لا تخلو مراحل نمو الشعر من مرات تساقط وبكميات طبيعية وبخاصة في مرحلة الراحة، ولكن متى يكون تساقط الشعر خطيرا وغير طبيعي؟ ومتى نتأكد من وجود مشكلة أو خلل في الشعر يحتاج لعلاج وفحص؟ سنجيب عن هذه التساؤلات في سطور المقال، لنعيد النظر مرة أخرى في كيفية العناية بالشعر وتجنب الحالات الخطيرة من تساقط الشعر.
تساقط الشعر
يعد نمو الشعر من التطورات الفسيولوجية الطبيعية التي يمر بها جسم الإنسان، ويصل معدل الشعر الطبيعي من 80 ألفا إلى 120 ألف شعرة في فروة الرأس، وتوجد نسبة 10% من كمية الشعر في مرحلة الراحة وهي المرحلة الأهم في نمو الشعر، حيث يتهيأ حوالي 9% من الشعر للتساقط، وحينما يسقط الشعر؛ تنمو بصيلات شعر جديدة حيث تبدأ معها دورة حياة جديدة.
لذا يتم حساب معدل التساقط الطبيعي للشعر بتساقط 50 – 100 شعرة يوميًا، ومعدل النمو الطبيعي لطول الشعرة بمعدل 10- 15 ملم شهريًا، إذن متى يمكن القول إن تساقط الشعر غير طبيعي ويستدعي التدخل العلاجي، في حالة زيادة نسبة تساقط الشعر عن 150 شعرة يوميًا، يجب الرجوع للطبيب لمعرفة السبب والعلاج المناسب.
متى يكون تساقط الشعر خطيرا؟
يعد التساقط الطبيعي مرحلة من مراحل نمو الشعر، ولكن هناك بعض الحالات التي يتسارع فيها معدل تساقط الشعر وبكميات كبيرة، وبالطبع هناك أنواع مختلفة لتساقط الشعر؛ سواء لأسباب جلدية أو بسبب الصلع الوراثي، أو بسبب مشكلات صحية، وللإجابة على سؤال متى يكون تساقط الشعر خطيرا، يجب معرفة أسباب تساقط الشعر في الحالات الخطيرة ومنها:
الصلع الوراثي
الصلع الوراثي من أخطر مسببات فقدان الشعر، والتي ما زال العلم غير قادر على الوصول لعلاج فعال ونهائي لها، حيث تعرف باسم الثعلبة الذكرية، وهي من الأمراض الوراثية التي تنتقل من الأب أو الأم إلى الشخص، حيث يبدأ الشعر في التساقط تدريجيًا ليقل معدل الشعر حتى يصل إلى حد الصلع.
الضغط النفسي
الضغوط النفسية مثل: التوتر والاكتئاب والقلق الناتجة عن المشكلات الحياتية اليومية، فجميع هذه المشكلات تسبب خللا في هرمونات الجسم وهو ما يؤثر على دورة حياة الشعر، ولكن تساقط الشعر الناتج عن التوتر تساقط مؤقت يزول بزوال السبب.
اضطراب الغدة الدرقية
عند حدوث خلل في نشاط الغدة الدرقية سواء بالخمول أو فرط النشاط يتأثر الشعر، بسبب تأثير هرمونات الغدة الدرقية على خلايا الشعر، فيبدأ التساقط خفيفا ثم يزيد مع الوقت ومع إهمال العلاج، كما يتأثر الشعر كليًا بالقصور في الغدة الدرقية فتظهر مشكلات التقصف والجفاف.
استخدام مواد كيميائية ضارة
الاستخدام الكثير لمستحضرات العناية بالشعر وبخاصة التي تحتوي على مواد كيميائية والصبغات ومنتجات تنعيم وتمليس الشعر تؤثر سلبيًا على بصيلات الشعر وظهور البصيلات الجديدة، فتضعف الشعرة وتتساقط دون ظهور شعر بديل لها، لذا يفضل استخدام منتجات طبيعية أو خالية من المواد الكيميائية وبخاصة الصبغات يجب أن تكون خالية من الأمونيا.
تساقط الشعر الكربي
يعد تساقط الشعر الكربي من أخطر حالات تساقط الشعر التي يتساقط فيها بكميات كبيرة، ليتسبب في ظهور بقع صلعاء تمامًا خالية من الشعر، وعند وصف الأدوية المناسبة للحال يتوقف تساقط الشعر.
هوس نتف الشعر
يعد هوس نتف الشعر أحد الاضطرابات النفسية التي تدفع صاحبها بصورة لا إرادية لنتف الشعر سواء شعر الرأس أو الحاجين أو الرموش، وكذلك شعر اليدين والساقين، وكعادة الاضطرابات النفسية يحتاج لاستشارة متخصص في الطب النفسي للتعامل مع الحالة سلوكيًا ودوائيًا.
