ماري أنطوانيت، ملكة اشتهرت بجمالها وذكائها، وزوجة الملك لويس السادس عشر، ولكنها وصمت بالفساد والبطش، وأصبحت غير مرغوب بوجودها على عرش فرنسا، الأمر الذي شكل أزمة كبيرة لشعب باريس.
ويقف موقع قل ودل عند ماري أنطوانيت الملكة التي قادت فرنسا إلى الثورة…
من هى ماري أنطوانيت؟
ماري أنطوانيت، من مواليد عام 1755 فى فيينا، وانتقلت منها إلى فرنسا عام 1770 لتتزوج من وريث عرش فرنسا الملك لويس السادس عشر، وكانت حينها فى الرابعة عشر من عمرها وكان لويس فى الخامسة عشرة من عمره، وهي ابنة امبراطور النمسا فرانسيس الأول وزوجته الإمبراطورة ماريا تيريزا.
وأنجبت ماري من لويس بعد 8 سنوات من زواجهما، أول أبنائها يوم 19 ديسمبر 1778، بابنتها ماري تيريز.
ماري سطحية التفكير
كانت ماري أنطوانيت رمزًا للجمال والأناقة، إذ كانت تعتبر من أجمل نساء القرن الثامن عشر، وكانت ماري تعاني من سطحية التفكير نتيجة لتعليمها المتوسط، مما جعلها تجهل أهمية الأمور السياسية الخاصة بالدولة وكان لا تنظر لها بعين الاعتبار، لأن عقلها كان لا يدرك أو يستوعب أهمية تلك الأمور.
قوة شخصية ماري أنطوانيت
تمتعت ماري أنطوانيت بشخصية قوية رغم محدودية فكرها، وذلك على العكس من شخصية زوجها الذي كان ضعيف الإرادة، فكانت تسيطر على المملكة إبان فترة حكم زوجها، الذي تولى مقاليد الحكم بشكل رسمي يوم 10 مايو 1774 عقب وفاة والده لويس الخامس عشر، ومن خلال شخصيتها استطاعت سلب جميع الأموال من زوجها وإنفاقها على أزياءها.
ملذات ماري الشخصية
أشتهرت ماري أنطوانيت، بأنها من ضمن النبيلات، والملكات الشابات الشهيرات، بإقامة الحفلات الفاخرة والتمثيليات المسرحية وسباق الخيول والمقامرة، كما كانت سببًا رئيسيًا في إفساد البلاط الملكي الفرنسي، بسبب إنفاقها لكل أموال الدولة على ملذاتها الشخصية، وبالتالى أصبحت شخصية مكروهة من الشعب، وعلى الرغم من ذلك كانت النساء تقلد أزياءها.
عن الموضة والأناقة
عرض المعرض المقام في الـكونسييرجوري، آخر أيّام الملكة التي ظلّت على شموخها وأنفتها وجبروتها حتّى في أكثر أيّامها قتامةً وبؤساً، فيُقال إنّها قصّت شعرها بنفسها عند صدور الحكم بحقّها، كما أنّها رفضت التحدّث إلى الكاهن الذي تمّ إرساله ليرافقها إلى مكان إعدامها في ساحة الثورة، كما عرضت فساتينها وأزياءها ومجوهراتها وتسريحاتها.
الإرث الثقافي لم ينس ماري
كما أن الإرث الثقافي العالمي، لم ينس ماري أنطوانيت بل ظهرت في مؤلّفات وروايات لـ”ستيفان زفايج” و”غوته” و”دوما” وغيرهم، كما أُخرِجت أفلام سينما حول حياتها قد يكون أبرزها فيلم صدر العام 1938 تؤدّي فيه نورما شيرر دور ماري أنطوانيت، وفيلم صوفيا كوبولا الذي ظهر العام 2006 والذي تؤدّي فيه كيرستن دنست دورها.
ماري أنطوانيت والثورة الفرنسية
ماري أنطوانيت تعتبر ملكة فرنسية سبقت فترة اندلاع الثورة عام 1789 التي أسفرت عن انهيار نظام الملك لويس السادس عشر وإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية.
