يظل أثر مصارعة المحترفين على الأطفال مثارا للجدل والمناقشة بين الكثير من الآباء ومتخصصي الطب النفسي. فهل من المفترض أن تكون مشاهدة العنف عبر التلفاز، من خلال مصارعة المحترفين، أمرا طبيعيا ومعتادا؟ أم أنه يحتاج إلى تدخل لمنعه من الأساس؟
مصارعة المحترفين
فاللعبة الشهيرة، والتي وعلى الرغم من كل ما يثار حولها من كونها زائفة، وتحمل الكثير من المشاهد التمثيلية، فإنها ما زالت تتمتع بنسب مشاهدة ضخمة، بل ومتزايدة، تتجاوز الـ 360 مليون متابع، عبر 150 دولة بالعالم، تجعلها على صدارة الرياضات الاستعراضية العنيفة على وجه الأرض، ما يثير قلق آباء عدة بشأن خطورتها على الأطفال المتحمسين دوما لمشاهدتها.
من هنا أصدرت إدارة WWE مرارا وتكرارا بيانات للآباء والأمهات، بضرورة الجلوس مع أطفالهم أثناء مشاهدة مباريات المصارعة، لتوضيح كيفية حصد المتعة من تلك اللعبة، بدلا من الحصول على جرعات من التوتر أو الطاقة التدميرية، كذلك تحرص الإدارة على عرض الفواصل الإعلانية التي تبنه إلى أن تلك اللعبة استعراضية، لا يخوضها إلا المحترفون، لذا تمنع ممارستها من قبل الأطفال في المنازل أو المدارس، فهل تجدي تلك الإعلانات نفعا مع الصغار؟
دراسة صادمة
بين تحذيرات إدارة اللعبة الاستعراضية الأشهر، وقلق المتابعين على أبنائهم الصغار، ظهرت دراسة علمية تعود إلى عام 2008، لتربط بشكل مباشر بين العنف الذي يعرض على الشاشة في مباريات المصارعة، وبين عنف آخر يمارسه المراهقون في الشوارع والطرقات مع أصدقائهم، أو حتى مع الغرباء.
إذ أكدت الدراسة التي أجراها روبرت دورانت، المدرس بجامعة ويك فورت الأمريكية، أن نسب مشاهدة الرياضات العنيفة لدي ممارسي العنف بواسطة الأدوات الحادة، تتجاوز الآخرين بنسبة تصل لـ 67 %. بل ذهبت الدراسة لأبعد من ذلك، مشيرة إلى أن مشاهدة تلك الألعاب تخلق كذلك رغبات جنسية عنيفة ضد الفتيات، وتفتح الباب للربط بين تلك اللعبة ومعدلات الاغتصاب في البلاد.
الطب النفسي
لا يجد الأطباء النفسيون صعوبة كبيرة في تحديد خطورة تلك اللعبة على الأخص، فيؤكدون أنها تستثير الرغبات العدوانية لدى الجميع عند مشاهدتها، وتحديدا لدى الأطفال الأكثر تأثرا دائما بتلك الأمور، كذلك فإنها تنشر فكرا سلبيا، مفاده أن العنف هو المسيطر دائما على الأمور، وهو الحل لفض النزاعات، وهي بالقطع أفكار مسمومة لا يجب أن ينتهجها الصغار.
في النهاية، هي رياضة أو لعبة استعراضية، طالما أثارت الجدل، لا يمكن أن تمنع من العرض بكل ما تحمل من أرقام وإيرادات فلكية، لذا فالأمر في يدك أنت وحسب.