشاعر الحزن والتوتر مع كثرة الوقت المتاح للتفكير في الأمور السلبية، وهو الأمر الذي يستحيل للعقل أن يخوض فيه كثيرا، بسبب الإنشغال والسعي لإتمام الأعمال.