توجد قلعة بام الأثرية في مدينة إيران، وتحديدا في جنوب مدينة طهران، وتعد أكبر مبنى طيني في العالم، وتعود قلعة أرغو بام إلى حقبة ما قبل الإسلام، وهي مبنية من الطوب الطيني غير المجفف في الأفران.
ويرصد موقع قل ودل القصة الكاملة لقلعة بام أكبر مبنى طيني في العالم…
أين تقع قلعة بام؟
تقع قلعة بام على الحافة الجنوبية من الهضبة الإيرانية، على بعد ألف كيلومتر جنوب شرق إيران بالقرب من حدود باكستان في محافظة كرمان بمدينة طهران، وتعد من أهم معالم التراث العالمي.
معلومات حول قلعة بام
ترتفع قلعة بام حوالي 1060 مترا فوق مستوى سطح البحر، في وسط واد تطل عليه من الشمال جبال “كَفُت” ومن الجنوب جبال “ألبرز، ويشكل هذا الوادي منظر ثقافيا هاما لمنطقة بام الأثرية.
وتمتد القلعة على طول 300 متر وعرض 200 متر، وهي مثال على البناء المدني في إيران قبل الحقبة الإسلامية، وتحديدا في الألفية الثالثة قبل الميلاد.
عمليات حصار على القلعة
تعرضت القلعة لعدد من عمليات الاجتياح والحصار، والتي دُمرت وأعيد بناؤها مرات عدة كان آخرها في عهد السلالة الصفوية من القرن 16 إلى القرن 19، في حين يعود بعض أبنيتها إلى القرنين الـ11 والـ12 ولا تزال قائمة حتى الآن.
28 برج مراقبة
قلعة بام مزودة بـ28 برج مراقبة، وتشبه في تصميمها قصرا أوروبيا من القرون الوسطى، ويميزها اختلاف وحيد وهو أن القصور الأوروبية مصنوعة من الحجارة، بينما صنعت قلعة بام من مزيج من القش وحجر الصلصال الطيني، وتعد القلعة بذلك قلعة صحية غير إسمنتية وغير ضارة بالبيئة.
سكان المدينة القديمة
في الماضي، أقام في مدينة بام القديمة عدد من السكان تراوح عددهم بين 9 آلاف و13 ألف شخص، إلى أن هجرها سكانها في مطلع القرن 20، في حين يظل بعض الحرفيين وباعة القطع التذكارية لا يزالون يشغلون منازل قليلة فيها.
زلزال يضرب القلعة
بتاريخ 26 ديسمبر 2003، ضرب زلزال عنيف منطقة بام بقوة بلغت 6.3 درجة، فتسبب في دمار القلعة أيضا، ليتم إعادة بناء جزء كبير منها بعد حوالي 10 سنوات، وكان لهذا الزالزل الأثر السلبي على حركة السياحة بالقلعة وبالمنطقة ككل.
وتمت إعادة البناء من خلال ورشة خصصتها منظمة اليونسكو لإحياء الآثار والتراث، من خلال مجموعة من المهندسين المشرفين على ترميمها، والذين عاملوا جاهدين على محاولة إعادتها مرة أخرى.
لن تعود القلعة كما كانت
أدرك المشرفون والمهندسون أن قلعة بام لم تعود كما كانت قبل الزلزال، حيث قال أفشين إبراهيمي المسؤول عن أعمال الترميم في منظمة التراث الثقافي الإيراني: “نحن لا نسعى إلى إعادة بناء القلعة على النحو الذي كانت عليه تماما قبل الزلزال، فهذا الأمر لا يمكن تحقيقه”، موضحا “بعض الأجزاء من القلعة سيعاد بناؤها بشكل مختلف، وأن أجزاء أخرى ستبقى على ما كانت عليه”.
مجهودات منظمة اليونيسكو
عمل في الورشة التي خصصتها منظمة اليونيسكو حوالي 130 شخصا يوميا، من بينهم عشرون متخصصا إيرانيا وأجنبيا من اليابان وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، وقد ساهمت اليابان من خلال المنظمة بمعدات وتجهيزات خاصة وصلت قيمتها إلى نصف مليون دولار.
خرائط ثلاثية الأبعاد
يعمل الخبراء اليابانيون مستندين إلى خرائط ثلاثية الأبعاد، أما الفرنسيون والإيطاليون فيدرسون إمكانية صناعة الطوب من الوحل الجاف والإسمنت ليكون أكثر مقاومة للزلازل، ليبقى هذا العمل مهددا كل لحظة، ما إذا هطل المطر وأصاب أحد الجدران، يتعيّن إعادة البناء والعمل عليه.
قلعة بام تعود من جديد
تمكنت اللجنة من إعادة بناء القلعة، وأصبحت من أشهر المعالم السياحية، مع التشديد على ضرورة الحفاظ عليها وترميمها، ما كان له الأثر الإيجابي عند السكان الذين أصيبوا بالذعر بعد الزلزال الذي أودى بحياة ما بين 26 ألف نسمة و32 ألفا.
قائمة التراث المعرض للخطر
كانت القلعة قد أدرجت على قائمة التراث العالمي في عام 2004 وذلك بعد وقت قصير من الزلزال القوي الذي ضرب المكان واقتضت الأضرار التي نجمت عن هذا الزلزال إدراج الموقع على قائمة التراث العالمي المعرّض للخطر.
وفي يونيو من عام 2013، سحبت “منظمة اليونسكو” هذه القلعة من قائمة المواقع المهددة، معتبرة أنها باتت في وضع آمن، ويأمل سكان بام أن ينعكس ذلك إيجابا على الحركة السياحية في مدينتهم، التي تأثرت كثيرا وبشكل واضح بالزلزال.