الثعلبة البقعية
الثعلبة البقعية أو تساقط الشعر الجزئي هي أحد الأمراض الجلدية المناعية التي تهاجم فيها خلايا الجسم نفسها، وهي من الأمراض التي تهاجم الشعر في أي عمر دون التقيد بسن محدد، حيث تظهر دوائر صغيرة الحجم في الشعر خالية من أي شعر في حجم عملة معدنية، ومع العلاج لدى طبيب الجلدية يبدأ الشعر في النمو مرة أخرى وبوتيرة سريعة.
الأمراض الجلدية
تسبب الإصابة بالعدوى الفطرية أو البكتيرية بعض الأمراض الجلدية في فروة الرأس وهو ما يؤدي إلى فقدان الشعر، ومن هذه الأمراض سعفة الرأس والثعلبة الندبية والتي تعد من الأمراض المناعية التي تسبب دوائر صغيرة في الرأس خالية من الشعر، وتزيد مع الوقت.
أسباب أخرى
بجانب الأسباب السابقة؛ يوجد بعض العوامل الأخرى التي تزيد من تساقط الشعر منها:
- سوء التغذية وفقر الدم.
- تناول بعض الأدوية مثل: بعض أنواع حبوب منع الحمل ومميعات الدم.
- الإصابة بالأورام وتناول العلاج الكيميائي.
- التهابات فروة الرأس مثل: التهابات جريبات الشعر والزهري.
- التقدم في العمر مع نقص معدل الفيتامينات والمعادن في الجسم.
- إجراء عمليات جراحية.
اقرأ أيضًا: أفضل علاج سريع لتساقط الشعر الشديد وتكثيفه
الفرق بين تساقط الشعر الطبيعي وغير الطبيعي
فروة الرأس أشبه بتربة زراعية صالحة للزراعة، وطالما لم يصبها أي تضرر أو مرض ومع التغذية السليمة، فالشعر ينمو ويتساقط بصورة طبيعية في حدود من 50 – 150 شعرة يوميًا، ومع كثرة الاستحمام واستخدام الشامبو والحرارة و”السشوار” يمكن أن يزيد معدل التساقط قليلًا، ولكن متى يكون تساقط الشعر خطيرا أو غير طبيعي؟ يعد التساقط خطيرا في حالة زيادة عدد الشعر المتساقط عن 200 شعرة يوميًا، حيث يحسب التساقط غير الطبيعي من 200- 500 شعرة.
طرق الوقاية من تساقط الشعر
للأسف لا توجد طرق لتجنب أسباب تساقط الشعر الوراثية والتي تسبب الصلع الوراثي الذكوري أو الأنثوي، ولكن يمكنك تجنب تساقط الشعر بسبب ضعف العناية بالشعر أو سوء التغذية أو الأمراض الجلدية، فقط اقرئي النصائح التالية:
- تعاملي مع شعرك برفق؛ عند التمشيط استخدمي فرشاة فك التشابك وابدئي من الأطراف ثم الجذور، وعند غسل الشعر دلكي فروة الرأس بلطف باستخدام الشامبو.
- استخدمي منتجات خالية من المواد الكيميائية وتجنبي صبغات الشعر الغنية بالأمونيا.
- تجنبي فرد الشعر بالبروتين والكرياتين؛ فمعظم المواد المستخدمة تحتوي على الفورمالين المضر بالشعر والمسبب لضعف الشعرة وتساقطها.
- استخدمي أربطة شعر مطاطية وتجنبي شد الشعر للخلف، وأيضًا الضفائر، مع أهمية تجنب الإكثار من الحرارة على الشعر.
- اهتمي بنظامك الغذائي ليحصل شعرك على احتياجاته من العناصر الغذائية ويحافظ على بنيته دون التلف أو التقصف.
- استشيري طبيبك عند استخدامك أدوية أخرى أو العلاج من أي أمراض.
- احمي شعرك من أشعة الشمس ومن المياه المالحة.
اقرأ أيضًا: أفضل بخاخ لتكثيف الشعر من النهدي
متى يجب استشارة الطبيب؟
يسأل الكثيرون متى يكون تساقط الشعر خطيرا لمعرفة متى يجب استشارة الطبيب؟ فتساقط الشعر بكميات كبيرة لا تجدي معه الوصفات الطبيعية أو حمامات الكريم نفعًا، لذا يجب عليكِ استشارة الطبيب عند:
- تساقط كمية كبيرة من الشعر يوميًا عند الاستيقاظ من النوم أو عند الاستحمام وتمشيط الشعر.
- ترقق الشعر في منطقة جذور الشعر.
- تراجع الشعر للخلف واتساع الجبهة.
- ظهور بقع خالية من الشعر أو دوائر صغيرة.
- الحكة أو القشرة الشديدة.
- تساقط خصلات شعر كاملة.
ختامًا… عليكِ معرفة متى يكون تساقط الشعر خطيرا، تفاديًا لمضاعفات تساقط الشعر الأولى، وما يمكن أن يسببه من تساقط جزئي أو كلي في أماكن كبيرة من الشعر، حيث يحتاج منكِ الأمر إلى العرض على الطبيب والتشخيص السليم ووصف طرق العلاج المناسبة، كما يمكن أن تساعدك الخلطات الطبيعية في زيادة كثافة الشعر ونموه.
اقرأ أيضًا: