كانت الملكة تي ملكة مصر من الأسرة الثامنة عشرة، وزوجة الفرعون أمنحتب الثالث، ووالدة أخناتون، وجدة كل من توت عنخ آمون وأنخسن آمون، وقد تمتعت بنفوذ هائل وسطوة في محاكم كل من زوجها وابنها.
وعلى الرغم من أنها كانت تؤمن بالديانة التقليدية في مصر، إلا أنها دعمت إصلاحات أخناتون التوحيدية، وتوفيت في أوائل الستينيات من عمرها ثم تم التعرف على موميائها بشكل إيجابي، كما تم العثور على خصلة من شعرها في مقبرة توت عنخ آمون.
الحياة المبكرة والزواج
ولدت الملكة الفرعونية الأقوى في عام 1398 قبل الميلاد، وكان والدها كاهنا إقليميا من أخمين، ويقال إنه كان سيدا لخيول البلاط الملكي، وكانت والدتها خادمة لأم الملكة موتيمويا، لذلك نشأت تي في القصر الملكي وكان لديها أخ واحد، هو آمين، الذي تولى فيما بعد منصب والده وأصبح في نهاية المطاف رئيس كهنة أخمين.
تزوجت تي من أمنحتب عندما كان أميرا، ويعتقد أنها كانت تبلغ من العمر 11 أو 12 عاما فقط في ذلك الوقت، وعندما اعتلى أمنحتب الثالث العرش، صعدت هي أيضا معه إلى قمة العرش، ومنذ بداية حكم زوجها، كانت الملكة ذات قوة كبيرة في المحكمة؛ حيث كانت ذكية ومثابرة، كما أنها أول ملكة مصرية تحمل اسمها في الأعمال الرسمية.
تي الملكة وزوجة الملك
كان عهد أمنحتب الثالث فخما مزدهرا، وكانت مصر أقوى وأغنى أمة في المنطقة، إن لم يكن في العالم بأسره، ولذا كان للملك الحرية في إنفاق هذه الثروة في بناء قصر كبير رائع الجمال لملكته في ملكاتا، وعاشت أسرة الملك هناك حتى أنجبت 6 أطفال، وهم تحتمس، وأمنحتب الرابع، وحنوتانيب، وإيزيس، ونبيتة، وبكتاتن، وبينما كان أمنحتب مشغولا بشؤونه الخاصة، عملت الملكة بلا كلل مع المسؤولين والكتبة الذين يشرفون على الجوانب الإدارية لمصر.
توفي تحتمس في وقت مبكر من حياته، وأعلن أمنحتب الرابع (المعروف لاحقا باسم أخناتون) وريثا للعرش بعد وفاة والده، وعلى الرغم من أن الملكة كانت تستمتع بالحياة المنزلية مع عائلتها، لكنها كانت متورطة أيضا في شؤون الدولة، وبالإضافة إلى الألقاب المعتادة للملكة، مثل الأميرة الوراثية أو سيدة الأرضين أو زوجة الملك العظيم، كانت تعرف أيضا باسم عشيقة مصر العليا والسفلى وعشيقة الأرضين.
تتضح أهمية الملكة في أنها صورت في التماثيل بنفس ارتفاع زوجها، حيث إنه في السابق، في تمثال دياد الذي يمثل الفرعون وملكته، كان الملك أطول بكثير ليرمز إلى قوته ومكانته العظمي، ومن النقوش والرسائل التي عثر عليها في تل العمارنة، يتضح أنها أيضا كانت متساوية مع زوجها في جميع النواحي حتى إنها التقت بكبار الشخصيات الأجنبية، ووجهت السياسات الداخلية والخارجية لمصر.
والدة الملك
أخذت الملكة لقب والدة الملك عند صعودها إلى عرش ابنها أمنحتب الرابع، وفي البداية حكم أمنحتب من ملكاتا واستمر في سياسات والده، ولكن في السنة الخامسة من حكمه، ألغى الدين القديم لمصر، وأغلق المعابد، وأعلن نظاما جديدا يقوم على عبادة الإله الحقيقي الواحد آتون، وغير اسمه إلى أخناتون وبنى مدينة جديدة مع قصر أكبر على أرض كانت مهجورة في وسط مصر، والتي أطلق عليها اسم أختاتون.
خلال فترة حكم إخناتون، تم تصوير الملكة في دور جدة جالسة مع الأطفال الملكيين لابنها وزوجته نفرتيتي، لكنها استمرت في لعب دور مهم في الحياة السياسية في مصر، ويعتقد أن مثالها كان بمثابة نموذج لزوجة ابنها، حيث تمتعت نفرتيتي بنفس المكانة التي تتمتع بها والدة زوجها الملك، وخدمت المحكمة بنفس الصفة، والأهم من ذلك أنها اعتنت بشؤون الدولة عندما كان زوجها مشغولا أو مشتتا عن واجباته.
وفاة الملكة وإرثها
لا يعرف العلماء تحديدا متى ماتت، ولكن الراجح أنها توفيت في حوالي العام الثاني عشر من حكم أخناتون، أي في العام 1338 قبل الميلاد، حيث إن اللوحة والنقش على قبر هويا هو آخر ذكر معروف لها ويرجع إلى تلك السنة، وينظر البعض إلى وفاتها على أنها تزامنت مع فقدان أخناتون الواضح لاهتمامه بالشؤون الخارجية، وربما أثر حزنه على فقدان والدته على انسحابه، ومع ذلك، فقد قيل أيضا إنه ربما لم يكن لديه أي اهتمام طوال الوقت وترك شؤون الدولة لوالدته ونفرتيتي.
يبدو أن الملكة دفنت أولا في قبر إخناتون ثم أعيد دفنها في قبر زوجها أمنحتب الثالث، وتم اكتشاف موميائها الفعلية من قبل عالم الآثار فيكتور لوريت عام 1898 م في قبر أمنحتب الثاني، وتم التعرف على موميائها لأول مرة باسم “السيدة العجوز”، ولم يتم اكتشاف أنها هي الملكة تي إلا في وقت لاحق، عندما ظهرت المزيد من المعلومات عن عهد أخناتون، تم التعرف عليها بالاسم.