لعب الجولف وكرة القدم والقفز بالمظلات وركوب الأمواج.. كلها أشياء قد تعتقد أن الاشخاص القادرين فقط يمكنهم القيام بها، ولكن المفاجأة أن يقوم شاب خلق بدون ذراع وساق بتجربتها كلها، بل ونشر مقاطع فيديو له ليصبح مصدر إلهام للأصحاء الذين يمتلكون كل شيء ولكنهم يظنون انهم غير قادرين على تغيير حياتهم.
وُلد نيك فوجيسيتش دون ذراعين وبقدم واحدة فيها إصبعين، لكنه أصبح معجزة يتحدث عنها العالم بعدما تخرج من الجامعة وحصل على شهادتين في المحاسبة والتخطيط الاقتصادي، بعد أن تعلم الكتابة باستخدام إصبعي قدمه عن طريق جهاز مثبت في إحدى أصابعه لتثبيت الورقة، وتعلم استخدام الكمبيوتر واستخدام لوح الكتابة بإصبعي رجله وكعب قدمه.
كيف حقق نيك المستحيل؟
ومع ذلك رفض نيك الوظيفة التقليدية وظل يبحث لتحقيق حلمه في أن يصبح مصدر إلهام لملايين الأشخاص، وبالفعل تخصص في السفر حول العالم لمناقشة المشاكل التي يعاني منها المراهقون في العصر الحالي.
ويحكي نيك، الذي تزوج من الفتاة التي أحبها وأنجب منها ابنه، الذي ولد بصحة جيدة، عن طفولته وكيف تعامل خلالها مع إعاقته، فيقول: “عانيت طوال سنوات الطفولة من إحباط كبير حتى إنني حاولت الانتحار في عمر الثماني سنوات.. لكنني بعد ذلك وبفضل تشجيع أهلي قررت مقاومة مصاعب الحياة وتحويل إعاقتي التي أخجل منها أمام نظرات الناس والفضوليين إلى قوة استفيد منها”؟
ويضيف: “شحنت طاقاتي الذاتية بقول كنت اردده دائما لنفسي أنه يجب أن أكون قدوة لغيري من الناس، الأصحاء والمعاقين، ليعرفوا انه لا شيء اسمه مستحيل، وإذا كان يوجد فأنا رجل المستحيل”.
نجاح باهر
نجح نيك بالفعل في القيام بكل احتياجاته الشخصية من تنظيف أسنانه، وتمشيط شعره، وملابسه، ورعاية النظافة الشخصية وحتى الحلاقة واصبح يتحرك في جميع أنحاء المنزل من خلال كرسي متحرك كهربائي.
بعدها أسس نيك عام 2005 منظمة اسمها “دون أطراف” تهدف إلى إعطاء الدافع والأمل للأشخاص الذين يعانون من نفس إعاقته وبالطبع تحدث العالم عن إنجازات نيك فوجيسيتش، ولكن الانجازالحقيقي هو قدرة شخص خلق وهو يعاني من العجز الكلي على أن يصبح مصدر إلهام وأن يتحلى بالقناعة والثقة ليعيش في سعادة وسلام كبير مع النفس.. ولكن كيف وصل إلى هذه المرحلة من الثبات وقوة الارادة؟
يقول نيك إنه قرر ألا يشعر ابدا بالغيرة والحقد من الاشخاص الاصحاء، على العكس وضع بداخله فكرة التميز وان الله اختاره ليصبح مصدر إلهام لمن حوله وميزه بهذه الإرادة التي يفتقدها كثيرون.
لذلك قرر نيك أن يعمل بكل جهده وقوته لتغيير الواقع الذي يعيش فيه. وبدأ نيك خلال محاضراته الحديث عن تقدير النعم التي منحها الله لنا بدلا من الشكوى، مؤكدا أن أخطر شيء يدمر الإنسان هو مقارنة النفس دائما مع الأفضل منك لتظل تركض وراء سراب وأحلام وهمية قد لا تشعر بالسعادة بعد أن تحققها لذلك عليك التركيز على ما تمتلكه بالفعل وتطويره والاستفادة منه.