منشور واسع الانتشار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يكشف عن قرار حكومي بمنع استعمال الميكرويف في اليابان، في إشارة لمخاطر صحية لا تصدق لاستخدامه، ولعقوبات بالسجن تهدد من يجرؤ على ذلك في بلاد الساموراي، فما هي الحقيقة؟
الميكرويف في اليابان
في وقت صارت فيه أغلب المنازل لا تخلو من فرن الميكرويف، القادر على طهي وتسخين الأطعمة في سرعة مذهلة، يأتي منشور شديد الانتشار عبر عدد من منصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها موقع الفيسبوك، ليكشف النقاب عن قرار بالسجن ينتظر كل من يقرر استخدام الميكرويف في اليابان، حيث أوضح أن جامعة هيروشيما اليابانية، قامت بإجراء دراسات بحثية توصلت إلى أن الأضرار الصحية لاستخدام فرن الميكرويف على مدار 20 سنة، تفوق أضرار القصف النووي الذي تعرضت له اليابان في عام 1945.
لم يكتف المنشور بالإشارة إلى تلك الأضرار، بل أكد أن الحكومة اليابانية قررت عقاب من يستخدم الميكرويف بالسجن، لمدة تبدأ من 5 سنوات وتصل إلى نحو 15 سنة، مشددا على أن الحكومة هناك تركت مهلة للمواطنين من أجل التخلص من أجهزة الميكرويف الخاصة بهم بنهاية عام 2019، قبل أن ينتهي الأمر بزجهم في السجون.
اختتم صاحب المنشور حديثه بالإشارة إلى أن وجود الميكرويف في اليابان سيصبح من الماضي بحلول عام 2020، فيما قررت كوريا الجنوبية تنفيذ قرار منع إنتاج الميكرويف في بلادها مع بداية عام 2021، وهو القرار الذي ستنفذه الصين أيضا ولكن مع حلول عام 2023، فما صحة تلك التفاصيل المثيرة؟
الحقيقة
يحمل هذا المنشور كما من المعلومات التي تكشف من ناحية عن خطورة الموجات المشعة التي تخرج من الميكرويف، وعن عقوبة السجن التي تنتظر مستخدمي الميكرويف في اليابان بداية من العام المقبل، إضافة إلى معلومات أخرى تشير لسير دول أخرى مثل كوريا الجنوبية والصين في الطريق ذاته، وهي كلها معلومات كاذبة والسبب بسيط.
يتبين أن الناشر الأول لتلك المعلومات، التي بدت مقلقة لعدد من مستخدمي الميكرويف، هو موقع روسي يحمل اسم Panorama، وهو موقع إلكتروني تخصص منذ تدشينه في الأخبار الساخرة التي لا تمت للحقيقة بصلة، ما ينفي حقيقة كل ما ورد بالمنشور الشائع من تحذيرات من خطورة استعمال الميكرويف في اليابان، أو في غيره من دول العالم.