تعرف هستيريا الحب بكونها أحد الأمراض النفسية التي تصيب الكثير من الأشخاص وتؤثر على حياتهم بشكلٍ كبير، لاسيما وأنها تؤدي إلى حدوث صراعات عديدة داخل الإنسان؛ تجعله يرتكب تصرفات غير مفهومة للطرف الآخر، والمؤسف أن الشخصية المصابة بهذا المرض لا تكون مدركة مرضها ومدى تأثيره على الآخرين ولا تكون قادرة أيضاً على الوصول إلى السبب الذي أدى إلى الإصابة، ومن خلال موضوعنا اليوم سنكشف لك كل تفاصيل هذا الاضطراب النفسي.
تعريف هستيريا الحب
تعرف هستيريا الحب بكونها مرض نفسي يصاب به الإنسان بسبب حدوث عدة مُشكلات عاطفية داخل حياته أو التعرض لصدمة ما أدت لحدوث ذلك، وعادة ما تنشأ بسبب تعرض الشخص المصاب للخوف أو القلق ورغبته الدائمة بالهروب من تلك المشاعر السلبية التي تحيط به، وإذا لم يبدأ بالتوجه إلى طبيب متخصص، فهنا يتفاقم الأمر وتزداد حياته صعوبة.
أسباب تكوين الشخصية الهستيرية
من المؤكد أن الشخصية الهستيرية لم تنشأ هباءً، بل كانت هناك أسباب واضحة ودوافع أدت إلى أن يصاب الشخص بهذا المرض النفسي، ومن أبرز هذه الأسباب:-
التعرض لصدمة
حينما يدخل الإنسان في علاقة عاطفية ويتعرض لصدمة كبرى، فمن الممكن أن يؤدي هذا الأمر إلى الإصابة بهستيريا الحب وغياب شعور الأمان وعادة ما تظهر الأعراض حينما يدخل المصاب في علاقة أخرى.
كثرة الصراعات
بحسب رأي فرويد أن الصراعات الدائمة في حياة الإنسان مع الأشخاص المحيطين به، وخاصة الذي يكن لهم مشاعر الحب بشكل مفرط، عادةً ما تقوده إلى الإصابة بمرض الهستيريا.
الفشل في العلاقات الاجتماعية
حينما يتعرض الفرد للفشل طوال الوقت في العلاقات الاجتماعية؛ هنا ترتفع نسبة إصابته بمرض الهستيريا والاضطرابات الهستيرية، بالإضافة إلى أنه سيفقد الثقة بشكلٍ كبير في نفسه.
الوراثة
قد تنشأ هستيريا الحب لدى الفرد بسبب العامل الوراثي؛ فإن كان أحد الوالدين يُعاني من هذا المرض، فمن الممكن أن ينقله إلى أطفاله، ومن ثم تبدأ المعاناة بالظهور حينما يكبر الطفل ويدخل في علاقات عاطفية.
صفات الشخصية الهستيرية
توجد عدة صفات متوافرة بمريض هستيريا الحب ومريض الهستيريا بشكل عام، فإن كنت تشعر أن أحد المقربين منك يعاني منها؛ عليك أن تتأكد من توافر تلك الصفات به، والتي تتلخص في:-
التقلب الدائم
يعاني مريض الهستيريا دائماً من تقلب المزاج، فمن الممكن أن تجده سعيدًا الآن، وبعد مرور وقتٍ قصير من الممكن أن تجده منفعل وغاضب من شيء لا يستحق، وعادة ما يلجأ إلى الجلوس بمفرده.
اللامبالاة
الشخص المُصاب بهستيريا الحب، عادةً ما لا يفكر بالأشخاص من حوله ولا يبالي بما يفعلونه من حوله، ودائماً ما ينصب تفكيره تجاه الشخص الذي يكن له الحب فقط بالمرحلة الأولى، وبالمرحلة الثانية ذاته.
يعيش دور الضحية
ستجد الشخص المضطرب دائماً ما يلعب دور الضحية ومن الصعب أن يعترف بخطأه، بل دائماً ما يلقي اللوم والعتاب على الجميع من حوله حتى وإن كان هو المخطئ.
لا يتحمل المسؤولية
يبتعد تماماً عن تحمل المسؤولية التي تخص حياته الشخصية؛ سواءً كانت بالعمل أو بأي شيء آخر ويتجه دائماً إلى الابتعاد عن القيام بأي مهام.
مُحبط وغير سعيد
من الصفات التي تكون واضحة على المُصاب بهذا الاضطراب؛ هي أنه دائماً ما يكون مُحبط تجاه أي مهمة يقوم بها، وعادةً ما يكون الشعور بالفشل مسيطرًا عليه ويجعله لا يخطو خطوة واحدة بحياته الشخصية.
