تعد السيدات الحوامل والأطفال إلى جانب كبار السن المصابين بأمراض مزمنة من أكثر المعرضين للإصابة بالتسمم الغذائي، حيث يمكن أن تتكاثر بكتيريا التسمم الغذائي بسرعة كبيرة خاصة في ظروف معينة، لذلك يجب أن تكون على معرفة جيدة بكل ما يخص وسائل الوقاية من التسمم الغذائي إلى جانب التعرف كذلك على أسبابه للتصدي له، وهو ما سوف نقدمه لكم بالتفصيل من خلال هذا المقال فتابعوا معنا.
ما هو التسمم الغذائي والبكتيريا؟
عادة ما يحدث التسمم الغذائي عند وجود أعداد من أنواع معينة من البكتيريا أو سمومها في الطعام الذي يتم تتناوله، فيما يعرف باسم البكتيريا المسببة للأمراض، كما تحدث تلك الحالة أيضًا عند تناول طعام ملوث نتيجة تخزينه أو تحضيره بطريقة خاطئة.
الأطعمة عالية الخطورة للتسمم الغذائي
لا يقتصر تلوث الطعام على الأطعمة التي قد تحفز البكتيريا المسببة للتسمم الغذائي فقط مثل اللحوم والدواجن والأسماك، بل يمتد الأمر أكثر إلى الفواكه والخضروات والسلطات التي يتم تحضيرها بطريقة خاطئة، الجدير بالذكر هو أن الطعام الملوث قد تجد رائحته ولونه وطعمه طبيعيًا ومن ضمن الأطعمة الأكثر عرضة للتسمم الغذائي ما يلي:
- اللحوم النيئة والمطبوخة مثل الدجاج واللحوم المفرومة والأطعمة التي تحتوي عليها مثل الكاري واللازانيا.
- منتجات الألبان مثل الكاسترد والحلويات القائمة على منتجات الألبان مثل فطائر الكاسترد.
- البيض ومنتجات البيض.
- لحم الخنزير والسلامي.
- المأكولات البحرية مثل سلطة المأكولات البحرية والفطائر الأسماك وكرات السمك والأطباق التي تحتوي على المأكولات البحرية.
- الأرز المطبوخ أو المعكرونة.
- السلطات المحضرة مثل سلطة الكرنب وسلطات المعكرونة سلطات الأرز.
- سلطة الفواكه
- الأطعمة الجاهزة مثل السندويشات واللفائف و البيتزا التي تحتوي على أي من الأطعمة المذكورة أعلاه.
الأشخاص المعرضون لخطر التسمم الغذائي
يوجد بعض الفئات في المجتمع يعتبرون الأكثر عرضة للإصابة بالتسمم الغذائي دون غيرهم، لذلك من الضروري بالنسبة لهم توخي الحذر عند شراء وتخزين وإعداد الطعام لهم، وتتمثل تلك الفئات فيما يلي:
- النساء الحوامل
- كبار السن
- الأطفال الصغار
- الأشخاص المصابون بمرض مزمن
أسباب التسمم الغذائي
يعد السبب في الإصابة بالعديد من الأمراض المختلفة إلى موجود السالمونيلا، والعطيفة و الإشريكية القولونية في الحيوانات المنتجة للغذاء، لذلك فالتخزين الصحيح والمعالجة الجيدة للطعام قبل استخدامه يقلل بالضرورة من مخاطر التلوث، الجدير بالذكر هو أنه يمكن أن تتكاثر بكتيريا التسمم الغذائي بسرعة كبيرة، خاصة في ظروف معينة، تتمثل تلك الظروف فيما يلي:
- الوقت وفي الظروف المثالية، حيث يمكن أن تتكاثر بكتيريا واحدة إلى أكثر من 2 مليون في 7 ساعات.
- درجة الحرارة، حيث تنمو بكتيريا التسمم الغذائي بشكل أفضل في نطاق درجات الحرارة بين 5 درجات مئوية و 60 درجة مئوية، وتعرف تلك الحالة باسم منطقة خطر درجة الحرارة، وهذا يعني أننا بحاجة إلى الاحتفاظ بالأطعمة القابلة للتلف في أماكن إما شديدة البرودة أو شديدة السخونة لتجنب التسمم الغذائي.
