يزخر العالم القديم بمظاهر تطور لم تكن عادية، فما بين تقدم في شتى مجالات السياسة والفلسفة وبالطبع العمارة، نشاهد إبداعات تتجسد على أرض الواقع في صورة آثار تاريخية، نكشف عن أبرزها في تلك السطور.
معبد بوسيدون
يعد هذا المعبد من ضمن مجموعة آثار تاريخية تزين دولة اليونان منذ قديم الأزل، حيث أسس في عام 444 قبل الميلاد في خليج سونيون بالنظام الدورسي الشهير في اليونان القديمة، وعلى بعد 70 كم من أثينا، علما بأن المعبد تعرض للكثير من التحديات التي تسببت في هدمه لأكثر من مرة، ليبقى المعبد الموجود حاليا مبنيا على بقاياه، كشاهد على حضارة ممتدة منذ آلاف السنين.
مزار دلفي
لا يمكن التحدث عن اليونان القديمة بما تحتوي عليه من آثار تاريخية عريقة، من دون أن نشير إلى مزار دلفي الساحر، والذي يوجد أعلى جبل برناسوس ليكشف للجميع عن تعدد مميزاته، حيث يحتوي المزار على عدد من المسارح والمعابد وكذلك الآثار والكنوز التاريخية، فيما توفر زيارته فرصة التنقل بين نفس الطرق التي سار فيها لاعبو الألعاب البيثية التي اشتهرت بها اليونان منذ آلاف السنين.
موقع فستوس
يحيط الغموض بموقع فستوس الأثري باليونان، والذي يحتوي على قصر الإمبراطور مينوس، الرجل الذي يعود له الفضل في تأسيس الحضارة المينوسية، والتي وإن ظهرت منذ قرون طويلة قبل الميلاد، فإن العلماء لم يتمكنوا حتى وقتنا هذا من اكتشاف الكثير من الأسرار بشأنها، ليبقى مثالا على غموض أركان العالم القديم.
معبد أبولو إيبكوريوس
في واحدة من الأماكن المرتفعة بمنطقة أركاديا، يوجد معبد أبولو إيبكوريوس اليوناني والذي يمكنك أن تشاهد من موقعه شتى المناطق المحيطة به، فيما أسس في القرن الخامس قبل الميلاد باعتباره الدليل الأقدم على وجود النظام الكورنيثي في العمارة.
قوس قسطنطين
يحظى قوس قسطنين الروماني المعروف باسم قوس النصر، بمكانة خاصة لدى الشعب الإيطالي، ليس فقط بسبب مظهره المميز بالقرب من الكولسيوم، وحجمه العملاق الذي يجعل منه القوس الأكبر في الإمبراطورية الرومانية، بل كذلك لأنه يخلد ذكرى انتصار قسطنين على ماكسنتيوس، في واحدة من المعارك الشهيرة التي شهدتها روما القديمة في سنة 312.
قصر دقلديانوس
في دولة كرواتيا، وتحديدا في مدينة سبليت القديمة، تم تأسيس هذا القصر الفاخر ليكون مخصصا للإمبراطور الروماني في القرن الرابع الميلادي، الملك دقلديانوس، ليحمل القصر اسمه، ويعد واحدا من ضمن آثار تاريخية مميزة في كرواتيا، بفضل تصميمه المذهل وكذلك قدرته على تحمل تغيرات الزمن بكل صمود.
مكتبة سيلسوس
تمتد إبداعات الحضارة الرومانية القديمة لتركيا، لتتمثل في مكتبة سيلسوس التي بنيت في عام 117 لتكون بمثابة مقبرة أو نصب جنائزي لنائب آسيا قديما، تيبيريوس يوليوس سيلسوس، فيما يمكن لتلك المكتبة أن تتسع لأكثر من 12000 من الزخارف والمخطوطات، لتصبح من أغنى مكتبات العالم القديم.
معبد بعلبك
تتعدد الأسباب التي تجعل من معبد بعلبك الموجود في لبنان حاليا، واحدا من آثار تاريخية ذات خصوصية لا جدال فيها، إذ يعتبر شاهدا على ثقافات دينية مختلفة، من بينها الديانة الفينيقية القديمة والديانة المسيحية، بل وتعبد فيه المسلمون بعد عام 637، ليشكل مجموعة من الاختلافات التي طرأت على لبنان منذ القدم.
مسرح إبيداوروس
عودة إلى اليونان القديمة، وتحديدا إلى مدينة إبيداوروس التي سمي تيمنا بها مسرح إبيداوروس القديم، حيث أسس في الفترة بين 340 و330 قبل الميلاد، بمساحة شاسعة حينها، ليشهد الكثير من المسرحيات والأغنيات والرقصات، كما قدم العروض التي تنوعت بين الدراما والكوميديا من أجل إمتاع 14 ألف مشاهد تقريبا، هي السعة الرسمية لهذا المسرح اليوناني العريق.
موقع موكناي
من بين آثار تاريخية زينت أرض اليونان القديمة والعالم القديم بأسره، يوجد موقع موكناي الأثري الذي يجسد فترة انهيار العصر البرونزي، فيما يحتوي على بعض المعالم المذهلة، من بينها بوابة الأسد باعتبارها المدخل الرئيسي لقلعة مايسينيه، علما بأن هذا الموقع التاريخي يوجد على بعد 90 كم تقريبا من العاصمة الحالية أثينا.
في كل الأحوال، تبقى آثار العالم شديدة التعدد والانتشار في شتى بقاع الأرض، إلا أن تلك المجموعة المختارة تعتبر من بين آثار تاريخية هي الأشهر والأكثر قدرة على تحمل تبعات الزمن، بكل صلابة وشموخ.