هوس الكتب، وشراؤها بشراهة يعد من الاضطرابات النفسية التي تصيب الكثير من الأفراد، وإن لم يُسيطر على هذا الاضطراب في بدايته، ويبدأ باتباع طرق العلاج الصحيحة، فهنا يصعب علاج الحالة في المستقبل، ويقطع شوطًا كبيرًا في سبيل التعافي، والعودة مرة أخرى للحياة الطبيعية، ومن خلال موضوع اليوم، سنعرض عليك كافة أعراض وأسباب هذا الاضطراب.
تعريف هوس الكتب
عرّف أطباء علم النفس مرض هوس الكتب، أو الببلومانيا بمسماها الطبي؛ بكونها حالة من الاضطراب النفسي تصيب الإنسان في أي مرحلة من العمر، ومن خلال إصابته بتلك الحالة يجد نفسه يقوم بشراء الكتب طوال الوقت، ويحاول الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من الكتب، حتى وإن لم يكن لديه المتسع الكافي من الوقت لقراءتها، ويشعر المريض بسعادة بالغة أثناء إنفاق أمواله في سبيل شراء الكتب، ومن الممكن أن يتطور المرض لديه، ويدفعه إلى سرقة أي كتاب من المكتبات الكبرى، بهدف ضمه إلى موسوعته، والاحتفاظ به.
أسباب هوس الكتب
تختلف أسباب الإصابة بمرض هوس الكتب من شخص لآخر؛ حيث دوافع كل فرد تجاه شراء الكتب مختلفة تمامًا عن أي شخص آخر، ولكن تمكن أطباء علم النفس من تحديد أبرز الأسباب الشائعة التي تجعل الأفراد عرضة للإصابة بهذا المرض، فمن أهم هذه الأسباب هي:-
حب القراءة من الصغر
من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهوس الكتب هي: حب المريض للقراءة من الصغر، والمقصود هنا هو: أن المريض كان يقضي أغلب أوقات طفولته في قراءة الكتب فقط، ولا يفضل اللعب مع الأطفال المحيطين به، ولا يجد أي متعة من اللعب، ولكن متعته الحقيقية هي القراءة فقط، وفي مرحلة الكبر يزداد الهوس لديه؛ مما يجعله يصل إلى هذه الحالة.
محبة جمع الكتب
هواية جمع الكتب من الهوايات الموجودة بالفعل، فهناك أشخاص كثيرون لديهم الهوس بجمع الكتب، شرائها، والاحتفاظ بها من أجل قراءتها، ومعرفة المحتوى الذي تقوم عليه، وحينما يجدون أن المحتوى شيق وممتع يزداد الهوس لديهم بالحصول على كتب أخرى.
تفضيل مظهر الكتب
هناك الكثير من الأشخاص يفضلون الحصول على الكتب من أجل مظهرها فقط، فأشارت الدراسات إلى أن أشخاصًا كثيرين يجمعون الكتب، ويقومون بشرائها من أجل وضعها داخل مكاتبهم، أو غرفتهم بسبب مظهرها المميز.
إثبات أنه مولع بالقراءة
يجمع الأشخاص الكتب، ويقومون بشرائها طوال الوقت بطريقة مبالغٍ فيها، من أجل إثبات مدى ثقافتهم، وأنهم مولعون بالقراءة أي: أنه يمكن القول إنهم يشترون الكتب من أجل التظاهر فقط، ولا تندهش إن وجدتهم لا يقومون بقراءتها على الإطلاق.
متعة القراءة
القراءة ممتعة للغاية، وخاصة قراءة الروايات، ويوجد أشخاص كثيرون لا يجدون متعتهم إلا داخل قراءة الكتب، معرفة قصصها وأحداثها، وكلما زادت متعة القارئ، زادت الفرص تجاه الإصابة بهوس الكتب، لا سيما وأنه يقوم بشراء كتب جديدة طوال الوقت.
أعراض هوس الكتب
وضع الأطباء النفسيون عدة أعراض في حالة توافرها تُثبت إصابة المريض بمرض الببلومانيا، أو هوس الكتب، فإن ظهرت هذه الأعراض على أي شخص، فعليه أن يبدأ بخوض مرحلة العلاج؛ كي يتعافى سريعًا، ومن أهم هذه الأعراض هي:-
شراء كميات من الكتب
يقوم المريض بشراء عدد كبير من الكتب طوال الوقت، وحينما يتجه للتسوق، تجده يتجه إلى المكتبات من أجل معرفة أحدث الكتب التي طُرحت، ويبدأ بشرائها قبل أن يتعرف على الكاتب على الأقل، كما أن المُصاب بمرض هوس الكتب لا يكتفي بشراء كتاب واحد أو اثنين، بل إنه يجمع أكبر قدر ممكن من الكتب.
