كيف تؤثر الإصابة بالنكاف على الخصوبة عند الرجال؟

هل من الممكن أن تصاب بمرض في الغدد اللعابية فتفقد قدرتك على الإنجاب؟ يتساءل العديد من الناس عن مدى ارتباط مرض النكاف والعقم عند الرجال بعدما انتشر أن مرض النكاف يسبب العقم، فهل هذه المعلومة صحيحة؟ وكيف تقي نفسك هذا المرض؟ وهل يسبب العدوى؟ سنتناول إجابات كل تلك الأسئلة وأكثر في هذا الموضوع.

ما هو مرض النكاف؟

هو عبارة عن مرض فيروسي يؤثر في الغدد النكافية أو الغدد اللعابية الموجودة بين الفك والأذن وخلف الوجنتين، وبالتالي ينتج عنها ألم وتورم في هذه الغدد، ويمكن أن يصيب هذا المرض الإناث والذكور على السواء، وقد يُحدث التهابًا في المبايض أو الخصيتين لدى الجنسين، كما أن الأطفال أكثر عرضة للإصابة به أكثر من البالغين، ولهذا يتم تطعيم الأطفال في المدارس منعًا لتفشي هذا المرض، فهل هذا يعني أنه معدٍ؟

هل النكاف معدٍ؟

بالطبع مرض النكاف معدٍ؛ لذلك هو سريع الانتشار وخاصة بين الأطفال، حيث ينتقل هذا الفيروس عن طريق استنشاق الهواء بالقرب من المصابين به، أو عن طريق استنشاق رذاذ العطس، وإذا تشاركت مع أحد المصابين في تناول الطعام من الصحون نفسها قد تصاب به، وحينها ينتقل إلى الجهاز التنفسي، ومنه إلى مجرى الدم، وبعد انتشاره لكل أجهزة الجسم يبلغ مراده ألا وهو الغدد اللعابية، ثم يستقر ويبدأ في التكاثر.

أعراض الغدة النكافية عند الرجال

تبدأ أعراض مرض النكاف بالظهور بعد العدوى بأسبوعين أو 3 أسابيع، ولكن يختلف هذا من شخص إلى آخر، حيث يمكن أن يصاب بعض الأشخاص بالنكاف دون أن تظهر عليهم أي أعراض، أو تظهر عليهم أعراض خفيفة جدًا، ولكن سيتعرض المصاب حتمًا إلى العلامة الرئيسة لهذا الفيروس، وهي تورم الوجنتين والغدد اللعابية، أما عن باقي أعراض مرض الغدة النكافية عند الرجال فتتمثل في الآتي:

• الشعور بالألم أثناء البلع أو المضغ.
• الإصابة بالصداع والحمى، إلا أن الحمى قد لا تحدث في كثير من الأحيان.
• الشعور بالألم في جانب واحد من الوجه أو كلا الجانبين.
• الإصابة بالإرهاق والضعف وفقدان الشهية.
• الإحساس بالألم في العضلات.
• الشعور بألم في المعدة أو الغثيان أو كليهما.

مرض النكاف والعقم عند الرجال

قد يكون الأمر بعيدًا كل البعد عن إصابة الرجال بالعقم بسبب مرض النكاف! فما هي علاقة مرض النكاف بالعقم عند الرجال؟ عندما يصاب الرجال بمرض النكاف فقد يؤثر في الخصيتين، ويسبب لهما الالتهاب، وقد يصيب خصية واحدة، حيث يتطور الالتهاب عند 20 إلى 30% من الرجال المصابين، وبالتالي يضغط هذا الالتهاب على أنبوب البربخ المسؤول عن نقل الحيوانات المنوية من الخصية إلى العضو الذكري.

يتسبب هذا الالتهاب مع مرور الوقت في تقليل إنتاج الحيوانات المنوية عند الذكور؛ نتيجة التغيرات الهرمونية الذكورية الحادثة بسبب التهاب الخصيتين، وتشير المجلة البريطانية الدولية لجراحة المسالك البولية إلى أن هذا الالتهاب يضغط على الأجزاء المسؤولة عن إنتاج الحيوانات المنوية ونقلها إلى الخصية، وإذا زاد الضغط تعرضت أنسجة الخصية إلى التلف بشكل دائم وحدث العقم، ولكن هذه الحالة نادرة الحدوث.

شاهد أيضا: علاج العقم عند الرجال.. ومتى نلجأ للإخصاب الخارجي؟

هل يؤثر مرض النكاف في خصوبة الرجال بشكل دائم؟

قد تكون هناك علاقة واضحة بين مرض النكاف والعقم عند الرجال ولكن هذا يحدث نادرا جدًا؛ إذ يصيب حوالي 13% فقط من الرجال المصابين بهذا المرض، وخاصة إذا أصابهم الالتهاب في كلا الخصيتين، أما الرجال الذين أصيبوا بالالتهاب في خصية واحدة وهو الشائع فتقل احتمالية تعرضهم للعقم، ولكن يمكن أن يجدوا صعوبة في الإنجاب.

