هناك الكثير من المناطق في روسيا التي يمكن وصفها بأنها نائية جدا وباردة جدا، ولكن لا شيء مثل ياكوتسك عاصمة منطقة ياقوتيا أحد الكيانات الفدرالية الروسية، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الشتاء 40 درجة تحت الصفر؛ ما منحها لقب المدينة “الأبرد” بين المدن الكبرى على وجه الأرض.
ياقوتيا
ياقوتيا هي منطقة ضخمة في شمال شرق روسيا، تبلغ مساحتها تقريبا مساحة الهند ولكن مع عدد سكان أصغر من ولاية رود آيلاند الأمريكية، تشتهر ياقوتيا بمناخها الشديد والقاسي، إذ يسجل أقل معدلات انخفاض لدرجات الحرارة، في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
ياكوتسك
تعد ياكوتسك عاصمة ياقوتيا موطنا لأكثر من 280,000 شخص؛ ما يجعلها الأبرد بين مدن العالم الكبرى، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الشتاء 40 درجة مئوية تحت الصفر، تتجمد على إثرها التربة بشكل كامل.
قبل قرنين، كانت الرحلة بين ياكوتسك والعاصمة الروسية موسكو تستغرق ثلاثة أشهر، واليوم تفتخر المدينة بوجود مطارين مع رحلات مباشرة منتظمة من المدن الروسية الرئيسية وإليها، لكن الرحلات غالبا ما تتأخر أو تُلغى بسبب الضباب، ما يدفعك إلى البديل وهو طريق لينا المتداعي؛ الذي حصل في وقت ما على لقب “أسوأ طريق في العالم”، والذي ينتهي بنهر لينا المتجمد، وما عليك حينها سوى التخمين أي المناطق على سطحه ستتحمل وزن السيارة، وأيها سيهوي بك في قاع النهر!
كانت المدينة في الأصل مركزا عسكريا صغيرا تأسس عام 1632، حاله في ذلك حال العديد من البلدات السيبيرية، وتم استخدامه كسجن مفتوح ومنفى لاستقبال السجناء السياسيين. لم تزدهر ياكوتسك كمدينة حتى اكتشاف احتياطيات كبيرة من الذهب والمعادن الأخرى عام 1880، وساعدت القوى العاملة المتاحة بسهولة في المعسكرات في العمل على تطوير المدينة في بدايات القرن العشرين، حيث تحولت ياكوتسك إلى مدينة حقيقية مع الفنادق ودور السينما ودار الأوبرا والجامعات وخدمة توصيل البيتزا، وحتى حديقة الحيوان!
على الرغم من فصول الشتاء القارسة التي مرت على المدينة؛ إلا أن فصل الصيف دافئ بشكل مدهش، مع ارتفاع درجة الحرارة إلى العشرينيات والتي تصل في بعض الأحيان إلى الثلاثينيات، حيث يصبح الهواء خلال هذا الصيف القصير رطبا ولزجا، مع أسراب من البراغيث والبعوض في كل مكان.
لماذا يعيش الناس هناك؟
الإجابة -غالبا- متوقعة، بسبب الماس والذهب والفضة والغاز الطبيعي وكل المعادن الثمينة تقريبا، حيث تعتبر من أغنى مناطق العالم بالموارد الطبيعية، ويتم استخراج 99% من جميع الماس الروسي، وأكثر من 20% من جميع الماس المستخرج في العالم في ياقوتيا.