في العصور القديمة مرت حياة الإنسان بحالة من الجهل والتخلف نظرا لغياب العلم والحياة المنظمة، وقد أدت تلك الحالة إلى انتشار السحر والشعوذة والخرافات والمعتقدات الخاطئة، التي آمن بها البشر في تلك الفترة بشكل كبير والغريب أن هذه الأمور كانت منتشرة ومستوطنة في قارة أوروبا.
ومن تلك الخرافات علاقة الرموش والأمنيات حيث يستطيع الإنسان وفقا لذلك المعتقد غير المنطقي، أن يحقق أمنية له من خلال سحب أحد رموش عينيه ووضعها على راحة يده من الخلف ثم تركها في الهواء، فإذا تحرك الرمش في اتجاه الكتف فهذه علامة على تحقيق تلك الأمنية.
لذلك لم يكن من الغريب أن تجد رموشا متطايرة في الهواء أو متساقطة في مكان ما، فهذا مؤشر على إطلاق أمنية يأمل صاحبها في أن تتحقق انطلاقا من إيمانه الكامل بهذه الخرافة، و الأغرب مما سبق هو أن تجد تلك الأمنيات صعبة المنال والتحقيق بل و غريبة جدا.
فهذه فتاة مازالت في السادسة من عمرها تتمنى أن تتزوج، وتنام في ليلتها معتقدة عن طريق خرافة الرموش أنها سوف تستيقظ لتجد عريسا على باب منزلها، وهذا شاب آخر من خلال نفس الخرافة يتمنى أن يهبط نجم من السماء ليستقر على أحد أكتافه.
تاريخ علاقة الرموش والأمنيات
وقد شاعت تلك الخرافة بشكل كبير في القرن الثامن عشر في المملكة المتحدة وبالتحديد في إنجلترا وأيرلندا، وفقا لما ذكره الفولكلور الشعبي في تلك الحقبة الزمنية.
وامتدادا لهذه المرحلة من الجهل والإيمان بالخرافات تناسى هؤلاء أن سحب رمش من العين هو أمر صعب جدا، لأنه لن ينمو آخر مكانه إلا بعد أسابيع، كما أن للرموش أهمية كبيرة في حماية العين من التربة والرمال وغيرها من الأشياء التي تضر بالعين.
ومما سبق يتضح مدى الجهل الذي عاشت فيه أوروبا في القرون الماضية، ففي الوقت الذي كانت فيه الاكتشافات والاختراعات العربية تتزايد في جميع المجالات، كانت الشعوب الأوروبية تعيش على الخرافات التي نتجت عن اتجاههم إلى السحر والشعوذة نتيجة عدم انتشار التعليم القائم على العلوم الطبيعية.