“وراء كل رجل عظيم امرأة”، مقولة رنانة كثيرا ما سمعناها دون أن نتأكد من أصلها، فهل ظهرت حقا بسبب واقعة طريفة ومثيرة، شهدت دفع زوجة زوجها إلى بحيرة ممتلئة بالتماسيح، ليخرج منها ويفوز بجائزة كبرى؟!
بحيرة التماسيح
انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، واقعة مثيرة للجدل، من المفترض أن تكشف عن أصل العبارة التاريخية “وراء كل رجل عظيم امرأة”، حيث تحكي عن قيام صاحب شركة كبرى باصطحاب العاملين إلى رحلة على ضفاف بحيرة تمتلئ بالتماسيح، ثم إطلاقه رهانا على القفز إلى داخل البحيرة، والسباحة إلى الضفة الأخرى.
تشير الواقعة إلى تأكيد صاحب الشركة شديد الثراء على ما يبدو بأن العامل الذي سينجح في الوصول للضفة الأخرى دون أذى سيحصل على مكافأة ضخمة تبلغ مليون دولار، فيما تحصل أسرته في حال التهامه من قبل التماسيح، على مليون ونصف المليون دولار.
تستكمل القصة العجيبة بقيام أحد العاملين بالقفز في البحيرة، ليتمكن من عبورها بسلام ويحصد المكافأة الضخمة، فيصبح من أعظم رجال قريته، إلا أن المفاجأة ليست فقط في نجاحه في الوصول للجائزة، بل تكمن في عدم رغبة العامل من الأساس في القفز بالبحيرة، حيث تبين وفقا للرواية أن زوجته هي من دفعته من الخلف، لتظهر على إثر تلك الواقعة العجيبة المقولة المعروفة “وراء كل رجل عظيم امرأة”!
الحقيقة
من المتوقع أن يشعر الكثيرون بأن الأحداث المشار إليها غير حقيقية، حيث تبدو للبعض وكأنها مزحة تقليدية، وهو ما اتضحت صحته بالفعل، إذ تبين أن أغلب أحداث الواقعة غير حقيقية، بل مجرد نكتة مألوفة، انتشرت في بعض الدول الغربية وإن اختلفت بعض تفاصيلها.
العجيب هو أن الأحداث المشار إليها تبدو من الأصل غير مقنعة على الإطلاق، حيث يفترض بها أن تكشف عن رجل يدفع أموالا طائلة بدافع التسلية، وعن سيدة تدفع زوجها على مرأى ومسمع من الجميع إلى داخل بحيرة ممتلئة بالتماسيح، وهي أمور لا تحدث إلا في الأفلام الكوميدية.
أما عن المقولة التي اختتمت بها القصة، فقد اختلف الجميع حول قائلها، إذ يؤكد البعض أنها قيلت على يد الحاكم الفرنسي الشهير، نابليون بونابرت، فيما ينسبها آخرون للفيلسوف اليوناني أرسطو، إلا أنه في نهاية المطاف لا يمكن الاختلاف حول استحالة ذكر تلك المقولة المعروفة بناء على قصة رجل دفعته زوجته إلى داخل بحيرة للتماسيح!