يبدو أن أمراض القلب والكوليسترول كانت تهدد حياة البشر منذ آلاف السنين، والعهدة على دراسة توصلت إلى تلك النتيجة المذهلة بعد فحص مومياوات.
أمراض القلب عند القدماء
في وقت تكشف لنا المومياوات أحيانا عن الكثير من أساليب الحياة المختلفة، التي عاشها البشر منذ آلاف السنين، تأتي دراسة أمريكية حديثة لتشير إلى أن فحص تلك المومياوات أكد أن مشكلات ارتفاع الكوليسترول وأمراض القلب، قد أصابت القدماء تماما كما تصيب البشر الآن.
أوضحت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة تكساس الأمريكية، أن الشرايين الخاصة بالبشر القدماء الذين عاشوا على الأرض، منذ أكثر من 2000 سنة قبل الميلاد، كانت تعاني من الانسداد بدرجات لم يتوقعها الخبراء والباحثون من قبل، وفقا لمحمد ماجد، الأستاذ المساعد لأمراض القلب والأوعية الدموية، والباحث المسؤول عن الدراسة الأخيرة.
يقول ماجد: “أردت أن أعلم إن كان مرض القلب هو من المشكلات الصحية الحديثة أم لا، لنكتشف أنه يعود إلى آلاف السنين التي مضت، ولأسباب مختلفة”.
فحص المومياوات
بينما قامت دراسات سابقة، بإجراء فحوصات دقيقة على مومياوات، لتبين نسب الكالسيوم في أجسادهم، تأتي الدراسة الحديثة ليسعى الباحثون من خلالها، إلى معرفة مدى ارتفاع الكوليسترول لدى البشر قديما.
قام الباحثون بفحص بعض المومياوات التي تعود إلى 2000 سنة قبل الميلاد، وأخرى تعود لنحو 1000 سنة بعد الميلاد، حيث لاحظ الباحثون إصابة تلك المومياوات بتصلب الشرايين، ما نبههم لتراكم الكوليسترول في الجسم، مع الوضع في الاعتبار أن مرض تصلب الشرايين يعتبر من أسباب منع تدفق الأكسجين المحمل بالدم بداخل الجسم، لذا يتسبب في الإصابة بأمراض القلب.
يرى الخبراء المسؤولون عن الدراسة الأخيرة، أن هناك أكثر من سبب واحد قد يكون وراء معاناة البشر القدماء من مشكلات القلب والكوليسترول، من بينها استنشاق الأدخنة المتصاعدة من اشتعال النيران، والإصابة بالبكتيريا والفيروسات التي لم تكن تعالج آنذاك.
يشير الباحثون في نهاية الدراسة، إلى أنهم سيعملون خلال الفترة القادمة، على محاولة تحديد مدى انتشار مرض القلب وارتفاعات الكوليسترول بين البشر القدماء، ما يتطلب التوصل إلى تقنيات أحدث للتوصل إلى نتائج لا تقبل الجدال.