بالقدم اليسرى وبالقدم اليمنى وبالرأس، بالهجوم المرتد فائق السرعة وبالاختراق من الأجناب والعمق باستخدام مهارة المراوغة، بالتسديد المباغت من داخل وخارج منطقة الجزاء.. كلها وسائل مشروعة لغاية واحدة! وهي مواصلة الفرعون المصري محمد صلاح ”ملك” ليفربول الجديد، إبهار الجميع بعد تسجيله للهدف الشخصي الـ30 والثاني لفريقه أمام بورنموث وذلك في إطار منافسات الجولة الـ34 من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز والتي انتهت بثلاثية نظيفة للريدز.
التحدي الكبير والحقيقي أمام النفاثة صلاح في المرحلة المقبلة، هو قدرته على الإجابة على السؤال الصعب! إذا ما أراد أن يحفر اسمه بحروف من ذهب في سجل أساطير اللعبة على مر التاريخ. والسؤال هو.. هل يتمكن النجم العربي محمد صلاح من الحفاظ على هذا النسق المتسارع من تطور مستواه الفني والحفاظ عليه لأطول فترة في مسيرته؟! شخصية صلاح توحي بكثير من التفاؤل حول إيجابية الرد المنتظر.
التطور: هو أن أي موهبة لكي تنتقل وترتقي من مستوى معين لدرجة أعلى، لابد لها من العمل على دراسة جوانب النقص لتحسينها، والتركيز على الاستفادة من الإيجابيات لأقصى درجة. وهي عملية مستمرة (PROCESS) لا تتوقف، وسمة أساسية لأي شخص أو لاعب طامح في الانتقال من مستوى السوبر إلى مستوى الظاهرة.
فأي متابع جيد لمسيرة صلاح سيلاحظ المنحنى التصاعدي في جودة الأداء، وسيتأكد أن هذه اليقظة لدى ”مومو صلاح” في إدراكه لأهمية تطوير نفسه باستمرار (جعلها أسلوب حياة) وإصراره عليها، يجني ثمارها الآن في موسم استثنائي لنجم فرض نفسه على الجميع في ظل وجود أساطير مثل ميسي وكريستيانو ونيمار. وـصبح، فخر العرب، قادر بلا شك وبكل ثقة على أن يجلس معهم في نفس الغرفة عند اختيار جائزة الكرة الذهبية ”بالون – دور” عن عام 2018، بل ليس أمام مجلة ”فرانس فوتبول” سوى أن تشرع في وضعه على قمة القائمة المختصرة للمرشحين للجائزة من الآن، بصرف النظر عن ما يخبئه القدر لصلاح في دوري الأبطال وكأس العالم. الذي نثق أن ما بذله من مجهود مضن وصبر كبير، لن يضيع سدى، فهو مرشح بقوة لاقتناص جائزة لاعب العام في إنجلترا في نسختها الـ45 . ويعد جناح ليفربول الأعسر الطائر الأقرب لخطف لقب هداف ”البريمير ليج” من ماكينة أهداف توتنهام هوتسبير هاري كين.