- المغذيات، حيث تحتوي معظم الأطعمة على ما يكفي من العناصر الغذائية التي تعد بمثابة بيئة مناسبة وجيدة لنمو البكتيريا، ومن ضمن أهم تلك الأطعمة منتجات الألبان والبيض واللحوم والدواجن والمأكولات البحرية.
- الماء، تحتاج البكتيريا حتى تنمو وتنتشر إلى الماء، فبدون الماء قد يتباطأ النمو أو يتوقف، هذا هو السبب في أن الأطعمة المجففة لا تفسد.
- الرقم الهيدروجيني، وهو يشير إلى مقياس الحموضة أو القلوية وهو مهم أيضًا للتحكم في نمو البكتيريا، حيث يؤدي انخفاض درجة الحموضة (الظروف الحمضية) بشكل عام إلى توقف نمو البكتيريا، ولكن عندما يكون الرقم الهيدروجيني للطعام متعادلًا كما هو الحال بالنسبة للعديد من الأطعمة، ففي هذه الحالة تعود البكتيريا إلى النمو مرة أخرى.
أعراض التسمم الغذائي
تختلف أعراض التسمم الغذائي حسب نوع البكتيريا المسببة لهذا المرض، ولكن في الغالب تتراوح أعراض ذلك التسمم من بين خفيفة إلى شديدة للغاية، وفي بعض الحالات قد تحدث الأعراض فورًا تقريبًا بعد تناول الطعام أو بعد عدة ساعات، وفي حالات أخرى يمكن أن تستمر من 24 ساعة إلى 5 أيام حتى تظهر تلك الأعراض، وتتمثل أهم أعراض التسمم الغذائي فيما يلي:
- غثيان
- تقلصات المعدة
- الإسهال
- التقيؤ
- حُمى
- الصداع
تسبب بعض مسببات الأمراض التي تنقلها الأغذية أعراضًا أخرى على سبيل المثال، قد تسبب بكتيريا الليستريا الإجهاض أو الالتهاب السحايا ويمكن أن تسبب أيضًا مرضًا شديدًا لدى الأشخاص المعرضين للإصابة به، هذا إلى جانب إمكانية أن يؤدي التسمم الغذائي أيضًا إلى أمراض وأعراض أخرى طويلة الأمد.
اقرأ أيضًا: عند الاختناق والتسمم.. أهم الإسعافات الأولية للأطفال
وسائل الوقاية من التسمم الغذائي
توجد بعض القواعد البسيطة التي يمكنك اتباعها لتقليل مخاطر التسمم الغذائي، حيث تعد من أفضل طرق الوقاية من التسمم الغذائي والتي تتمثل فيما يلي:
- عند شراء الطعام يجب الحصول على منتجات عالية الجودة ويفضل شراء الأطعمة الساخنة والباردة في نهاية رحلة التسوق.
- يجب تجنب الأطعمة التي انتهى تاريخ صلاحيتها لذلك من الضروري فحص الملصق الخاص بكل منتج.
- يجب تجنب الأطعمة الموجودة في العلب أو الحاويات أو العبوات الأخرى المنتفخة أو المنبعجة أو المتسربة أو التالفة.
- لا يجب شراء الأطعمة المجمدة التي تُركت خارج الثلاجة لفترة طويلة أو تلك التي أعيد تجميدها مرة أخرى بعد أن فقدت تجميدها، ويفضل كذلك شراء الأطعمة الساخنة التي يتم تسخينها على البخار.
- تأكد من أن طاقم الخدمة يستخدمون ملقطًا منفصلاً عند التعامل مع أنواع معينة من الطعام مثل اللحوم والخضروات.
- تأكد من أن العاملين في الخدمة يرتدون قفازات عند التعامل مع الطعام، ولكن ليس عند تنظيف الأسطح أو أخذ المال.
- تأكد من أن البيض الذي يتم شرائه خالي من الكسور وغير متسخ.
- يجب وضع الأطعمة المجمدة التي تم شرائها في المبرد على الفور وبمجرد الوصول إلى المنزل.
- عند تحضير الطعام غسل اليدين بالماء الدافئ والصابون وتجفيفها جيدًا قبل تحضير الطعام وبعد التعامل مع الأطعمة النيئة بما في ذلك اللحوم والأسماك والبيض والخضروات، وكذلك بعد لمس الصندوق أو الذهاب إلى المرحاض أو لمس أنفك أو لمس الحيوانات بما في ذلك الحيوانات الأليفة، حيث من المرجح أن تنتقل البكتيريا عن طريق اليد المبللة إلى الطعام، لذلك من الضروري تجفيفهم جيدًا.
