يُعتبر حقن الحديد أحد الإجراءات الطبية لعلاج انخفاض نسبة الحديد في الدم في بعض الحالات المرضية، ولأن الحديد يُعد جزءًا أساسيًا في تركيب الهيموغلوبين- المكون الرئيسي لخلايا الدم الحمراء والمسؤول عن حمل الأكسجين ونقله من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم- فإن انخفاض الحديد في الجسم يؤدي إلى انخفاض الهيموغلوبين، وبالتالي الإصابة بفقر الدم.
متى يلجأ الطبيب إلى حقن الحديد؟
بعض الحالات المرضية تتطلب اللجوء إلى حقن الحديد، كالحالات الخطيرة والتي يعاني فيها المريض من نقص حاد في الحديد ويحتاج إلى كمية كبيرة منه، بحيث إن المريض لا يستجيب للعلاج بتغيير النظام الغذائي، إضافة إلى أنه لا يمكنه تناول مكملات الحديد الفموية، لأنها تتسبب له بآثار جانبية، أو لا يتم امتصاصها بشكل كافٍ في الأمعاء بسبب الامتصاص، وبكل الأحوال لا يأخذ الجسم كمية كافية من الحديد لتعويض النقص الحاصل، وعندئذٍ يُعد حقن الحديد علاجًا سريعًا ومُجديًا، كما في الحالات التالية:
- أنيميا نقص الحديد، والتي تتمثل أعراضها بالشعور بالدوار والتعب، وتسارع نبضات القلب، وشحوب في الوجه والجلد، وضيق في التنفس، وبرود في الأطراف.
- النزيف الشديد، سواء في حال فقد كمية كبيرة من الدم، أو النزيف المستمر بسبب إصابة الجسم ببعض الأمراض، كأمراض الجهاز الهضمي، مثل: البواسير، التقرحات أو الالتهابات في الأمعاء، الأورام السرطانية، بالإضافة إلى النزيف الحاد خلال فترة الحيض.
- النساء في فترة الحمل، بحيث يزداد احتياج الجنين للحديد والمطلوب لنموه.
- الإصابة بأمراض الكبد والكلى المزمنة، والتي تؤثر على تصنيع خلايا الدم الحمراء.
- تناول أدوية تؤثر على قدرة الجسم على استخدام الحديد في تصنيع الهيموغلوبين كالأسبرين، والهيبارين، والكومادين.
طرق حقن الحديد والفرق بينها:
حقن الحديد بالوريد، ويتم إجراؤه في المستشفى أو في مركز غسيل الكلى، ويقوم الطبيب أو الممرض باستخدام إبرة لإدخال أنبوب صغير في الوريد يُعرف بالقسطرة، عادةً ما يتم وضعه في وريد اليد أو الذراع، بعد ذلك يزيل الممرض الإبرة تاركًا القسطرة في الوريد، والتي يتم توصيلها بأنبوب طويل متصل بحافظة بلاستيكية تحتوي على الحديد المخفف بمحلول ملحي، ويتم إيصال الحديد للدم من خلال التنقيط المستمر والبطيء في الوريد.
ومن الجدير بالذكر أن المريض يخضع إلى جرعة اختبار بكمية صغيرة من الحديد قبل أن يأخذ الجرعة الكاملة، للتأكد من عدم حدوث أي رد فعل غير مرغوب.
حقن الحديد بالعضل، ويتمثل في حقن الحديد بواسطة إبرة في العضل تُعطى عادةً في عضلة الأرداف، وبالرغم من هذه الطريقة تُعد أسرع من الحقن الوريدي لأنه يتم حقن الجرعة كاملة في الحال، بينما الحقن الوريدي يحتاج إلى عدة ساعات، إلا أن الحقن بالوريد يُعتبر أقل إيلامًا منه، كما أنه يتسبب بحدوث ألم ونزيف في العضلات وتغير لون الجلد إلى برتقالي في مكان الحقن، لذا يُفضل الأطباء الحقن الوريدي على الحقن بالعضل.
الجرعة المطلوبة في حقن الحديد:
يقرر الطبيب الجرعة المطلوبة بناء على حاجة جسم المريض، وحالته المرضية، وعمره، وجنسه، لذا يقوم الطبيب بإجراء عدة فحوصات مخبرية للدم، للتحقق من مستويات الحديد في الجسم.
حقن الحديد للحامل.. هل هو آمن؟
من المعروف أن حاجة المرأة الحامل إلى الحديد تزداد مع نمو جنينها وتقدم حملها، لذا قد تتعرض بعض الأمهات إلى نقص الحديد في الدم، مما يسبب الأنيميا.
ويُعتبر تناول الغذاء الصحي الغني بمصادر الحديد أول خيارات العلاج التي ينصح بها الطبيب الأم الحامل التي تعاني من نقص الحديد، كالألبان واللحوم، والخضروات الورقية كالسبانخ والجرجير، والبقوليات كالفول والعدس والفاصولياء، والفواكه كالمشمش والزبيب والبنجر، وتُعتبر مكملات الحديد الفموية خيارًا ثانيًا إذا كان الغذاء ليس كافيًا لتعويض نقص الحديد، لكن إن لم تجدِ هذه الخيارات نفعًا، وفي الحالات شديدة الخطورة يلجأ الطبيب إلى حقن الحديد ويُعتبر خيارًا آمنًا وفعالًا، وعادةً ما يتم في الثلث الثاني أو الثلث الثالث من الحمل.
الآثار الجانبية ومضاعفات حقن الحديد:
يمكنك بعد حقن الحديد العودة إلى المنزل ومتابعة أنشطتك اليومية، أو حتى الذهاب إلى عملك، لكن قد تظهر بعض الآثار الجانبية الخفيفة، مثل:
- الصداع.
- الغثيان والتقيؤ.
- شعور مؤقت بمذاق معدني في الفم.
- الشعور بالحرقان، أو التورم في منطقة الحقن.
- ضيق في التنفس.
- آلام في العضلات والمفاصل.
- الحكة والطفح الجلدي.
- انخفاض في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
- الإمساك.
- الإصابة بسُمية الحديد، وهي إحدى المضاعفات الخطيرة والنادرة، والتي قد تظهر أعراضها بسرعة مسببة صدمة الحساسية، أو تتطور ببطء مع مرور الوقت، مؤدية إلى تراكم الحديد في أنسجة الجسم.