وفي عام 1789، قامت الثورة الفرنسية، وتم اقتحام سجن الباستيل يوم الرابع عشر من شهر يوليو، وبعد سنوات قليلة وتحديدا فى الـ20 يونيو 1791، أقنعت مارى زوجها بالهروب من باريس وخرجت العائلة الملكية متنكرة فى عربة متجهة للحدود الشرقية لفرنسا، ولكن تم التعرف عليهم وتم إيقاف الملك والملكة وأعيدا تحت الحراسة إلى باريس، وأدى هروب لويس وماري إلى زيادة فقدان ثقة الشعب بهما.
وكانت ماري من أكثر الملكات المكروهات في العالم حتى الآن، لأنها كانت معارضة لكل أهداف الثورة الفرنسية، كما تآمرت على ثوار فرنسا حتى تحصل على الدعم العسكري من أوروبا لمواجهة مطالبات الثوار.
علاقات بين النمسا وفرنسا
واجهت ماري عددا من الاتهامات، أهمها أنها عملت جاسوسة لدى دولة النمسا، وذلك من أجل الحصول على المساعدة من الخارج، وحينما بدأت الحرب مع النمسا وبروسيا فى عام 1792م، اتهمت بافشاء أسرارًا عسكرية إلى الأعداء، وارتاب الشعب فيها وأيقن أنها مذنبة.
تهم قادتها للإعدام
بجانب اتهامها بالجاسوسية، وتآمرها على المتظاهرين، شكك الشعب الفرنسي، في شرعية أبنائها وتحدثوا عن خيانتها الزوجية، ووجه لها عدد كبير من الفرنسيين تهمة بالإسراف والتبذير في الإنفاق وإفراغ خزائن البلاد وتجويع الشعب.
وعقب سقوط الباستيل يوم 14 يوليو 1789، وقيام الجمهورية عام 1792، ساقت مثل هذه التهم الملكة السابقة ماري أنطوانيت نحو المقصلة حيث أعدمت يوم 16 أكتوبر 1793، فى ساحة الكونكورد، وفارقت الحياة عن عمر يناهز 37 سنة.
ويذكر أن حكم الإعدام جاء بعد تقيدها في عربة مكشوفة دارت بها فى شوارع باريس حيث رماها العامة بالأوساخ وكل ما يقع تحت يدهم، وقصوا شعرها الطويل ثم وضعوا رأسها الصغير فى المكان المخصص فى المقصلة التى أطاحت برأسها، كان عمرها 38 سنة حين أعدمت.
ماري وثورة الجياع
ومن ضمن التهم التي نُسبت لماري أنطوانيت، وساهمت في تشويه سمعتها بكتب التاريخ، يذكر كثيرون قصة مقولة “دعهم يأكلون الكعك” (Let them eat cake) والتي برزت بالمصادر الفرنسية بشكل أدق تحت كلمات”، وانتشر أن تلك الكلمات قد ارتبطت بماري، عندما علمت بانتشار المجاعة وتفشي الفقر بين الفرنسيين وعدم قدرتهم على شراء الخبز، وقيام ثورة الجياع.
كما أن مسألة عقدها الألماسيّ الذي بلغت قيمته آنذاك 2،000،000 ليرة فرنسيّة أي ما يزيد على 14 مليون دولار في يومنا الحالي، مسألة أساسيّة في انقلاب الشعب ضدّها على الرغم من براءتها.
هل ماري تستحق كل هذا التشويه؟
فى كتاب المفكر الكبير جان جاك روسو، باسم “الاعتراف”، والذي سجل فيه السيرة الذاتية، تحدث عن واحدة من النبيلات، وذكر الجملة الشهيرة “إذا لم يكن هناك خبز للفقراء.. دعهم يأكلون كعكا”، وقد ربط الناس هذه المقولة بالملكة مارى أنطوانيت رغم أن “روسو” لم يذكر اسمها، ولا يوجد دليل على ذلك.
خاصة أن “روسو”، قام بكتابة هذه السيرة عام في حدود العام 1767 ونشره عام 1782، ولكن أثناء فترة إتمام كتابة هذه السيرة، لم يكن سن ماري قد تجاوز 12 عاما وكانت لا تزال حينها بفيينا.