أصبحت مشاهدة الأطفال للتلفزيون منذ الصغر، وتحديدا لأفلام الكرتون أمرا شائعا وخطيرا. فبالرغم من الفوائد المكتسبة عند مشاهدتها كالتسلية، وتعلم بعض السلوكيات الجيدة أحيانا، إلا أن الأضرار الناتجة عن مشاهدتها طويلا، تفوق تلك الميزات كثيرا، وهو ما نبرزه من خلال مخاطر مفزعة لمشاهدة الأطفال للكارتون باستمرار.
التأثير سلبا على الذكاء
بينما من المفترض أن يكون تأثير مشاهدة الكرتون على الخيال والتفكير بصورة إيجابية، إلا أن الدراسات الطبية تؤكد على أن القيام بذلك في سنوات مبكرة، من شأنه أن يكبح خيال الطفل، بل ويقلل من قدراته الذهنية الخاصة بالتفكير، ويؤثر سلبا على ذكائه، وهو ما يؤكد على أهمية ممارسة الألعاب البدنية التقليدية للطفل في سنوات عمره الأولى بدلا من مجرد المشاهدة.
زيادة العنف
في الوقت الذي تقوم فيه بعض الأفلام الكرتونية على مشاهد عنف ودماء، لا تتناسب تماما مع عقلية الأطفال الصغار، نجد أن تأثرهم السلبي بتلك المشاهد يحدث بشكل أسرع من المتوقع، فيظهر في صورة افتعال الأزمات مع الأخوة والأصدقاء، واللجوء للعنف قبل التفكير بهدوء، ما يمهد لخلق شخصية عدائية لا تقبل بالحلول الوسطى.
تعلم ثقافات مختلفة
من المعروف أن أغلب أفلام وبرامج الكرتون، هي في الأصل أعمال أجنبية، ولكن تم دبلجتها ليشاهدها الأطفال العرب، ما يدعو للقلق كون تلك الأفلام الكرتونية دائما ما تتبنى أفكارا غريبة، سواء كانت صحيحة أم خاطئة، فهي في النهاية لا تتناسب مع ثقافاتنا في المناطق العربية، ما ينتج عنه في النهاية تشتت ذهن الطفل الذي تنتابه الحيرة بين ما يراه يوميا في منزله ومدرسته، وبين ما يشاهده في تلك الأفلام.
إدمان المشاهدة
يصل الأمر مع عدم ترك الوالدين للأطفال لمشاهدة تلك الأفلام الكرتونية، لساعات طويلة يوميا، إلى إدمان مشاهدتها، ومن ثم تركيز الذهن عليها بدلا من الاهتمام بالدراسة أو ممارسة الرياضة، ما يزيد من فرص الإصابة بالسمنة، علاوة على أن السهر أمام تلك الأفلام يزيد من خطر ضعف جهاز المناعة لديهم، في ظل احتياجهم لأطول ساعات ممكنة من النوم وليس العكس.
الانفصال عن الواقع
هي أسوأ النتائج المترتبة على طول فترات مشاهدة تلك البرامج، حيث يصعب على الطفل حينها التفريق بين الواقع والخيال، فيرى الأبطال الخارقين بأفلام الكرتون على أنهم القدوة الحسنة له، بما يقومون به من أفعال خطيرة قد يحرص على تقليدها، ما يعد خطرا كبيرا على حياته في بعض الأحيان.
لذا ينصح الأهل بمتابعة ما يشاهدة الطفل من أفلام وبرامج كارتونية، مع الحرص على ألا تزيد عدد ساعات مشاهدتها عن ساعتين يوميا، في الوقت الذي يجب الاهتمام فيه بتعويد الطفل على ممارسة الأنشطة البدنية أو الهوايات الفنية في أغلب أوقات فراغه، حتى يخرج طاقته فيما يفيده بدلا من كبتها بالجلوس والمشاهدة فقط.