علمت الفتاة الثلاثينية، دانا لويس، منذ أن كانت في الـ14 من عمرها بأنها مصابة بداء السكري، لذا عاشت سنوات المراهقة والشباب في قلق دائم، من تعرضها لأزمة مفاجئة لا يمكن إنقاذها منها أثناء النوم، حتى توصلت أخيرا لحل سحري لم يساعدها فقط، بل أفاد الكثيرون حول العالم.
معاناة منذ الصغر
في عام 2002، أدركت دانا الفتاة الأمريكية، التي لم تكن تتجاوز الـ14 من عمرها حينئذ، أنها تعاني من داء السكري من النوع الأول، حيث لم يصبح البنكرياس لديها قادرا على إفراز الانسولين بصورة طبيعية، ما يعني وجود احتمالية كبرى لارتفاع نسب جلوكوز الدم فجأة، ليضع حياتها على المحك، وخاصة أثناء النوم.
بدأت دانا منذ ذلك الوقت، في تعديل اسلوب حياتها، بعد أن كانت تعشق النوم لساعات طويلة، وخاصة في نهايات الاسبوع، إذ أصبح لزاما عليها أن تضبط المنبه يوميا لإيقاظها الساعة الـ7 صباحا، حتى تحصل على الانسولين وتتناول القليل من الطعام، كوسيلة أمان لم يخفف من مشقتها قليلا إلا استخدامها لاحقا لجهاز استشعار، يمكنه تنبيها عند تخطي الجلوكوز للنسبة الآمنة، إلا أن الأزمة لم تعالج بشكل كامل أيضا.
أكدت دانا على أن صوت منبه جهاز الاستشعار يعد غير مناسبا على الإطلاق، حيث كان منخفضا للغاية، لذا لم يكن قادرا على ايقاظها أثناء النوم، ما أعادها من جديد لنقطة الصفر، بل وازداد قلقها بصورة ملحوظة من فكرة النوم نفسها، خوفا من تعرضها لنوبة سكر وهي في غير وعيها، قبل أن تتمكن عبر مساعدة صديقها وزوجها المستقبلي سكوت، والذي يعمل كخبير للشبكات، من ربط جهاز الاستشعار بشكل تقني بالمنبه الخاص بهاتفها ذو الصوت المرتفع، لتعالج نصف الأزمة لدى دانا.
شاهد أيضاً: أنواع مرض السكر
بنكرياس اصطناعي
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل نجح الثنائي المتزوج حديثا، وبدعم بعض الخبراء في مجال التقنية، من إضافة ما يشبه جهاز حاسوب صغير، لجهاز الاستشعار ومضخة الانسولين الالكترونية، ليتحول الجهاز فجأة لما يمكن وصفه، بالبنكرياس الاصطناعي، حيث لا يقف دوره عند تنبيه المريض بتغير نسب الجلوكوز في الدم، بل يأمر المضخة بالقيام باللازم، لإنقاذ الموقف دون تأجيل.
ترى دانا أن تلك الرحلة الطويلة قد آن لها أخيرا أن تحصل على النهاية السعيدة، قائلة: “نجاح ذلك الابتكار، منحني الراحة النفسية التي طالما افتقدتها، حيث كنت أغفو ليلا وأنا في حالة من القلق الدائم، خوفا من حدوث مكروه لا يمكنني مواجهته، إلا أنني الآن أفضل حالا، والفضل لهذا الجهاز الذي أحمله معي في كل مكان، ليكون وسيلة الأمان الأكثر نجاحا بالنسبة لي”.
تشير دانا ابنة الـ30 كذلك إلى أمر آخر هو الأروع من وجهة نظرها، يتمثل في إفادة الآخرين من ابتكارها، حيث نجح أكثر من 725 شخص حول العالم، من تتبع الخطوات والأكواد التي نشرتها دانا عبر صفحات الانترنت، ليكون لديهم أيضا نفس الجهاز الداعم لهم كمرضى لداء السكري.
الآن، تعيش دانا مع زوجها سكوت، الذي ساعدها على ابتكار البنكرياس الاصطناعي، ليساهم في حمايتها من مخاطر عدة مرتبطة بداء السكري، ويغير من حياة الكثير من المرضى الآخرين حول العالم.