ربما يقوم أغلب البشر بالكذب بصفة يومية، ولو في أمور تبدو غير مهمة، إلا أنها في واقع الأمر تحمل بعض التأثيرات علينا وعلى المحيطين بنا، نكشف عنها مع تخيل شكل الحياة إن قرر الجميع قول الحقيقة وعدم الكذب مهما كانت الظروف.
التسامح وتقبل العيوب
تتعدد فوائد قول الحقيقة سواء عن النفس أو عن الآخرين، إذ يؤدي ذلك من ناحية إلى زيادة درجة التسامح مع اعتراف الآخر بخطأ ارتكبه، فيما يعمل من ناحية أخرى على زيادة تقبل الشخص لعيوبه في ظل القدرة على الكشف عنها دون خجل.
النوم الأفضل
سواء كان الكذب في أمور شديدة الخطورة أو في أمور غير مؤثرة بالقدر الكافي، فإن عدم قول الحقيقة قد يدفع الشخص إلى الشعور بالذنب بدرجة تؤثر على مزاجه، وربما تضر بدرجة الاسترخاء الخاصة به في الليل، ليعاني حينها من صعوبة النوم في ظل انشغال العقل والمعاناة من التوتر، وبعكس ما يحدث عند تجنب القلق وإرضاء الضمير حتى يصبح النوم العميق أكثر سهولة.
إدراك حقيقتنا
تخيل أنك في كل مرة تسأل صديقك أو شخصا مقربا منك أو زميلا بالعمل عن رأيه في مظهرك أو سلوكك أو حتى طريقة قيامك بمهام الوظيفة، فإنه يجيبك بكل صدق ودون أي تزييف، حينها يصبح إدراك حقيقتنا أكثر سهولة مما هو الوضع عليه الآن، ربما لا يتماشى ذلك أحيانا مع ما نرغب في سماعه كونه سوف يشهد بعض الحقائق المزعجة الخاصة بنا، ولكنه في النهاية يكشف لنا الحقائق أملا في إصلاح العيوب فيها.
الرقة في التعامل
على الجانب الآخر، يصبح قول الحقيقة دون الرغبة في تزييف الكلمات، وسيلة مثالية من أجل تعلم كيفية إخبار الآخرين بالحقائق بصورة غير مزعجة، بدلا من الحرص على الكذب وإخفاء الواقع أملا في عدم إغضاب الآخرين.
تحسن الصحة
تبدو فوائد قول الحقيقة صحية أيضا وفقا لدراسة أجراها الخبراء من جامعة نوتردام بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث يرتبط الكذب وفقا للخبراء بعدم الراحة الجسدية، علاوة على زيادة فرص المعاناة من مشكلات صحية تقليدية مثل ألم الحلق والصداع، على عكس ما يحدث للشخص الذي يحرص دوما على قول الحقيقة.
اكتشاف العلاقات الحقيقية
إن كنت شخصا يعاني من العلاقات الزائفة في حياته، فإن قرار البشر بعدم الكذب والحرص على قول الحقيقة فحسب، قد يبدو مفيدا للجميع بشكل عام ولك بشكل خاص، حينها ندرك الصداقات الحقيقية من حولنا، وكذلك مشاعر الآخرين السلبية تجاهنا.
الألم أحيانا
على الرغم من تعدد فوائد قول الحقيقة، فإن الاستماع إلى آراء الآخرين دون مجاملة أحيانا ما قد يصيبنا بالألم النفسي، وهو أمر يبدو مزعجا في البداية لكنه يساعدنا على التطور باستمرار، علما بأن اعتياد الأمر بمرور الوقت قد يجعلنا أكثر تقبلا لكلمات النقد أملا في الاستفادة منها.