- لا تستخدم لوح التقطيع نفسه للأطعمة النيئة التي سيتم طهيها (مثل اللحوم) والأطعمة التي تقدم غير مطبوخة (مثل السلطات)، لذلك يفضل أن يكون لكل منهم لوح خاص بالتقطيع لمنع تلوث الطعام.
- إذا لم يكن لديك ألواح تقطيع أو أواني منفصلة لتحضير الأطعمة النيئة والأطعمة الجاهزة للأكل، فقم بتنظيفها وتجفيفها جيدًا بين كل استخدام.
- يجب طهي معظم الأطعمة عند درجة حرارة لا تقل عن 75 درجة مئوية لضمان الحصول على طعام صحي.
- يجب شطف الفواكه والخضروات النيئة بالماء النظيف قبل استخدامها.
- نصائح عند تخزين الطعام النيء حيث يجب فصله عن الطعام المطبوخ، ويفضل كذلك تخزين الأطعمة النيئة في قاع الثلاجة لكي لا تتسرب السوائل منه، أما الأطعمة المطبوخة فيجب تخزينها في الأعلى.
- تحقق من أن درجة حرارة الثلاجة أقل من 5 درجات مئوية وأن درجة حرارة الفريزر أقل من -15 درجة مئوية.
- يجب ترك الأطعمة المطبوخة حتى تبرد وتصل إلى درجة حرارة الغرفة (حوالي 21 درجة مئوية) قبل تخزينها في الثلاجة، وللحصول على تبريد أسرع يجب وضع الأطعمة المطبوخة في أوعية أخرى صغيرة بدلًا من وضعها في وعاء واحد كبير، فهذا يمنع ارتفاع درجة حرارة الثلاجة ويقلل من خطر نمو البكتيريا في جميع الأطعمة المخزنة في الثلاجة.
- قم بتغطية جميع الأطعمة بأغطية أو ورق قصدير أو غلاف بلاستيكي.
- لا يجب تخزين الطعام في علب صفيح مفتوحة.
- بعد طهي الطعام يجب تبريده في مدة لا تقل عن 90 دقيقة، ومن ثم يتم تخزينه في الثلاجة أو الفريزر واستهلاكه في غضون يومين من الثلاجة، ولا يجب إخراجه من الثلاجة وتسخينه، من ثم إعادته للثلاجة مرة أخرى.
- يجب غسل أسطح العمل قبل وبعد تحضير الطعام، خاصة بعد أن تلامسها اللحوم النيئة بما في ذلك الدواجن والبيض النيء والأسماك والخضروات، ويفضل عدم استخدام البخاخات المضادة للبكتيريا فقط ماء ساخن وصابون سائل جيد.
- يجب غسل المناشف الخاصة بالأطباق والأسطح بشكل مستمر وتركها لتجف تحت أشعة الشمس بشكل جيد، في المناشف المبللة و المتسخة بيئة جيدة لنمو البكتيريا وانتقالها إلى الطعام.
- يجب حفظ الأطعمة الجاهزة للأكل عن الأطعمة الأخرى التي تحتوي على دماء، وذلك لأنها تحتوي على بكتيريا ضارة يمكن من تنتقل بكل سهولة إلى اليدين أو الأسطح مما يسهل وصولها إلى الخضراوات والفواكه التي لن يتم طهيها أو تعرضها للحرارة مما يزيد من فرصة الإصابة بالتسمم نتيجة هذا الأمر.
- يساعد تجميد الدجاج النيء على تقليل مستويات العطيفة ولكنه لا يقضي عليها تمامًا، ولكن رغم ذلك يساعد استخدام طريقة صحيحة ومناسبة للتخزين والطهي وخاصة الطهي يساعد في القضاء عليها بشكل نهائي.
وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا لليوم الذي تحدثنا فيه عن أسباب وأعراض ووسائل الوقاية من التسمم الغذائي في المنزل بخطوات ونصائح بسيطة في التخزين والطهي والشراء لجميع المنتجات التي يتم تناولها أو شرائها من الأسواق سواء النيئة أو المطبوخة، نتمنى في النهاية أن تكونوا قد استفدتم من موضوع اليوم وإلى اللقاء في المزيد من المواضيع الشيقة في مقالاتنا القادمة.
اقرأ أيضًا: