عندما يقرر المرء الابتعاد عن التدخين يبدأ جسمه في التعافي شيئًا فشيئًا، ولكن هناك ما يكدر صفو اللحظات الأولى من الابتعاد، وهو الشعور بالأعراض الانسحابية التي تشتمل على الرغبة العارمة في التدخين، فكيف يمكن التغلب على هذا الأمر؟ بل متى تزول الرغبة في التدخين بعد الإقلاع عنه؟ يمكنك التعرف على إجابات تلك الأسئلة في هذا المقال.
متى تزول الرغبة في التدخين بعد الإقلاع عنه؟
ينتاب الشخص الذي أقلع عن التدخين بعض الأعراض الانسحابية بعد توقفه مباشرة، حيث تبدأ في الظهور بعد يوم أو يومين من الإقلاع، وتشتد حدتها مع انتهاء الأسبوع الأول، وتشتمل هذه الأعراض على الصداع، والكآبة، والشعور بالتوتر والغضب، وصعوبة التركيز، والرغبة في تناول الطعام بشراهة، والرغبة في التدخين.
من الجدير بالذكر أن كل هذه الأعراض السابق ذكرها تنتهي خلال أسبوعين أو أربعة أسابيع من الإقلاع، ولكن تستمر الرغبة في التدخين لفترة أطول، فإذا كنت تعاني من هذا العرض الملح يجدر بك اتباع بعض الوسائل؛ لتخفيف الشعور تدريجيًّا حتى لا تقع فريسة للتدخين مرة أخرى، وهو ما سنعرضه لاحقًا.
أنواع الرغبة في التدخين
يعتقد العديد من المدخنين أن الرغبة في التدخين ما هي إلا نوع واحد لا يمكنهم التغلب عليه، ولكن هذا ليس صحيحًا، فتلك الرغبة لها نوعان يختلفان في مدة زوالهما، وهو ما يمكن عرضه في التالي:
الرغبة المتواصلة والثابتة في التدخين
يتعرض بعض الأشخاص في بداية إقلاعهم عن التدخين إلى الشعور بالرغبة الملحة في التدخين، والتي لا تهدأ ثورتها، ومن حسن الحظ أن هذا النوع من الرغبة يزول بعد بضع أسابيع من الابتعاد عن التدخين، حيث يبدأ في التراجع بشكل تدريجي، وخاصة إذا كان الشخص المُقلع قوي الإرادة.
الرغبة الملحة والمفاجئة في التدخين
هناك بعض الأشخاص الذين يتعرضون إلى النوع الثاني من الرغبة في التدخين، وهو الميل إلى التدخين في حالات محددة، كأن يشعر الشخص بالرغبة في التدخين عندما يكون حزينًا أو متوترًا أو غاضبًا، أو حتى حينما يتناول فنجان من القهوة، فإن الرغبة هنا تبلغ ذروتها لاعتياده على التدخين في مثل هذا الوقت، ولكن هذا النوع من الرغبة لا بظهر إلا بعد مرور بضع أشهر من الإقلاع؛ إذ لا يظهر منذ بدء الإقلاع.
اقرأ أيضًا: دليل الإقلاع عن التدخين
كيفية مقاومة الرغبة في التدخين
تنشأ الرغبة في التدخين من تعود الجسد على تلقي مادة النيكوتين التي تحتوي عليها السجائر، حيث تسبب هذه المادة الإدمان، ولهذا لا بد من المدخنين اتباع بعض الأساليب التي تمكنهم من التغلب على هذه الرغبة الجامحة، والتي يمكن عرضها في التالي:
تناول الأدوية المساعدة على الإقلاع عن التدخين
تحتاج في بداية إقلاعك عن التدخين إلى إيهام دماغك بأنك ما زلت تتلقى النيكوتين حتى لا تشعر بالأعراض الانسحابية السابق ذكرها والتي من أهمها الرغبة في التدخين، ولهذا يصفها الأطباء قبل أسبوع أو أسبوعين من التوقف عن التدخين؛ لأنها تستغرق عدة أيام إلى أن يبدأ مفعولها بالظهور.
من أمثلة أدوية الإقلاع عن التدخين: فارينيكلين، وبوبروبيون، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأدوية لا تحتوي على مادة النيكوتين، ولكنها تقوم بتمويه الدماغ للتغلب على الرغبة في التدخين.
اقرأ أيضًا: يجب إخبار الطبيب عن أي أدوية يتم تناولها
استخدام بدائل النيكوتين
يمكنك استخدام بدائل النيكوتين التي تتيح لك الحصول على مادة النيكوتين بدون المواد الكيميائية وأول أكسيد الكربون والقطران الموجود في السجائر، وبهذا فإنه سيكون من السهل التحكم في الأعراض الانسحابية والرغبة في التدخين، وتتعدد أشكال بدائل النيكوتين لتشمل:
العلكة
يمكن استخدام العلكة بطريقة معينة لإطلاق النيكوتين في الجسم، فقط قم بقضم العلكة إلى أن تشعر بوخز في الفم وبمذاقها اللاذع؛ لتحصل على النيكوتين، كما يمكنك الاحتفاظ بالعلكة بين بطانة الفم واللثة إلى أن يزول الشعور بالوخز؛ ليمتص الجسم النيكوتين.
