كثير من الأمهات يعتقدن أن الرعاية الصحية لهن، خلال رحلة الحمل تنتهي بالولادة وخروج الجنين إلى الحياة، ويتناسين مضاعفات النفاس وينشغلن برعاية المولود بالحب والاهتمام، إلا أن هذا الاعتقاد ليس صحيحًا، بل إن فترة النفاس قد تشكل خطرا يهدد حياة الأم في بعض الحالات، إذا لم تهتم بكل تغيير يطرأ عليها خلال الـ6 أسابيع التالية لعملية الولادة.
أعراض تعب النفاس
عليكِ العلم عزيزتي أن الوفاة المرتبطة بالحمل، لا تقتصر على فترة الحمل فقط، بل إنها قد تمتد لما بعد الولادة بعام كامل، لذا يجب عليكِ الاعتناء بصحتك جيدًا خلال هذه الفترة الحرجة، والرجوع إلى الطبيب إذا شعرتِ بأي من الأعراض التالية:
- نوبات صرع.
- ألم بالصدر أو الثدي.
- ضيق وصعوبة التنفس.
- تورم واحمرار الساق المؤلم.
- عدم التئام جرح الولادة القصرية الناتج عن الولادة.
- خروج تجلطات دموية في حجم البيضة أو أكبر.
- ارتفاع بدرجة حرارة الجسم يصل إلى 38 درجة.
- نزيف يحتاج إلى تغيير أكثر من حفاضة خلال ساعة واحدة.
- صداع لا يتحسن مع تناول المسكنات، وقد يكون مصحوبا بمشاكل في الرؤية.
- أفكار تميل إلى إيذاء النفس أو إيذاء الطفل وهي حالة طبية تدعى” اكتئاب ما بعد الولادة”.
هل كثرة الحركة تضر النفاس؟
إن فترة النفاس هي تلك المدة التي تبدأ منذ أن تلد الأم جنينها وتخرج من فترة الحمل المنهِكَة، فقد مرت السيدة هنا بوقت عصيب استنزف من صحتها وجهدها الكثير، بالإضافة إلى أن النفاس في حد ذاته يعتمد على إعادة هيكلة جسم المرأة إلى حالته التي كان عليها قبل الحمل، والتخلص من تأثيرات الحمل والولادة على الجسم من ماء زائد ودماء وبقايا المشيمة ووزن زائد.
ويعد ذلك جهدا إضافي يستوجب الراحة التامة، والغذاء الغني بالفيتامينات والمعادن التي تعوض الجسم كل ما فقده أثناء الحمل، وبدء فترة نقاهة جيدة، حتى يستطيع الجسم التعافي سريعًا دون التعرض إلى مضاعفات النفاس.
وإن لم تكن فترة النفاس تحتاج إلى الراحة والرعاية، لما كان المولى عز وجل رخص للمرأة فيها الانقطاع عن الصلاة وعدم الصيام، فهي تعامل معاملة الدورة الشهرية نظرا لما تعاني المرأة فيها من ألم وإنهاك.
قد يهمك أيضًا: تغيرات الجسم بعد الولادة الطبيعية
الممنوعات وقت النفاس
إن فترة النفاس هي تلك المدة التي تلي الولادة وخروج المشيمة، وتستمر لمدة تصل إلى 8 أسابيع أو حتى انقطاع دم النفاس والطُهر منه، وخلال هذه الفترة عليك تجنب القيام ببعض الأشياء منها:
- لا تحملي الأشياء التي يفوق وزنها وزن مولودك.
- امتنعي عن ممارسة أي مجهود بدني شاق، لأنه قد يعرضكِ إلى عدد من مضاعفات النفاس.
- قللي قدر المستطاع من تناول الكافيين والمنبهات، كي لا تؤثر بالسلب على الرضاعة الطبيعية.
- توقفي تمامًا عن ممارسة العلاقة الحميمية، حتى تتأكدي من انقطاع الدم وعدم إمكانية عودته مرة أخرى.
- إن مناعتكِ ضعيفة الآن، لذا عليكِ تجنب الجلوس مع الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المعدية، وذلك لتجنب انتقال العدوى إليكِ.
- تجنب الوجبات السريعة، كي تساعدي جسمك في التخلص من الوزن المكتسب خلال الحمل، والماء المخزن لديك في أسرع وقت.
- تجنبي التوتر والضغط العصبي، الذي قد يصيبكِ باكتئاب ما بعد الولادة، نتيجة صعوبة تلك الفترة من حياتكِ وزيادة ضغط المسؤوليات عليكِ.
- اتبعي نظاما غذائيا صحيا يوفر ما يحتاجه جسمك خلال تلك الفترة الانتقالية، والتي يتعافى فيها من تأثيرات الحمل ويعود إلى سابق عهده.
- اقضي أطول فترة ممكنة من يومك بجانب الصغير، كي تحفيزي تدفق الحليب بالثدي وتتحسن عملية الرضاعة الطبيعية، تلك التي تحد من التعرض إلى مضاعفات النفاس.
- إذا كنتِ من هواة الأطعمة الحارة، عليكِ التوقف عن تناولها خلال هذه الفترة، فهي تنتقل بشكل أو بآخر إلى منطقة الجرح سواء القيصري، أو جرح العجان في الولادة الطبيعية، وتسبب لكِ ألما وحرقة.
