البروتين أحد أهم العناصر الأساسية لبناء عضلات الجسم، وتكوين الأنزيمات بشكل سليم، فهو يلعب دورا مهما في تكوين أنسجة الجسم، لذا فإن نقص البروتين عند الأطفال يهدد نموهم بشكل صحي، مع احتمالية الإصابة بضعف المناعة، مما يجعل طفلك أكثر عرضة للأمراض.
ما المقصود بنقص البروتين عند الأطفال؟
يحدث نقص البروتين المعروف بـ نقص بروتين الدم عند الأطفال، نتيجة سوء التغذية مما يؤثر بالسلب على صحة الجسم والمظهر البدني العام، لذا من المهم تناول الأطعمة الغنية بالبروتين لتفادي نقص عنصر البروتين، الذي تنتج عنه مشكلات في الكلى والداء الزلاقي.
فضلاً عن مشاكل في الكبد، وتكرار الإصابة بنفس الأمراض لعدم قدرة الجهاز المناعي على مهاجمة الأمراض المتعددة، لذلك يجب تضمين كمية مناسبة من البروتين بشكل يومي للأطفال في نظامهم الغذائي، لمكافحة الأمراض ونمو جسدي وذهني سليم، ما يستدعي الحفاظ على المستوى الطبيعي للبروتين في الدم.
حيث إن الجسم لا يستطيع تخزين كميات كبيرة من البروتين، فهو يأخذ فقط احتياج يومه، بالتالي يجب الحفاظ على الكمية المطلوبة للجسم من البروتين يوميا، باتباع نظام غذائي متوازن لتفادي نقص عنصر البروتين عند الأطفال وعلاجه.
اقرأ أيضًا: المغنيسيوم.. وأهم الفيتامينات للنساء بعد سن الأربعين
أسباب نقص البروتين عند الأطفال
عندما يتسنى لنا البحث عن أسباب نقص البروتين عند الأطفال حديثي الولادة، نجد أن الخلل بوظائف بعض أجزاء الجسم هو الأساس، أما ما دون ذلك فالأمر قد يرجع إلى التغذية غير المتزنة، لذا وجب التعرض لهذه الأسباب باستفاضة على النحو التالي.
سوء التغذية
هي المحرك الأساسي المتسبب في نقص عنصر البروتين في الجسم، حيث يرجع ذلك إلى بعض المشاكل التغذية مثل: فقدان الشهية، أو ضعف الكمية المقدمة للطفل من البروتين عن القدر الذي يحتاجه نموه الجسدي، لذا يجب عليك عزيزتي الأم الالتزام بنظام غذائي متوازن، يقدم لطفلك كل ما يحتاج من عناصر غذائية، وعلى رأسها البروتين.
اقرأ أيضًا: جدول تغذية الطفل الرضيع
الإصابة بالكبد الدهني
مشكلة صحية بارزة لدى معظم الأشخاص الذين يعانون نقص عنصر البروتين وهي الكبد الدهني، وتشير إلى تجمع الدهون في أنسجة الكبد، وأن تركها دون علاج يؤدي إلى تدهور خلايا الكبد من ثم الإصابة بالفشل الكبدي، ويعزى السبب الرئيسي في تجمع الدهون إلى ضعف قدرة الجسم على صنع البروتين الناقل لها، التي تسمى بالبروتينات الدهنية.
خلل وظائف الكلى
تعمل الكلى على التخلص من جميع السموم، والأملاح والمواد الضارة الموجودة داخل الجسم، بحيث تقوم بترشيح الدم والبقاء على العناصر المفيدة فيه ومن بينها البروتين، وما دون ذلك تتخلص منه وتخرجه مع البول، حيث تحتفظ بنسبة البروتين في الجسم، حتى يستطيع القيام بعمله ووظائف بشكل جيد، وأي خلال في أداء هذه الوظيفة قد يتسبب في نقص البروتين عند الأطفال الرضع، كما أن نقص عنصر البروتين قد يتسبب في إتلاف جزيئات الكلى.
اقرأ أيضًا: نزيف الأنف.. و16 علامة مبكرة تنذر بأمراض الكلى
التهاب الأمعاء
تسبب معاناة الطفل من التهابات في الأمعاء الدقيقة -نتيجة الإفراط في تناول الطعام المتضمن نسبة عالية من المواد الحافظة- تكسير بعض العناصر الغذائية الأساسية وعدم استفادة الجسم منها، والبروتين أحد هذه العناصر.
ما أعراض نقص البروتين عند الأطفال؟
العرض الرئيسي هنا هو التغيرات الواضحة والمفاجأة في وزن الطفل سواء بالنقص أو الزيادة، بالإضافة إلى مجموعة من الأعراض التي قد تظهر جميعها أو بعض منها، لذا عندما تلاحظين أيا من الأعراض التالية، يجب التوجه للطبيب فورا وعمل الفحوص اللازمة.
- بقع غامقة اللون على الجلد، فنقص البروتين يسبب ظهور تصبغات الجلد، لعدم قدرة الجسم على تجديد الخلايا الذي يستلزم وجود البروتين.
- تساقط الشعر، ذلك أن البروتين من المكونات الأساسية في تكوين بصيلات الشعر، ونقصه يسبب تلفا وتساقطا شديدا.