أعراض الشخصية الهستيرية
هناك عدة أعراض تم تحديدها من جانب الأطباء النفسيين والمتخصصين بهذا المرض؛ لتشخيص الشخصية الهستيرية والتأكد من إصابتها، ومن أبرز الأعراض التي تم تحديدها هي:-
- دائماً ما ينجذب الفرد المصاب بهستيريا الحب تجاه الآخرين، ومن أكثر الأشخاص الذين يمكن إقناعهم بسهولة بأي رأي.
- عادةً ما يميل المصاب بالهستيريا إلى الدراما والمبالغة بوصف مشاعره للآخرين، مما يجعله يرتكب تصرفات من وجهة نظره إثباتًا على حُبه.
- القلق هو الشعور الذي يسيطر عليه دائماً، وإذا لاحظته ستجد ذلك الشعور ظاهر بشكل كبير على تصرفاته وحواسه.
- يشعر المصاب بالهستيريا بأن وجوده لا يمثل أي أهمية لدى الأشخاص المحيطين من حوله، بل ومن الممكن أن يتخيل أمور لا تحدث بسبب هذه المشاعر.
- يحاول أن يرضي الطرف الآخر أو شريك حياته بشتى الطرق، ويسعى دائماً نحو إثبات محبته.
- يحتاج إلى الطمأنينة من الطرف الآخر كي يشعر بأهميته وأن الطرف الآخر يبادله نفس مشاعر المحبة.
- يتأثر المصاب برأي الطرف الآخر دائماً ومن الممكن أن لا يفصح عن رأيه.
- المبالغة بشكل كبير في وصف علاقته العاطفية مع شريكه، بل ومن الممكن أن يسرد تفاصيل لا تحدث كي يثبت محبة الطرف الآخر له وقوة العلاقة بينهما.
كيفية التعامل مع مصابي هستيريا الحب
إذا كنت قد لاحظت جميع الأعراض التي ذكرناها سلفاً على أحد المقربين منك، هنا سيتحتم عليك التعامل معه بحرص وبشكل صحيح كي يتعافى من هذا المرض، ومن أبرز الأدوار التي يمكنك القيام بها هي:-
- إن كان المصاب بهستيريا الحب هو شريك حياتك، فهنا ستحتاج إلى أن تطمئنه طوال الوقت وتجعله يثق بك ويتأكد من أنك تبادله نفس مشاعر الحب.
- تقبل جميع تصرفاته وكل ما يقوم به طوال الوقت، وعقب ذلك أخبره بأنه كان مخطئ في شيء ما، انصحه ألا يرتكب ذلك مرة أخرى.
- حينما يظهر نفسه بدور الضحية، حاول أن لا تبالي أي اهتمام، حيث أنه يشعر بأن هذا الدور يساعده على استعطاف الطرف الآخر، وحينما لا يجد أي استجابة يعرف أنه مخطئ وسيبدأ بتغيير أسلوبه.
- حينما يرتكب خطأ أو تصرف خاطئ لا تقدم له أي أعذار ولا تقبل منه أي أعذار، بل اجعله يعرف أن تصرفاته خاطئة ويتعرف العواقب بمفرده.
- لا تفرض رأيك الشخصي عليه وحينما يحدث موقف يحتاج إلى قرار، لا تفكر وحدك بل شاركه في اتخاذ هذا القرار وحاول أن تتقبل رأيه، للرفع من ثقته بنفسه وجعله يشعر بأهميته.
- كُن المحفز له للعودة إلى حياته الطبيعية وتحمل المسؤولية التي عادةً ما يبتعد عنها.
- تقديم النصائح الهامة له دون فرضها عليه، وتذكيره دائماً بالتصرفات الصحيحة التي يجب عليه أن يرتكبها.
- إذا كنت تود الابتعاد عن هذا الشخص، فحاول أن تحدد الوقت الصحيح للابتعاد عنه، فلا تتركه بمنتصف فترة العلاج كي لا يتفاقم المرض معه وتصعب فرصة علاجه.
- لا تتركه يقضي الكثير من وقته بمفرده، كي لا تؤثر الأفكار السلبية عليه، بل حاول أن تقضي معه أغلب أوقات فراغك.
- في حالة إن كانت الحالة متأخرة ومن الصعب علاجها؛ يتحتم عليك أن تأخذه إلى طبيب نفسي متخصص كي يبدأ معه مرحلة العلاج الصحيحة من الصفر، ويعاونه على التعافي من المرض.
ختاماً كانت هذه هي أبرز أعراض مصابي هستيريا الحب، فإن كانت قد لاحظتها على أحد المقربين منك، يجب عليك اتباع الطرق الصحيحة التي عرضناها كي تدعمه وتساعده على العلاج والتعافي.