أسباب الإصابة بمرض النكاف

كما أوضحنا سابقًا أن مرض النكاف عبارة عن عدوى فيروسية يمكن أن تنتقل من شخص لآخر عبر اللعاب، إذا استخدمت أدوات تناول الطعام والشراب لشخص يعاني النكاف، أو إذا استنشقت رذاذ شخص مصاب بالسعال أو العطس.

شاهد أيضًا: التهاب الملتحمة.. ولماذا تكثر الأمراض في فصل الشتاء؟

مضاعفات مرض النكاف

إذا تم إهمال مرض النكاف دون علاج فقد تحدث عدة مضاعفات خطيرة قد تودي بحياتك، فيمكن أن يصاب البنكرياس بالالتهاب، وحينها تظهر أعراض جديدة تتمثل في الإسهال والغثيان والقيء والشعور بألم في المنطقة العلوية من المعدة، وقد يُحدث فيروس النكاف التهابًا في الدماغ أو التهاب السحايا، وفي هذه الحالة يصاب المريض بمشكلات عصبية حادة؛ نتيجة تمكن الفيروس من الجهاز العصبي المركزي.

قد يتسبب مرض النكاف في فقدان حاسة السمع في إحدى الأذنين أو كليهما مدى الحياة، ولكن نادرًا ما يحدث هذا، وفي حال أصيبت الأنثى بمرض النكاف فإنها قد تصاب بالتهاب الثديين والمبيضين، ولكن لا تتأثر خصوبتها بهذه المضاعفات، وإن كانت حاملاً وأصيبت بمرض النكاف، وخاصة في الشهور الأولى فإن هذا يعرضها إلى الإجهاض.

علاج مرض النكاف

في الغالب تتحسن أعراض مرض النكاف في أسابيع قليلة، ولكن لتفادي تأثير العلاقة بين مرض النكاف والعقم عند الرجال يجب اللجوء إلى العلاج مباشرة، والذي بالطبع سيبتعد عن المضادات الحيوية؛ لأنه مرض فيروسي، ولكن سيحتاج إلى بعض الطرائق التي تميل إلى العلاجات المنزلية أكثر منها دوائية، ومنها ما يلي:

مسكنات الألم

إذا كانت الأعراض التي تعاني منها شديدة فقد يصف لك الطبيب بعض مسكنات الألم التي تتضمن الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب كالإيبوبروفين، أو الأدوية التي تتضمن الأسيتامينوفين، ولكن احذر أن تجعل طفلك يتناول الأسبرين في حالة إصابته بالعدوى منك، حتى لا يتعرض للإصابة بمتلازمة راي.

اتباع نظام غذائي محدد

يجب أن تتجنب تناول الأطعمة الحمضية، مثل: البرتقال والليمون؛ لأنها تحفز إفراز اللعاب فتعرضك للإصابة بالألم، كما يجب عليك تناول الأطعمة سهلة المضغ، مثل: الشوفان والبطاطا المهروسة والشوربة، بالإضافة إلى الالتزام بتناول السوائل بكميات كافية حتى لا تصاب بالجفاف نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، وبهذا يمكنك الوقاية من مرض النكاف والعقم عند الرجال.

شاهد أيضًا: دوالي الخصية.. هل تؤدي إلى العقم عند الرجال؟

الاسترخاء

يجب أن تكون الراحة جزءًا من علاجك، فيمكنك البقاء مستلقيًا في سريرك، واحرص على عمل الكمادات الباردة لتهدئة الألم وتورم الغدد اللعابية.

كيفية الوقاية من مرض النكاف

لكي تقي نفسك الإصابة بمرض النكاف يمكنك الحصول على لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، حيث يقيك الإصابة بالمرض بنسبة تصل إلى 95%، ولكن لا يُنصح بأخذ اللقاح في حالة كنت تعاني حساسية المضاد الحيوي (تيومايسين)، وإن كنت تعاني الضعف الحاد في الجهاز المناعي أو إذا كنتِ حاملاً لا يمكنك أخذ اللقاح.

إن كنت مصابًا بـ مرض الإيدز أو نقص المناعة البشرية، أو في حالة الإصابة بالسرطان، أو الاضطراب الدموي، أو إن كنت تتناول أدوية ستيرويدية، أو إذا أخذت أي لقاح خلال الأربعة أسابيع الماضية يجب عليك استشارة الطبيب قبل أخذ لقاح مرض النكاف.

هل يمكن أن تصاب بمرض النكاف مرة أخرى؟

إذا حدث وأصبت بمرض الكعب أو النكاف فإنك ستظل محصنًا بقية حياتك ضد هذا المرض حتى إذا تعرضت إلى الفيروس مرة أخرى، ففي هذه الحالة يصبح جهازك المناعي قادرًا على التعرف عليه وقتله في الحال.

تناولنا في هذا المقال العلاقة بين مرض النكاف والعقم عند الرجال وأعراضه وأسبابه، كما عرضنا طرائق العلاج والوقاية، فلا تقلق بشأن التعرض إلى العقم جرّاء إصابتك بهذا المرض، حيث إن نسبة الإصابة بالعقم مدى الحياة قليلة جدًا، ولكن هذا ليس معناه الاستهانة بالمرض والتغافل عن العلاج في الوقت المناسب.