ربما يبدو تخيل غوص البشر في نوم عميق لمدة 1000 سنة، وكأنه جزء من فيلم خيالي مذهل، إذ يؤدي ذلك دون شك إلى مواجهة البيئة لمتغيرات جذرية، تبدو إيجابية أحيانا وسلبية في أحيان أخرى، ما نوضحه عبر الإجابة عن هذا الوضع الافتراضي بما يحمل من الفوضى وربما التطور في تلك السطور.
عودة الغابات للحياة بقوة
يرى الخبراء أن الغابة الممطرة المدمرة، تحتاج في ظل وجود الإنسان لنحو 4000 سنة كاملة من أجل استعادة كل مميزاتها السابقة، فيما يختلف الأمر كثيرا في حال نوم البشر لسنوات أقل من السابق ذكرها، حيث تتعافى الغابات سريعا وتعود الأشجار لحالتها الطبيعية في غضون فترة ليست بالطويلة، علاوة على أن أعداد الحيوانات سوف تتضاعف في الغابات، في ظل وفرة الأطعمة التي تحتاجها، لتعود الغابات بقوة في غضون 160 سنة تقريبا.
انهيار المباني
بينما تشيد الكثير من المباني للاستمرار دون أزمات على مدار نحو 30 سنة فقط، قبل أن يتطلب الأمر خضوعها للصيانة بعد مواجهة التشققات وتسرب المياه وغيرها من الأمور المعتادة، فإن نوم البشر وخلو الأرض من أعمال الصيانة المطلوبة يكشف عن كون انهيار المباني هو مسألة وقت ولا أكثر، لنكتشف حينها أن المباني الوحيدة التي نجحت في البقاء لنحو 1000 سنة دون انهيار، هي تلك المكونة من الأحجار.
الفوضى
من المؤكد أن نوم البشر جميعا ولو ليوم واحد فقط، يعني بدء مواجهة بعض محطات الطاقة والوقود للأعطال بصورة تدريجية، ليعم الظلام العالم في غضون فترة قصيرة، وتتعرض الأطعمة داخل الثلاجات لهجوم الحشرات بأحجامها المختلفة لاحقا، كل هذا بالإضافة إلى تعطل أنظمة المياه تحت الأرض، ليواجه العالم فيضانات عارمة تؤدي به إلى أحد أشكال الفوضى غير المسبوقة.
انقراض بعض الحيوانات
تواجه بعض الحيوانات الأليفة، وتحديدا الكلاب الأصغر حجما، شبح الانقراض في حالة نوم البشر لسنوات طويلة، إذ تضطر إلى مغادرة منازل أصحابها للكفاح من أجل نيل الطعام، وهو أمر يبدو معقدا بالنسبة إليها مقارنة بالكلاب الأكبر حجما، أو بالكلاب البوليسية، الأمر الذي ينطبق على الكثير من الحيوانات الأليفة الأخرى.
اختفاء المعالم الأثرية
ربما لن تتعرض المعالم الأثرية للسرقة في حالة نوم البشر، إلا أنها قد تختفي عن الأنظار أيضا والسبب هو تعرضها لخطر التآكل، لذا فإن بدت المعالم المصنعة من الذهب هي الأكثر قدرة على الاستمرار دون أزمات، فإن أيا من المعالم الأخرى سوف يتعرض للانهيار عاجلا أم آجلا، وخاصة في ظل انتشار التلوث البيئي الذي لن يؤدي نوم البشر إلى مقاومته بالدرجة المطلوبة.
غرق بعض المدن
يمكن للمدن الكبرى مثل أمستردام أن تحمي نفسها من الفيضانات، في ظل انتشار أنظمة الصرف والسدود والجسور لديها، ولكن ماذا عن نوم البشر وعدم قدرتهم على إدارة تلك الأنظمة لنحو 1000 سنة؟ تبدو الإجابة واضحة حينها، حيث تتمثل في غرق أغلب المدن العالمية، وخاصة وأن مستوى المياه سوف يرتفع بوضوح مع حلول عام 2070.
الحاجة للتعلم من جديد
نوم البشر لألف سنة، يعني ضرورة قيام الإنسان بتعلم الكثير من المهارات المناسبة للوضع الحالي بعد الاستيقاظ من تلك الغفلة الطويلة، إذ يواجه حينها كما هائلا من الحيوانات التي سيطرت على الكوكب لعقود طويلة، فيما يحتاج لمعرفة كيفية الحصول على الطعام بالطرق التي كانت متاحة في العصور القديمة، علما بأنه قد يستفيد من القدرات التكنولوجية التي وصل إليها من قبل، ليبدو من المؤكد أن تعاون البشر هو ما سيؤدي إلى مواجهة الفوضى المتوقعة وإحكام سيطرتهم على الأرض من جديد بنجاح.