يعرف الثبات الانفعالي بأنه قدرة الإنسان على التحكم في ردود أفعاله في أقصى الظروف وأصعب المواقف. وهي صفة تظهر عند التعامل مع الضغوط والأزمات ويرادفها (ضبط النفس)..
ويعد الثبات الانفعالي عامل أساسيا لنجاح المدرب واللاعب في كرة القدم.. ونتمنى في ملاعبنا العربية أن نفطن لأهمية تعيين طبيب نفسي للفرق الرياضية، مختص بالجوانب النفسية والسيكولوجية المتعلقة بشخصيات اللاعبين، وكيفية تعاملهم مع الشهرة والنجومية وضغوط المنافسة سواء في القمة أو في القاع.
ومع استمرار مسابقة دوري الخليج العربي لأربع جولات متصلة..
أعتقد أن طبيعة المواجهات في الجولة الـ 5 من دورينا والتي تنطلق اليوم الخميس، ستمثل علامة فارقة في قياس مؤشر قوة الشخصية للفرق المتنافسة، سواء على القمة أو في وسط الدوري وكذلك في مؤخرة الترتيب.
الجزيرة والشارقة.. قمة مفترق الطرق
تأتي أهمية مواجهة الجزيرة والشارقة كونها نموذجا كاشفا، لمدى قدرة فخر أبو ظبي على التعافي معنويا من الخسارة، والخروج من كأس زايد للأندية العربية على يد النصر السعودي 4-1 قبل أيام.
والأهم هو ترقبنا لكيفية علاج الهولندي المغامر مارسيل كايزر، للأخطاء الدفاعية التي كلفته 9 أهداف اهتزت بها شباك الجزيرة في 4 مباريات فقط من عمر المسابقة، وهي نسبة مرتفعة لفريق طامح للمنافسة على درع الدوري.
فهل يواصل ابن مدرسة الكرة الشاملة إصراره على الكرة الهجومية المفتوحة أمام إعصار هجوم الملك، مهما كلفه الأمر، أم يجنح الهولندي للواقعية.. لعبور الموقعة الكروية، المرتقبة؟!
أما الشارقة صاحب الانطلاقة الأكثر إبهارا للقريب قبل البعيد، والذي بات تألقه حديث الصباح والمساء في الشارع الرياضي، فيعتبر اللقاء أول اختبار حقيقي لمقومات وسمات شخصية البطل لدى أبناء كتيبة عبد العزيز العنبري. وسيعكس مقدار رغبة الملك الشرقاوي في البقاء ضمن أهل القمة.
ومن يتابع أداء الملك فنيا عن كثب، سيكتشف أن الفريق لم يبح بكل أسراره بعد، ولا يزال يمتلك قوة كامنة قادرة على إضفاء المزيد من التوهج.. ومفتاح هذه القوة في يد القائد، العنبري!
فالفريقان يمتلكان ثاني أقوى خط هجوم بـ15 هدفا بفارق هدف عن الوحدة، والأفضلية النسبية لدفاع الشارقة الذي استقبلت شباكه 4 أهداف فقط.
وسيعطي الفوز لأحدههما الضوء الأخضر لإكمال طريق الصدارة، أما الخسارة.. فبالإضافة إلى أنها ستكون الأولى هذا الموسم، فقد تؤدي بصاحبها أيضا إلى نفق الشك!
شباب الأهلي واتحاد كلباء
جاء توقيت التدخل الجراحي الناجح لإدارة اتحاد كلباء، باستبدال المدرب البرازيلي جورفان فييرا بالإيطالي فابيو فيفاني بمثابة علاج ثوري، أعاد للفريق حيويته وشبابه، بالإضافة للثقة والدعم المستمر للفريق، ليمنحا النمور بداية شرسة استثنائية هذا الموسم بـ3 انتصارات متتالية ومدوية.
ولكن يبدو أن المهمة في هذه الجولة أمام شباب الأهلي لن تكون وردية! فالفرسان عائدون والبوادر ظهرت في الأداء والروح أمام العين الجولة الماضية، رغم الخسارة.
عجمان وبني ياس
سيدخل عجمان اللقاء برغبة جامحة لحصد الـ3 نقاط لإيقاف النزيف المبكر للفريق.
إلا أن الـ3 هزائم متتالية تثقل كاهل البرتقالي، خاصة وهو يواجه بني ياس القوي، الذي لم يذق طعم الخسارة قط. وليس هذا فحسب، بل أعلن عن قدومه للمنافسة على الدرع بعدما فاجأ المتصدر، الوحدة بفوز مستحق برباعية في الجولة الـ4.
النصر ودبا
إذا كانت التوقعات قبل بداية الموسم قد خذلت النصر، الذي تعيش جماهيره صدمة كبيرة للبداية الصفرية غير المسبوقة للفريق. فإن المنطق يقول إن أمام العميد فرصة سانحة لتغيير هذه الصورة عندما يستضيف دبا، المنتشي بفوزه الأول في الجولة الماضية.
ولكن يظل العامل النفسي وقدرة الإدارة الجديدة على انتشال اللاعبين من حالة الإحباط، بمثابة البداية لعودة الموج الأزرق للارتفاع مجددا من قاع سلم الترتيب.
الإمارات والوحدة
سيخوض أصحاب السعادة المباراة في محاولة لمحو آثار الهزيمة المفاجئة من بني ياس الأسبوع الماضي والتي أربكت حسابات الفريق، خشية أن يفقد الوحدة بريقه الذي دخل به الموسم ودفع الكثيرين لجعله المرشح الأول للقب.
أما الإمارات فيسعى لاستثمار ضغط رغبة أصحاب السعادة في الفوز، لكي يحقق نتيجة إيجابية تبقيه بعيدا عن منطقة الخطر.
الظفرة والوصل
رغم صعوبة موقف الظفرة التي تحتم عليه بذل مزيد من الجهد لتغيير وضعية الفريق، وخاصة وهو يخوض المباراة على أرضه، إلا أن الفوارق الفنية ورغبة الوصل في استغلال اللقاء لحصد 3 نقاط تقفز به للاقتراب من المربع الذهبي، تقف حائلا أمام الظفرة لتحقيق الانتصار الأول هذا الموسم.
الفجيرة والعين
يعاني الزعيم العيناوي من ضغط مطاردة المستوى الفني المبهر الذي قدمه الموسم الماضي لعبا ونتيجة. وسط مطالب جماهيرية بتكرار نفس السيناريو، من دون الأخذ في الاعتبار أن سياق المنافسة وروزنامة هذا الموسم تختلف كليا.
صحيح الأرقام تشير إلى أن العين حقق العلامة الكاملة، ولكن يظل مستوى الفريق غير مقنع، فالزعيم في رأيي يواجه بوادر أزمة ثقة، ولو استمرت المسابقة من غير توقف، أخشى أن تظهر بوضوح عند أول نتيجة سلبية.
أما الفجيرة فسيحاول تحقيق نتيجة إيجابية على أرضه تمنع انزلاق الفريق لأسفل الجدول، ومن هنا تأتي إثارة اللقاء.