ولكي تقوم بإطلاق مزيد من النيكوتين في الجسم اقضم العلكة واحتفظ بها لمدة نصف ساعة، ثم تخلص منها، وننوه أنه يلزم الابتعاد عن الطعام والشراب لمدة ربع ساعة على الأقل قبل استخدام العلكة.
اللاصقة
من بدائل النيكوتين التي يمكنك استخدامها هي اللاصقة التي تطلق معدلات بطيئة وثابتة من النيكوتين في الجسم من خلال لصقها على جزء من الجلد خالٍ من الشعر كالصدر أو الرقبة أو الخصر أو الذراع، وبهذا يمكنها السيطرة على الرغبة في التدخين لمدة يوم كامل، وهذا يعد عيبًا من عيوبها؛ إذ يلزم استبدالها كل 24 ساعة، كما أنها يمكن أن تصيبك بالأرق والطفح الجلدي والحكة في الموضع الذي ألصقتها به.
أقراص الاستحلاب
تحتوي هذه الأقراص على معدل قليل من النيكوتين، ويتم استخدامها من خلال وضعها بين بطانة الفم واللثة والمص ببطء إلى أن تذوب ويمتص النيكوتين عن طريق بطانة الفم ليصل إلى مجرى الدم، ومن مميزاتها أنها لا تستلزم المضغ كثيرًا كالعلكة، وبالتالي فإنها لن تلتصق بالتقويم، كما أنه يمكنك استخدامها بجانب الوسائل الأخرى، وتُصرَف دون وصفة طبية، ولكن من عيوبها وجوب استخدامها مرارًا وتكرارًا للحصول على التأثير المرجو.
بخاخ الأنف
من المفضل ألا تتساءل متى تزول الرغبة في التدخين بعد الإقلاع عنه، وأن تستبدل هذا السؤال بالتنفيذ الفعلي بهدف التخلص من هذه الرغبة، ولعل بخاخ الأنف واحد من بدائل النيكوتين الذي يسرّع من عملية إيصال النيكوتين لمجرى الدم عبر امتصاصه عن طريق بطانة الأنف، ويمكن الاستنتاج أن هذه الوسيلة من أكثر الوسائل التي تقضي على الرغبة في التدخين، ولكن لا تُصرف إلا بوصفة طبية.
يمتنع بعض الناس عن استخدام بخاخ الأنف لعيوبه، حيث إنه لا يناسب مرضى المشكلات الأنفية كالجيوب الأنفية وغيرها، كما أنه قد يسبب العطس والتهاب الحلق وتهيج الأنف، ناهيك عن أنه يجب استخدامه بشكل متكرر للحصول على النتيجة المرجوة.
منشقة النيكوتين
هي عبارة عن أنبوب يشبه القلم شكلاً وحجمًا يطلق النيكوتين عند استنشاقه، وبهذا فهو يتغلب على رغبتك في التدخين بعد الإقلاع، وعلى الرغم من فعاليته إلا أنه لا يناسب مرضى الربو، ويسبب تهيجًا في الحلق والفم؛ لذا لا يُصرف إلا بوصفة طبية.
الابتعاد عن كل ما يحث على التدخين
من الأساليب المهمة التي تساعدك على التخلص من الرغبة في التدخين الابتعاد عن الأمور التي تذكرك به وتشعل رغبتك من جديد، وخاصة في الأوقات التي تنتابك الرغبة الجامحة في التدخين، وذلك كأن تتنزه مع الأصدقاء أو تتناول فنجان من القهوة.
ممارسة التمارين الرياضية
تساعد ممارسة الأنشطة البدنية على إخماد رغبتك في التدخين بشكل خاص، والتخلص من الأعراض الانسحابية الناجمة عن الإقلاع بشكل عام، فيمكنك تبني عادة المشي أو ممارسة النشاط الرياضي الذي تحبه إلى أن تزول هذه الأعراض.
استخدام طريقة الإلهاء
منذ إقلاعك عن التدخين وأنت تعلم أن الرغبة في التدخين ستعاودك مرارًا وتكرارًا بعد التوقف عن التدخين؛ لذا يجب أن تستخدم طريقة إلهاء نفسك والتسويف في اللجوء للسجائر حتى تزول هذه الرغبة، فكما تعلم أنها قد تراودك رغبة جامحة في التدخين، ولكن سرعان ما ستزول خلال دقائق معدودة، فلا تستسلم لهذا الشعور وتحلى بالصبر، وتأكد أن قدرتك على البقاء دون التدخين في وقت الإقلاع أهم خطوة من خطوات النجاح.
أجبنا في هذا المقال عن سؤال متى تزول الرغبة في التدخين بعد الإقلاع عنه، كما تناولنا أنواع الرغبة التي قد تباغت المدخن بعد الإقلاع، وبينّا بعض الوسائل التي يمكنها مساعدتك على التحكم في الأعراض الانسحابية، وننصحك في النهاية بدمج هذه الوسائل أو استخدام ما تفضل منها حتى تصل إلى بر الأمان.