تغيرت قواعد الآداب والأخلاق في عالمنا المعاصر، وأصبح لكل شخص منظوره تجاه الأخلاق والحريات والحدود في العلاقات مع الأشخاص الآخرين، وهناك مواقف شائعة في الحياة الواقعية اليومية، تختبر دائما أخلاق الشخص من ردود فعله.
ويوضح موقع قل ودل أبرز المواقف الشائعة التي تمثل اختبارا حقيقيا لجودة الأخلاق…
مواقف يومية شائعة تختبر جودة أخلاقك
يمكن أن يحصل الإنسان على كل ما يريد عندما يريده، وذلك دون الإساءة إلى أي شخص، ويصل سوء الأخلاق في ظل الهجوم المستمر للتدخلات اليومية لأشخاص آخرين، وقد تبدأ من الرسائل القصيرة غير المرغوب فيها وحتى مع اقتراب الغرباء كثيرًا من الراحة والحدود الشخصية في وسائل النقل العام والمواصلات.
ويظل دائما السؤال الوحيد المطروح دون إجابة، هل السلوكيات تغيرت منذ قديم الأزل، أم أن الأمور تزداد سوءا مع الأجيال الجديدة.
على الرغم من عدم وجود أي عذر أو مبرر لتغير السلوكيات للأسوأ، حتى وإن فسرت أغلبها بنقص في التربية أو سوء في التواصل بين البشر أو حتى سوء فهم، يظل الصراع دائما نتيجة أن إحدى أكثر المشكلات شيوعًا هي ببساطة عدم الاستماع بشكل صحيح، بجانب ثقل الأشخاص بالضغوطات اليومية.
الموقف الأول
تظهر أخلاق الشخص أحيانا في بعض المواقف الصغيرة، فمثلا قد يقف الشخص مدة طويلة في طابور في السوبر ماركت أو من أجل إنهاء مصلحة في مؤسسة حكومية، أو حتى في المطارات لقطع التذاكر، ثم يأتي أحدهم متخطيا الطابور بأكمله ويقف أمامك ويحل محلك.
تلقائيا ستشعر بالثورة والغضب، وتبدأ في مهاجمة الشخص الآخر، ولكن ماذا لو افترضت أنه كان غافلا وغير منتبه، أو ربما كان الأمر طارئا، لذا من الممكن أن تتحدث معه بلطف وتخبره بأن الدور يبدأ من هناك ولكن لا بأس بأن تسمح له بالدخول قبلك وإنجاز مهمته.
الموقف الثاني
في لقاء ودي جمع العائلة والأصدقاء معا لمشاورتهم في أمر خاص من أمور حياتك الخاصة بعد فترة طويلة، لكنهم بدلاً من ذلك انشغلوا بتصفح هواتفهم ومراقبتها باستمرار أو تلقي المكالمات، فبدلاً من الانشغال بك، ينشغلون بتصوير كل شيء بداية من أنفسهم وحتى الطعام.
وقد يكون رد الفعل الطبيعي، رغم كونه انفعاليا، هو أخذ الهواتف وغمسها في أقرب كوب من الماء، أو الصراخ بصوت مرتفع، لتذكيرهم “مرحبًا.. أنا هنا”.
إلا أنه يمكن تنبيههم بتعليقات مثل: “أود أن أناقش بعض الأمور، لذلك عندما تنتهي، دعنا نجري محادثة”، ودائما ما سينتبه الآخرون، خاصة وأن معظم الناس طيبون ومحبون ويريدون إنشاء اتصال مناسب مع الآخرين في حياتهم، وما على الطرف الأخر إلا أن يمنحهم فرصة للقيام بذلك أو أن تبين لهم الطريق.
الموقف الثالث
داخل دار السينما، وفي الفترة التي تستعد فيها للاستمتاع بمشاهدة الفيلم، يبدأ شخص ما يجلس في المقاعد الأمامية أو الخلفية، في تناول رقائق البطاطس أو الفشار، بصوت عالٍ جدًا، أو قد يكون الأسوأ من ذلك، أن يتم ركل ظهر مقعدك في السينما من أحد الجالسين بالخلف.
وقد يشكل هذا الموقف اختبارا حقيقا لأخلاق الأفراد، فيكون رد الفعل الأكثر انتشارا هو المشاجرة أو رفع الصوت، والتحدث حول مدى سوء ذلك السلوك، إلا أن امتلاك القوة الحقيقي يدور حول التفكير في الأشياء قبل اتخاذ أي إجراء، ويمكن أن يستغرق الأمر ثوانٍ معدودة فقط قبل أي انفعال.
ويمكن اتباع أسلوب آخر لحل المشكلة بدلا من ذلك، وهو اتباع أسلوب معالجة المشكلة بشكل مهذب ومباشر، فمثلا عندما يتعلق الأمر بركل المقعد، وبغض النظر عن عمر الشخص، فيمكن الاستدارة والسؤال بأدب، “هل تمانع في التوقف عن ركل مقعدي من فضلك؟ شكرًا لك” ومن ثم الاستدارة للأمام مرة أخرى.
ويتم ذلك من خلال إجراء مفاوضات محترمة وحازمة أولا، وإذا فشل الأمر، يمكن هنا اللجوء لخيار آخر وهو الانتقال إلى مقعد آخر، أما إذا فشل الخيار الثاني، فيمكن حينها تقديم شكوى رسمية إلى إدارة المكان.
الموقف الرابع
كنت في حفل زفاف، أو في مناسبة اجتماعية، وبدأ شخص قريب أو حتى غريب عنك تماما، باستجوابك وطرح أسئلة شخصية حول حياتك المهنية، أو دخلك، أو علاقتك، أو أطفالك، أو صحتك، أو حتى حالتك الإنجابية.
قد يكون الرد الانفعالي والفوري حينها، هو نظرة غاضبة مع ردود مقتضبة للغاية، وقد يصل الأمر أحيانا لإحراج الشخص من خلال كلمة شهيرة واحدة “ليس لك علاقة”، ويمكن بدلا من ذلك افتراض حسن نيتهم في بداية الأمر، حتى إن كانوا يحاولون عمدًا الضغط عليك، ويمكن تحويل الحوار على الشخص نفسه بطريقة دبلوماسية، أو الرد على سؤال واحد ومن ثم تغيير الموضوع تمامًا، والحديث عن أي موضوع عشوائي آخر.