التحدث عن فضل القراءة طوال الوقت
دائمًا ما يرتكز حديثه عن القراءة، وعن مدى فضلها على الإنسان، وما هي الفائدة التي تعود على الإنسان منها، وعلى الرغم من أننا جميعًا نعرف فضل القراءة، إلا أنه يبالغ بالفعل في طريقة الوصف، وهذا ما يسهل ملاحظته عليه.
شراء الكتاب قبل معرفة محتواه
من الأعراض البارزة على مريض هوس الكتب هو أنه يقوم بشراء أي كتاب قبل أن يتعرف على محتواه كأقل تقدير، بل إنه حينما يشاهد أي كتاب جديد، أو تلمح عيناه كتابًا أو مكتبة، يتجه سريعًا لشرائه، ومن ثم يتعرف على المحتوى فيما بعد.
وضع الكتب في كافة نطاقاته
المهووس بالكتب يضعها في كافة النطاقات التي يتواجد بها، فمن الممكن أن يضعها داخل غرفته، داخل نطاق عمله، سياراته، وأي مكان يتواجد بها، علاوة على حقيبته التي لن تجدها خالية من الكتب على الإطلاق، وهذا الأمر يجعله يعيش في بيئة غير صحية بحسب رأي الأطباء.
يقضي وقت فراغه مع الكتب
يفضل قضاء وقت الفراغ الخاص به دائمًا مع الكتب، كما أنه يميل للعزلة التي تمنحه متسعًا من الوقت لقراءة جميع الكتب المتواجدة لديه؛ مما يجعل من الصعب لقاؤه إلا في الأمور المهمة فقط.
دائم التردد على المكتبات
يتجه إلى المكتبات بصفة مستمرة، وبطريقة روتينية دون أن يشعر بأي ملل، وعادةً ما يكون هذا التوجه من أجل استكشاف الكتب الحديثة التي طُرِحت مؤخرًا، بالإضافة إلى توسيع مكتبته، وشراء المزيد من الكتب.
الهروب من إعارة الكتب
إذا عرضت عليه استعارة أحد الكتب منه، فتأكد أن الرفض هو قراره، وبقدر الإمكان سيتهرب منك، ولن يتمكن من منحك الكتاب، بل ومن الممكن أن يتجاهل الرد عليك في محاولة الاتصال به على الرغم من أنه قد قرأ الكتاب من قبل، ولم يعد بحاجته.
سرقة الكتب
حينما يتفاقم الهوس لدى المريض، من الممكن أن تجده بدأ يسرق الكتب من المكتبات، ولكن هذه الحالة تكون متأخرة للغاية، ومن الممكن ألا يتواجد هذا العرض لدى الكثير من المصابين.
علاج هوس الكتب
يُعالج هذا الاضطراب بسهولة عن طريق اتباع عدة خطوات سهلة تجعلك تتعافى، وتعيش حياتك بشكل طبيعي، فإن كنت تعاني من ذلك الهوس، فإليك خطوات العلاج:-
معرفة سبب الهوس
من أجل بدء العلاج الصحيح يحتاج المريض إلى أن يكشف عن السبب وراء هوسه بالكتب؛ فبعد أن يحدد المصاب سببًا ضمن الأسباب التي عرضناها، ستُبنى خطة علاجه بناءً على سبب الهوس.
التخلص من بعض الكتب
لا بد أن يتخلص المريض من بعض الكتب التي لا يحتاج إليها، فإذا تمكنت من إقناعه بذلك؛ فتأكد أنه سيتخلص منها بالتدريج، وهنا تتزايد فرص العلاج، والشفاء.
الابتعاد عن العزلة
حاول بقدر الإمكان أن تجعله يبتعد عن العزلة، واجعله منخرطًا داخل المجتمع، ومنشغلًا بالعديد من الأشياء؛ نظرًا لأنه ينعزل من أجل قراءة الكتب، فإذا تمكنت من أن تجعله غير منعزل واجتماعيا، فاهتمامه بالكتب قد يتقلص.
التوجه لطبيب
إذا كانت الحالة متأخرة ويعيش المصاب بهذا الهوس منذ سنوات عدة، فهنا يجب التوجه به إلى أحد الأطباء النفسيين من أجل تحديد طريقة العلاج، وكتابة الأدوية المناسبة له؛ لاستعادة صحته النفسية، والتعافي من هذا الاضطراب.
ختامًا… كانت هذه هي أبرز أسباب، وأعراض الإصابة باضطراب هوس الكتب، فإن كانت هذه الأعراض تتطابق معك، فعليك أن تتبع طرق العلاج التي عرضناها؛ كي تمارس حياتك بصورة طبيعية بعيدًا عن الكتب.