عجائب

“متاهة الفراعنة” سر غامض في أعماق رمال الصحراء

حوت الحضارة الفرعونية على مر آلاف السنين الكثير من الأسرار والألغاز التي برغم الوصول إلى عدد منها، فأن الغالبية تعلم أنه ما زالت هناك الكثير والكثير منها غير معروف، وهو ما يحاول علماء الآثار والتاريخ الوصول إليه، ومن بين تلك الأسرار هو ما تحدث عنه المؤرخ اليوناني هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد عما أطلق عليه متاهة الفراعنة مؤكدا أنه رآها بعينيه.

وأضاف المؤرخ اليوناني الشهير في كتاب له أنها تحتوي على الكثير من الغرف والمعابد والأضرحة والأماكن المخصصة لممارسة الرياضة، والمكتبات التي تحتوي على مئات المخطوطات المدون فيها كثير من أسرار الحضارة الفرعونية، كما قدم هيرودوت وصفا لجزء كبير من تلك المتاهة والتي أكد أنه رآها بالفعل.

وصف متاهة الفراعنة

أكد هيرودوت في كتابه السابق الإشارة إليه أن تلك المتاهة بناها 12 ملكا فرعونيا، أرادوا أن يكون لهم أسرارهم البعيدة عن كل العيون، وأكد المؤرخ اليوناني أن تلك المتاهة تقع بالقرب من بحيرة موريس “قارون حاليا”، وفي مواجهة ما أطلق عليه مدينة التمساح، وقد تجول فيها هيرودوت مشيرا إلى أنها عبارة عن غرف مبنية على طابقين كل طابق يوجد به 500 غرفة وأضاف أنه رأى العلوية فقط.

إلا أنه لم يسمح له برؤية الغرف السفلية، والتي قال أنها بكل تأكيد تحتوي على أسرار وكنوز لا يريد الفراعنة لأحد رؤيتها مثل قبور الملوك الاثنى عشر الذين بنوا تلك المتاهة، كما ذكر في كتابه أن لهذه المتاهة ستة أبواب ناحية الشمال ومثلها ناحية الجنوب، ووصف هيرودوت بانبهار عظمة تلك الغرف والممرات التي تجول فيها مؤكدا أنها أعظم بكثير من الأهرامات ومن كل الأبنية الفرعونية.

متاهة الفراعنة سر غامض في أعماق رمال الصحراء لا يعرفه أحد

متاهة الفراعنة والمؤرخون

جدير بالذكر أن هيرودوت ليس الوحيد الذي تحدث عن تلك المتاهة من المؤرخين على مر التاريخ القديم، بل ذكرها أيضا ديودورس الصقلي في القرن الأول قبل الميلاد، ومن قبله كان مانيتون في القرن الثالث قبل الميلاد، وكذلك المؤرخ سترابو عام 19 بعد الميلاد، ونضيف إليهم كلا من بليني وبومونيوس وكلاهما جاء في المئوية الأولى بعد الميلاد.

كما أن هؤلاء المؤرخون وصفوا بشكل دقيق تلك المتاهة وأيضا دهاليزها من الداخل بشكل متقارب في الوصف مع بعضهم البعض، وكذلك مع ما ذكره قبلهم هيرودوت، وهذا دليل قاطع على تواجدها بالفعل مؤكدين أنها روعة معمارية يعجز وصفها، ويكفي القول بأن كل ما هو موجود على سطح الأرض من عظمة مباني الفراعنة لا يساوي إلا القليل بجانب متاهة الفراعنة.

متاهة الفراعنة سر غامض في أعماق رمال الصحراء لا يعرفه أحد

محاولات إيجاد متاهة الفراعنة

في ظل كل تلك الأخبار كانت هناك محاولات على مر التاريخ للكشف عن مكان تلك المتاهة، ولعل أكثرها جدية تلك التي وقعت عام 1842، من خلال البعثة العلمية التي أرسلها ملك بروسيا في ذلك الوقت فريدريش فيلهام، والمكونة من عدد من العلماء المشاهير في ذلك الوقت وبدأوا بحثهم في مدينة الفيوم بالقرب من هرم أمنمحات الثالث.

وزعمت الحملة العلمية في ذلك الوقت أنها عثرت على بداية المتاهة بالفعل، إلا أن الأحوال الجوية السيئة والتي أخفت معالم ما توصلوا إليه منعتهم من الاستمرار في ذلك، وفي عام 1888 زعم عالم الآثار الفرنسي فليندرز بيتري أنه وجد المتاهة، والغريب أن رحلته العلمية كانت في ذات المكان التي كانت فيه الرحلة السابقة بهدف كشف زيف ادعائها، إلا أنه أكد أن المتاهة بالفعل في ذات المكان وفشل في تحديد مكانها هو الآخر.

ثم جاءت بعثة أخرى عام 2008 مكونة من علماء أوروبيين ومصريين يرأسهم العالم البلجيكي لويز دي كوردييه، مسلحين هذه المرة بعدد من الأجهزة والمعدات الحديثة، مؤكدين أنهم توصلوا لبدايات المتاهة الفرعونية بالفعل ورأوا بعض النقوش والغرف، إلا أن الحكومة المصرية نفت ذلك بشكل قاطع مؤكدة أن المتاهة ما زالت مفقودة حتى الآن، وقد تحدث الفريق العلمي في ذلك الوقت عن مؤامرات غامضة لمنع ظهور الحقيقة.

وقد قرر الفريق العلمي في ذلك الوقت تدشين موقع على الإنترنت عام 2010 للكشف عن الحقائق التي وصلوا إليها، وتشير إلى اكتشافهم المتاهة بالفعل، ولكن ذلك لم يحدث وعلى ما يبدو أن نتائجهم قد ضاعت بشكل ما إذا تم فرضية وجود نتائج صحيحة بالفعل.

وحتى وقتنا هذا ما زالت المتاهة الفرعونية المصرية صامدة في مكان ما أسفل الصحاري وفي أعماق الأرض، بعيدا عن العيون، تحتفظ بألآف الأسرار والكنوز والإنجازات التي تفوق ما حققه الفراعنة على مر تاريخهم على سطح الأرض.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى