كتبت – إسراء حمدي
فقدانك لأثمن الأشياء التي تمتلكها لا يعد أكثر الأمور تعقيدا في الحياة، فبقليل من البحث والتدقيق ستجد ضالتك ما دمت على الأرض، وما دمت تمتلك أدوات البحث المناسبة، ولكن ماذا عن فقدانك لهذا الشيء فوق سطح الفضاء؟
على الفور سيتطرق إلى ذهنك أنه أصبح في عداد المفقودات، لاسيما إن كان صغير الحجم، وليس لديك أي نوع من أجهزة الإرسال للمساعدة في الكشف عن موقعه؛ مما يجعل العثور عليه مستحيلا. ولكن وكالة ناسا الفضائية كان لها رأي آخر حول اختفاء (شاندرايان-1).
شاندرايان-1
هي أول مركبة فضائية أطلقتها منظمة أبحاث الفضاء الهندية؛ لعمل بعض الدراسات على سطح الغلاف الجوي للأرض.
والتي بدأ دورانها حول القمر في شهر نوفمبر من عام 2008، واستمر نقل وإرسال البيانات عن طريقها لمدة عام تقريبا، ولكن مع بداية شهر أغسطس 2009 بدأت بعض المشاكل الفنية في الظهور ثم توقف الإرسال كليا، وبدأ الدرع الحراري للمسبار في الفشل، رغم جميع محاولات مجسات الاستشعار لحماية نفسها.
وأصبح “شاندرايان” فيما بعد مجرد قطعة غير مرئية وغير مرغوب بها في الفضاء.
رحلة البحث
بعد مرور ثماني سنوات أرادت وكالة ناسا حل لغز “شاندرايان” المفقود، عن طريق استخدامها لتقنية جديدة تم تصميمها في مختبراتها للدفع النفاث، وهي عن طريق إرسال رادار بين الكواكب.
وكانوا على ثقة في الحصول على النتائج المطلوبة؛ حيث تم استخدام هذا الرادار من قبل للبحث عن أحد المركبات المفقودة الخاصة بهم، ومع ذلك كانت المهمة الأولى أسهل بكثير مقارنة بتحديد موقع “شاندرايان”، حيث عانت ناسا من نقص حاد في البيانات الخاصة بهذه المركبة وفي ما يتعلق بلغز اختفائها بشكل عام.
وكانت أكبر عقبة واجهتهم أثناء البحث هي حجم “شاندرايان” الصغير جدا، والذي كان يبلغ عرضه خمس أقدام فقط، في محيط يبلغ أكثر من 237,000 ميل، وهذا يعني أن وكالة ناسا كانت تحاول حرفيا تعقب إبرة في كومة قش.
المدار الأخير
لحسن الحظ توفرت لدى وكالة ناسا بيانات حول المدار الأخير للمركبة المفقودة، الأمر الذي أدى إلى تقليل مساحة البحث إلى حد ما وحصرها، وبعد ثلاثة أشهر من استخدام الرادار والبحث المستمر دون فقدان الأمل، تم العثور أخيرا على “شاندرايان-1″، وأعلنت منظمة البحوث الفضائية الهندية امتنانها الشديد لوكالة ناسا، على أمل استخدام تقنية الرادار الجديدة في استخدامات عديدة، وليس فقط للبحث عن المركبات المفقودة.