مضاعفات النفاس بعد القيصرية
تعتبر مضاعفات النفاس بعد الولادة القيصرية، هي نفسها المضاعفات التي تحدث عقب الولادة الطبيعية، ولكنها تختلف في أمور بسيطة أهمها ما يلي:
قد يهمك أيضًا: كيف تتخلصين من الكرش بعد الولادة
كمية الدم بعد الولادة القيصرية
النزيف الطبيعي بعد العملية القيصرية يكون بكمية قليلة، حيث يحاول الطبيب مساعدتك في تنظيف الرحم بشكل كبير أثناء العملية، وبالتالي تكون المدة التي تمر حتى تتطهري من النفاس، أقل من المدة في الولادة الطبيعية، حيث إنها تتراوح من أسبوع إلى 4 أسابيع، لذا إذا لاحظتِ أنكِ بحاجة إلى تغيير الحفاضة الصحية أكثر من 4 مرات على مدار الـ24 ساعة، فعليكِ مراجعة الطبيب حتى تتجنبي التعرض للنزيف الغزير.
تلوث جرح القيصرية
يحتاج الجرح بعد الولادة القيصرية إلى عناية خاصة بتجفيف المنطقة والحرص على النظافة، حتى تتجنبي التعرض إلى مضاعفات النفاس، حيث إن هناك العديد من أنواع البكتيريا التي قد تسبب لكِ عدوى التهاب الجرح، وقد يكون سطحيا أو داخليا مصحوبا بخراج يحتاج إلى تدخل طبي فوري.
الانصمام الرئوي
تزيد الولادة القيصرية من نسبة التعرض إلى تخثر الأوردة العميقة، وتجلط الدم بالساق والحوض، تلك الجلطات الدموية التي قد تنتقل إلى الرئة لتسبب جلطة الشريان الرئوي، وتحدث لكِ أعراض انسداد شرايين الرئة، وهنا يصبح الأمر خطرا يهدد الحياة، لذا فعند شعورك بضيق بالتنفس خلال فترة النفاس خاصة بعد ولادة قيصرية، عليكِ التوجه على الفور لمقدم الرعاية الصحية.
مضاعفات ما بعد الولادة الطبيعية
إن الولادة الطبيعية هي استعداد فسيولوجي، فإذا أخذت وقتها المناسب، وكانت تحت إشراف طبي فإن احتمالية حدوث مضاعفات النفاس فيها تكون أقل ما يمكن، ومع ذلك من المشكلات التي تواجه الأم خلال فترة النفاس عقب الولادة الطبيعية ما يلي:
النزيف المفرط
تزداد احتمالية تعرض الأم إلى مشاكل النزيف المفرط عقب الولادة الطبيعية، وذلك لما قد يصيبها من جروح بقناة الولادة وعنق الرحم أو تمزق في المهبل، وذلك أثناء حدوث الطلق ودفع الجنين إلى الخارج حتى يستقبل الحياة، كما أن الأم لا تتلقى مساعدة طبية جيدة في تنظيف الرحم عقب الولادة كما في الولادة القيصرية، وتكون كمية الدم المفقودة أكبر وتتعرضين لمخاطر مضاعفات النفاس.
قد يهمك أيضًا: أسباب نزيف الولادة القيصرية
ضعف عضلات الحوض
هي أحد الآثار الجانبية للولادة الطبيعية التي تعتبر طويلة الأمد، حيث تعاني معظم النساء اللواتي خضعن للولادة الطبيعية من ضعف في عضلات الحوض، والمهبل وكذلك سلس البول، تلك المضاعفات يمكنك تداركها خلال فترة النفاس إذا كنتِ دقيقة الملاحظة، فإن الحاجة المتكررة وغير الطبيعية إلى التبول خلال هذه الفترة، مؤشر قوي على ضعف عضلات الحوض، ويمكن الحد من حدوث المشاكل المستقبلية عن طريق الرجوع إلى الطبيب، ومعرفة الطرق الطبيعية لتقوية العضلات في هذه المنطقة.
حمى النفاس
كثيرٌ من السيدات يعتقدن أن التعرض إلى خطر حمى النفاس، عقب الولادة الطبيعية يكون أقل منه في الولادة القيصرية، ولكن عزيزتي الحامل إن هذا الاعتقاد خاطئ، حيث إن حمى النفاس هي ارتفاع في درجة الحرارة يصل إلى 38 درجة أو أكثر، ويستمر لمدة 24 ساعة متصلة بعد الولادة، وكذلك خلال العشرة أيام الأولى منها.
ويكون السبب الرئيسي هنا هو الالتهاب سواء في الثدي أو المسالك البولية، أو في جرح القيصرية، أو الأعضاء التناسلية الأنثوية نتيجة عدوى بكتيريا، لذا عليك بسرعة التوجه إلى المستشفى إذا شعرتِ بأعراض الحمى من ارتفاع في درجة الحرارة وقشعريرة وبرودة بالأطراف، حيث تعتبر أحد مضاعفات النفاس التي تهدد الحياة.
الآن قد تعرفتِ على مضاعفات النفاس، والعلامات التي تستوجب التوجه إلى الطبيب إذا شعرتِ بها خلال هذه الفترة الانتقالية، لذا عليكِ أخذ قسط كافٍ من الراحة على سبيل المكافأة لجسدك، عن كل ما تحمله خلال فترة الحمل الصعبة، ومنح السعادة لروحك بقضاء أطول وقت ممكن في أحضان صغيركِ، حتى يُهَوِنَ عليكِ ما تعانينه من آلام.