يُعاني الكثير من الأشخاص من وسواس الأفكار التسلطية الذي يعد من أكثر الأمراض إزعاجًا للمصابين به، فما أسبابه؟ وما أعراضه؟ وكيف يُشخّص؟ وما طرق علاجه، أو التعامل معه؟ وهل هو مرض طبيعي لا يدعو للقلق، أم مرض نفسي خطير؟ هذا ما سنتناوله في موضوعنا اليوم؛ لذا تابع معنا.
- I. وسواس الأفكار التسلطية
- II. أسباب وسواس الأفكار التسلطية
- III. أعراض وسواس الأفكار التسلطية
- IV. الفرق بين وسواس الأفكار التسلطية العادي والمرضي
- V. الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالأفكار التسلطية
- VI. مضاعفات الأفكار التسلطية
- VII. تشخيص مرض الأفكار التسلطية
- VIII. علاج وسواس الأفكار التسلطية
- IX. متى يجب زيارة الطبيب؟
- X. طرق الوقاية من الأفكار التسلطية
وسواس الأفكار التسلطية
لكُلٍ منا عادات، وخواطر، أو أفكار تتكرر أغلب الأحيان، لكن المُصاب بوسواس الأفكار التسلطية يغلب عليه ممارسة أفعال، وسيطرة أفكار غير مرغوب بها بالنسبة له، قد تستغرق ساعة على الأقل يوميًا، وتكون إجبارية خارجة عن إرادته، كما أنها يُمكن أن تؤثر بالسلب على حياته: المهنية، الاجتماعية، الشخصية، وغيرها، ولا تقتصر فكرة الوسواس القهري على قضم المريض أظافره، أو التفكير السلبي الدائم، بل تتنوع الوساوس؛ لتشمل عدة أشكال أخرى يقوم بها المريض رغمًا عنه، ويعجز عن منعها، مثل: الهوس بالتنظيف، والترتيب، غسل اليدين عدة مرات، التأكد مرارًا من غلق الباب، وغيرها من الأمور التي سنذكرها فيما بعد.
أسباب وسواس الأفكار التسلطية
تتعد أسباب الإصابة بهذا المرض وتتمثل في بعض المُحفزات التي يُمكن أن تؤدي إلى التعرض له، ومنها:
- الضغوط النفسية؛ نتيجة تنوع الأنشطة الحياتية، أو ضغط العمل.
- الفشل في العلاقات العاطفية، والشعور بالوحدة.
- التعرض لصدمة فاجعة لا يمكن نسيانها، كفقدان شخص عزيز كأحد الوالدين، أو صديق مقرب، أو فقدان شيء لا يُمكن تعويضه.
- السعي نحو الكمال، والمثالية؛ فينتج عنه الإصابة بالقلق، والتوتر.
- عدم الثقة بالنفس، وعدم تقدير الذات.
- انتظار حدث مؤلم مؤكد حدوثه، كانتظار وفاة شخص عزيز؛ نتيجة إصابته بمرض قاتل.
- قد يكون ناجمًا أيضًا عن عوامل وراثية كإصابة أحد الوالدين به مسبقًا.
أعراض وسواس الأفكار التسلطية
إليك مجموعة من العلامات، أو الأعراض التي يُمكنك ملاحظتها بسهولة، والتي تحدث رغمًا عنك، ولا يمكنك إيقافها، أو السيطرة عليها، وبُناءً عليها تُحدّد ما إذا كنت تعاني من وسواس الأفكار التسلطية أم لا، ومن أهمها:
الفرق بين وسواس الأفكار التسلطية العادي والمرضي
هناك وساوس لأفكار تسلطية تعتري الكثير من الناس، خاصةً الأشخاص الراغبين بالنجاح، والعازمين على الحصول عليه كالطلاب قبل أداء الاختبارات الدراسية، ومنها أيضًا: التفكير بمواقف مهمة يمكن أن تؤثر على أحد الأصدقاء المقربين، فهذا النوع من وسواس الأفكار التسلطية طبيعي، ولا يؤثر على الصحة النفسية للأشخاص، بل إنه يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي عليهم؛ فيكون مصدرًا تحفيزيًا لهم، هذا على عكس النوع الآخر، وهو: وسواس الأفكار التسلطية المرضي الناجم عن أسباب غير عقلانية، حيث يؤثر على المصاب به من الناحية: النفسية، الجسدية، والاجتماعية؛ نتيجة الأعراض المزعجة سابقة الذكر.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالأفكار التسلطية
هناك بعض الأشخاص ذوي الحالات الخاصة، أو الأمراض الوراثية يعدون الأكثر عرضة للإصابة بوسواس الأفكار التسلطية، وهم:
مضاعفات الأفكار التسلطية
ينجم عن الأفكار التسلطية العديد من الآثار السلبية، والمضاعفات التي تسبب الكثير من المشكلات، مثل:
تشخيص مرض الأفكار التسلطية
لجوء المريض للطبيب المختص يعد تصرفًا مثاليًا، حيث يعكس رغبته في الاستشفاء، والتخلص من وسواس الأفكار التسلطية المزعجة تلك، فلا يمكن تحديد خطة العلاج قبل إجراء التشخيص الطبي أولًا؛ لتحديد نوع الاضطراب الذي يعاني منه، وما إذا كان وسواس الأفكار التسلطية بالفعل، أم اضطرابا آخر، وذلك بإجراء محادثة متبادلة بينه، وبين الطبيب تتمثل في طرح بعض الأسئلة عليه، ويجب أن يجيب عليها بمصداقية تامة؛ ليتمكن الطبيب من التشخيص السليم، ووضع خطة العلاج المناسبة، مثل: ما الأفكار التي تراودك؟ هل تظهر وتختفي، أم دائمة؟ هل تعاني من أي أمراض نفسية؟ وغيرها.
