تختلف أسباب البكاء وفقا للمواقف الحياتية المتعددة، فبينما نبكي أحيانا عند الشعور بالحزن، فإننا نذرف دموع السعادة عند الفرح، الأمر الذي يكشف عن مكونات كيميائية مختلفة تفرز عند كل نوع من أنواع البكاء، كما نوضح الآن.
مكونات الدموع المفيدة
تتعدد أسباب بكاء البشر، ولكل سبب تظهر مكونات كيميائية مختلفة بين طيات الدموع، إذ نجد أن العيون قادرة على إفراز 3 أنواع من الدموع، هي دموع الترطيب التي تقلل من جفاف العين، دموع رد الفعل والتي تظهر لتنظيف العيون عند التهيج مثلا عند تقطيع البصل، وكذلك دموع المشاعر التي تذرفها العيون عند الإحساس بالحزن أو التأثر الشديد.
المثير أن مكونات تلك الدموع تختلف وفقا لسبب البكاء، حيث توصل العلماء إلى أن الدموع التي تنهمر عند الإحساس بالحزن، تحتوي على نسب مرتفعة من المنجنيز، وكذلك من البرولاكتين المعروف باسم هرمون الحليب، إذ يعني إفرازهما في هذا التوقيت تقليل مشاعر القلق والتوتر، فيما يساهم في إخراج المواد الكيميائية المتراكمة من أجل أن يشعر المرء بحال أفضل.
من الناحية الأخرى، تبدو مكونات الدموع التي تنتج عن تهيجها، أكثر ميلا لتنقية العين من الشوائب أو المواد التي ربما تسببت في الأزمة من الأساس، الأمر الذي يكشف عن فوائد خفية للدموع، ولكنها ليست الوحيدة بالنظر إلى الفوائد النفسية التي تنتج عن الإحساس بالراحة والهدوء بعد البكاء.
وسيلة تواصل أولى
بعيدا عن التأثيرات النفسية والعضوية الخاصة بالبكاء، يرى العلماء أن الفائدة الأولى التي تظهر مع البكاء، هي اعتبارها وسيلة الطفل الرضيع الوحيدة للتعبير عن مشاعره، فبينما لا يمكن للرضع أن يتحدثوا، يأتي البكاء ليكشف عن مشاعر الغضب أو الخوف بداخلهم، ليسهل مهمة الأم في هذا التوقيت.
كذلك من الوارد أن يكون البكاء وسيلة تقارب بين البشر، حيث يؤدي انهمار الدموع نتيجة للحزن، زيادة فرص إيجاد الدعم والمساندة من المحيطين، وخاصة عند فقدان شخص مقرب أو عند الإصابة بأزمة صحية خطيرة.
في النهاية، ينصح خبراء علم النفس بعدم كتم الدموع عند الإحساس بالحزن، بل إن البكاء يمكنه أن يصبح وسيلة الشخص المثالية لمواجهة مشاعر القلق والتوتر، بدلا من محاولة الادعاء بعدم وجودها من الأساس.