- تقصف الأظافر وضعفها بحيث تتكسر دون أي مجهود.
- حدوث تورم مفاجئ في القدم، بسبب احتباس السوائل في الجسم.
- فقدان الكتلة العضلية التي يبنيها البروتين.
- عرضة العظام للكسور المتكررة، أو الإصابة بلين العظام عند حديثي الولادة والرضع، حيث إن هذا النقص يجعل العظام ضعيفة للغاية.
- تغيير آلية عمل الدماغ والجهاز العصبي، حيث يصاحب نقص البروتين انخفاض مستوى السيروتونين والدوبامين، ما يجعل الطفل يشعر دائما بالتوتر والاكتئاب وعدم التركيز.
- الضعف العام والتعب مع عدم القدرة على اللعب واللهو، أحد أعراض نقص البروتين عند الأطفال.
- خلل في عملية التمثيل الغذائي، ليكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم.
اقرأ أيضًا: هل اليانسون مفيد للرضع حديثي الولادة؟
علاج نقص البروتين عند الأطفال
إذا لاحظت الأعراض سالفة الذكر على طفلك، من تقصف الأظافر، تصبغ الجلد، تساقط الشعر وتغير مفاجئ في الوزن والكتلة العضلية، فيجب التوجه إلى الطبيب لعمل التحاليل والفحوصات، ثم تلقي بروتوكول العلاج المناسب للحالة، فضلاً عن زيادة عنصر البروتين في الجسم، بتناول الكميات المناسبة للمرحلة العمرية منه، والموجودة بصورة طبيعية مركزة في الأطعمة التالية:
- المكسرات مثل: اللوز، الكاجو، الفستق.
- البقوليات مثل: العدس، الفاصوليا البيضاء، الفول الصويا.
- البيض.
- السمك بجميع أنواعه.
- اللحم الأحمر والدجاج.
- الحليب ومشتقاته.
نصائح لعلاج نقص البروتين بالطرق الطبيعية
صحيح أن اتباع نظام غذائي غني بالبروتين للطفل، سوف يكون أمرا جيدا لتعويض هذا النقص، إلا أن ذلك يتم وفق مجموعة من المعايير، التي يجب أخذها بعين الاعتبار ومنها ما يلي:
- تناول بروتين حيواني خالٍ من الدهون مع وجبة الغداء، خاصة لمن يعاني نقص البروتين نتيجة الكبد الدهني.
- إضافة المأكولات الغنية بالبروتين إلى غذاء الطفل في كل الوجبات، مثل كوب لبن مع بيضة مسلوقة في وجبة الإفطار، لاحتوائها على كميات تمثل نصف احتياجه اليومي من البروتين.
- تناول المكسرات بجميع أنواعها خاصة اللوز، فهو يحتوي على كمية كبيرة من عنصر البروتين.
- خلط مزيج من المكسرات مع الزبادي والشوفان، بحيث تمد الجسم بجرعة مركزة من الفيتامينات والمعادن التي تسهل عملية امتصاص البروتين.
- إضافة البروتين لأطباق السلطة تعد وجبة متكاملة، بحيث يمكنك فرم قطع الدجاج وخلطها مع السلطة، للأطفال الذين لا يحبون مذاق الدجاج منفرد.
- تناول كوب من اللبن الزبادي في وجبة العشاء، علاج مثالي لـ نقص البروتين عند الأطفال والكبار بشكل عام، حيث يوفر قدرا من البروتين اللازم للنمو في أثناء النوم.
اقرأ أيضًا: المكسرات.. وأكلات تساعد على تطويل الرموش
الكميات الموصى بها حسب عمر كل طفل
حسب آخر توصيات منظمة الصحة العالمية، بأن اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على كميات مناسبة من البروتين، يساعد طفلك في الحصول على صحة جيدة والنمو بشكل سليم، والوقاية من الإصابة بالأمراض المختلفة، نقدم لك القدر الكافي من البروتين للطفل حسب المرحلة العمرية، حتى لا تحدث له علامات زيادة البروتين في الجسم، وتكون الكميات على النحو التالي:
الفئة العمرية |
الكمية الموصى بها من البروتين للطفل |
الأطفال من عمر سنة إلى 3 سنوات |
14 جراما من البروتين |
الأطفال من عمر 4 سنوات إلى 8 سنوات |
20 جراما من البروتين |
الأطفال الذكور من عمر 9 سنوات إلى 13 سنة |
40 جراما من البروتين |
الأطفال الذكور من 14 إلى 18 سنة | 65 جراما من البروتين |
الأطفال الإناث من 9 سنوات إلى 14 سنة | 35 جراما من البروتين |
الأطفال الإناث من 14 إلى 18 سنة | 45 جراما من البروتين |
وختاما فإن صحة الإنسان هي هبة وعطاء رباني وجب الحفاظ عليها، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بفلذات أكبادنا ونموهم الصحي، الذي هو غاية نسعى لها جميعا، فالاهتمام بالنظام الغذائي هو اللبنة الأولى لتحقيقها، ذلك أن نقص البروتين عند الأطفال قد يعرضهم إلى ما لا يحمد عقباه، لا قدر الله.