علاج وسواس الأفكار التسلطية
يساعد العلاج كثيرًا في التخفيف من أعراض الوساوس التسلطية كالتفكير بشكل مستمر، أو هوس الترتيب، والتوتر، وغيرها؛ مما يعمل على الاستشفاء تدريجيًا، وذلك باتباع عدة طرق تُستخدم كل منها حسب الحالة النفسية التي عليها المريض، ووفق رؤية الطبيب المُعالج، وهي كالتالي:
العلاج النفسي
فمن المعروف عن العلاج السلوكي المعرفي أنه يساعد على التحكم، أو التقليل من أنماط التفكير التي تتردد على المريض بكثرة، وذلك من خلال قيام الطبيب بتعريض المريض لبعض المحفزات العقلية التسلطية تحت رقابة شديدة منه؛ حتى يتمكن المريض من الاستجابة للعلاج بشكل جيد، والتقليل من ظهور هذه الأفكار لديه مرة أخرى تدريجيًا.
العلاج بالأدوية
تساعد الأدوية التي يصفها الطبيب حسب الحالة الصحية للشخص الذي يقوم بمعالجته على التحكم، أو السيطرة على الأفعال، والأفكار، أو الهواجس، حيث تساعد على زيادة إفراز، أو امتصاص مستوى السيروتوين الانتقائية بالعقل، وقد يستغرق العلاج بالأدوية مدة تتراوح من 1-4 أشهر، أو أكثر حسب الحالة الصحية للمريض.
العمليات العصبية
قد يضطر الطبيب في بعض الحالات التي يصعب علاجها نفسيًا، أو دوائيًا إلى إبقاء المريض بالمستشفى؛ لكي يكون تحت المراقبة، ولا يسبب أذى لنفسه أو للآخرين، وفي حال صعوبة السيطرة عليه، يقوم الطبيب باستخدام الطريقة العلاجية الأخيرة، وهي: استخدام الأجهزة الكهربائية؛ فهي تغير من النشاط الدماغي في منطقة معينة بها، كالتحفيز المغناطيسي للخلايا العصبية، أو استخدام الحقول المغناطيسية لتنشيط الخلايا العصبية، أو التحفيز الدماغي العميق أيضًا باستزراع الأقطاب الكهربائية في الرأس.
الاسترخاء
تساعد بعض التمارين البسيطة كاليوغا، أو التأمُل، أو التدليك على التخفيف من أعراض وسواس الأفكار التسلطية، أو الوسواس القهري المُجهد، وذلك جنبًا إلى جنب مع واحدة، أو أكثر من طرق العلاج سابقة الذكر وفقًا لرؤية الطبيب المعالج.
متى يجب زيارة الطبيب؟
هناك الكثير من المصابين بالأفكار التسلطية، وبالرغم من ذلك يرفضون التصديق، أو الاعتراف بأنهم مصابون بمرض نفسي، ويرفضون عرض أنفسهم على الطبيب؛ فينجم عن ذلك تأخر حالتهم، وصعوبة العلاج؛ لذلك ننصح دائمًا بالتوجه إلى الطبيب مبكرًا حال الشعور بأي عرض من أعراض الوسواس، ويعتمد ذلك على رغبة المريض في سرعة الاستشفاء، وعلى دور الأهل، والأصدقاء في إقناع المريض الذي لا يرغب بالفحص الطبي، وننبه هنا إلى سرعة التوجه إلى الطبيب عند ملاحظة بعض الأعراض التالية عليك، أو على شخص تعرفه:
طرق الوقاية من الأفكار التسلطية
إليك بعض النصائح المهمة التي ستساعدك بشكل كبير في التخفيف من الأفكار المزعجة، أو التشتت العقلي، وأيضًا تقي من الإصابة بالوسواس مرة أخرى بعد الشفاء منه، وتتمثل فيما يأتي:
بعد التعرف على: أعراض وسواس الأفكار التسلطية، أسبابه، مخاطره، طرق علاجه، أو كيفية التعامل معه، ننبه إلى ضرورة عدم إهمال الأمر حال تعرضك لأيٍ من الأعراض سابقة الذكر؛ حتى لا تصل لمرحلة متأخرة قد يصعب علاجها، ويشترط الذهاب إلى الطبيب لمتابعتك، وإذا لم يتح لك ذلك، فيمكنك الالتزام بخطة علاج مع أفضل المتخصصين النفسيين عبر الإنترنت في سرية تامة.