كثيرًا ما يحتار الأبوان في تسمية مولودهما الجديد، خاصة إذا كانت أنثى، إذ يبحثان دائما عن اسم جذاب مواكب للعصر، ويتميز بالسلاسة والرقة، ويعد اسم كارما من أشهر هذه الأسماء، وهنا سنتعرف على معنى اسم كارما وأبرز صفاته، كذلك حكم تسميته.
معنى اسم كارما
انتشرت في الآونة الأخيرة عدة أسماء، غير شائعة في مجتمعاتنا العربية، إذ إنها من الأسماء الأجنبية غير المتعارف عليها، وتتميز هذه الأسماء بالسلاسة والسهولة في النطق، بالإضافة إلى عدد أحرفها القليل، والذي يساعد بشكل كبير في سرعة حفظ الطفل لاسمه، وهو الأمر المستحب عند بداية تعرف الطفل على الأسماء من حوله، ويعد اسم كارما من أسماء بنات جديدة وشهيرة في وقتنا الحالي، فنجده متواجدا بين كل أسرة تقريبًا، ومن المتعارف عليه أن الأبوين يبحثان دومًا عن معنى الاسم قبل تسميته، فما هو معنى اسم كارما؟
معنى اسم كارما في اللغة العربية
يطلق الاسم على الإناث، والذي يكتب بطريقتين، فإما يكتب كارما أو كرمة، ولا يوجد له معنى في اللغة العربية، إذ تعود أصول الاسم إلى اللغة السنسكريتية، وهي لغة قديمة في الهند، وقد تعددت الأقاويل حول تفسير اسم كارما ومعانيه المختلفة، ومن أبرز هذه المعاني:
مفهوم أخلاقي
يعود إلى الديانات والمعتقدات الهندية الوثنية، منها البوذية، السيخية، الهندوسية، والجينية والطاوية، كما يتم تفسير الكارما على أنها العدل، إذ يشبهونها بالثمرة التي لا تكاد تنضج حتى تعود سريعًا إلى زارعها، استنادًا إلى مبدأ السببية وأن لكل فعل رد فعل، أي أنه لا فرق بين فعل الخير أو الشر، حيث يعود الفعل مرة أخرى على صاحبه في نهاية الأمر.
حصاد النوايا والأفعال
بمعنى آخر فإنهم يرون أن الكارما هي النوايا، والأفعال التي تسهم بشكل كبير في حياة الفرد، فإذا ما كان الشخص ذا نوايا طيبة ويسعى لفعل الخير، فإنه سيحصد الكارما السعيدة، مما يؤثر على سعادته في المستقبل، والعكس صحيح فإذا كانت نية الشخص وأفعاله سيئة، فإنه كذلك سيحصد الكارما السيئة، مما يؤدي إلى معاناته في المستقبل، أما عن اسم (كرمة) المكتوب بالتاء المربوطة، فيقصد به في اللغة العربية العطاء، السخاء، والكرم، ويقال أيضًا إن أصوله عبرية، يقصد به البستان، الروضة، أو حديقة العنب.
معنى اسم كارما في علم النفس
اسم كارما من الأسماء التي تحمل صفات مميزة لشخصيتها، فهي صاحبة شخصية جذابة تأخذ العيون والعقول حين تتكلم وتشد الإعجاب بها عند صمتها.
كما أنها شخصية متعاونة تحب مساعدة الآخرين وتحب مساعدة المحتاج، كما يدل اسم كارما على شخصية متواضعة تكره الكبر وهادئة تنفر من الضوضاء.
وشخصية اسم كارما من الشخصيات التي تحمل صفات الكرم والعطاء بسخاء لا تتأخر عند السؤال، شخصية قوية شرسة في معاملتها مع الأشخاص الذين لا يستحقون الثقة، وتكره الخداع والكذب.
صفات اسم كارما
من المعلوم أن كل فرد يتصف بمجموعة من السمات الشخصية، التي يتفرد بها وتميزه عن غيره، كما أن معظم الأشخاص الذين يتشاركون اسما واحدا يحملون على الأغلب مجموعة من الصفات الشخصية والسمات المشتركة فيما بينهم.
ويأتي ذلك نتيجة تكرار سماع الاسم وترديده، مع وجود إيحاءات لا بد وأن تستقر في الوجدان وتخالط الأذهان، وتبدو واضحة على سلوك الفرد، ويتميز بها حامل هذا الاسم.
لذا يبدو من الضروري فهم وإدراك السمات الشخصية للآخرين، ما يساعدنا على التعامل مهم بالطريقة المثلى، ومن أهم صفات اسم كارا ما نذكره تاليا:
- تتميز صاحبة اسم كارما بكونها اجتماعية محبوبة بين أقرانها، وتكون حريصة على تكوين صداقات شتى وعلاقات اجتماعية ناجحة.
- ولأن اسم كارما يحمل حروف الكرم، فالفتاة حاملة هذا الاسم تتحلى بالكرم والجود والعطاء، بالإضافة إلى رغبتها المستمرة في مساعدة الآخرين ومعاونتهم.
- تعرف كارما أيضا باتسامها بالهدوء والرزانة والحكمة، كما أنها مرهفة الحس رقيقة المشاعر، مع امتلاكها إطلالة متميزة.
- تمتلك صاحبة الاسم كارما مشاعر هادئة بعيدة عن التعصب، وتتقن اتخاذ القرار في الوقت المناسب، كما تحب عملها وتخلص في أدائه، ما يجعلها دائما متميزة عن المحيطين بها، ومتفوقة على أقرانها، ترتقي في عملها صاعدة في نجاح مستمر.
- تساعد صاحبة الاسم كارما المحتاج على الدوام، وتقف مع الأصدقاء في الأوقات الحرجة والشدائد فلا تتخلى عنهم، مع اتصافها بالتواضع في معاملة الآخرين.
حكم تسميته
اختلف العلماء والشيوخ حول التسمية بهذا الاسم، وهل معنى اسم كارما حلال أم حرام، فبعض الشيوخ يرون أنه لا يجوز تسمية الفتاة المسلمة بهذا الاسم، نظرًا لأنه اسم أعجمي وليس له أصول عربية، مما يجعل الاسم مكروهًا وغير مستحب، ولكن البعض الآخر قد أجاز التسمية به، استنادًا إلى أننا نعلم معناه وتفسيره وما يدل عليه، حيث إن معناه لا يسيء إلى ديننا الحنيف بأي شكل من الأشكال، كما أنه لا يمس المعتقدات والثوابت والأخلاق في الدين الإسلامي، ولا يدعو إلى الرذيلة أو بعض الصفات الأخرى المنهي عنها.
لذا فقد أجمع العلماء بشكلٍ عام على أن مجرد كون الاسم أعجميًا، لا يعد سببًا في حد ذاته للنهي عن التسمي به، ما لم يتضمن معناه مخالفات عقدية وأمورًا تمس النواهي الشرعية لديننا الحنيف، لذا فلا ضير في تسمية الفتاة باسم كارما.
إلا أنه من المستحب أيضًا أن يلجأ الأبوان لـ أسماء بنات ذات أصول عربية وليست أعجمية، إذ يرون أن اسم الشخص غالبًا ما يكون له تأثير كبير في نفس صاحبه، مما قد يدفعه في كبره بالتعلق بالأشخاص الآخرين الذين هم على غير ديانته، لمجرد أنهم يحملون الاسم ذاته، مما يدفعه بالتبعية إلى التعلق والتشبه بهم وبأخلاقهم وهذا منهي عنه في الإسلام.