كان كارولي تاكاكس رقيبا بالجيش يحلم بالمشاركة في الأوليمبياد، ليستفيد من قدراته المبهرة في الرماية، قبل أن يواجه بعدد من الصعوبات، فبداية من قواعد مجحفة، ونهاية بإصابات بالغة، كادت أن تذهب أحلامه للسراب، لولا تمتع هذا الرجل بإرادة حديدية، جعلت منه بطل قصة اليوم.
أحلام بعيدة المنال
كانت مجرد أحلام خيالية تلك، التي كان يفكر فيها كارولي، إذ كان رقيبا بالجيش المجري في عام 1936، ويرغب في المشاركة بالأوليمبياد المقامة في نفس العام، وهو الأمر غير المسموح به حينها، إذ كانت قواعد الأوليمبياد في تلك الفترة، تسمح للضباط فقط بالمشاركة في هذه الفعاليات الكبرى.
لذا اصطدم طموح كارولي سريعا بهذه القواعد المجحفة، التي حرمته من الانضمام لأوليمبياد تلك السنة، على الرغم مما يتمتع به من مهارة فائقة في الرماية وإطلاق النار، وفقا لسجل مشاركاته المحلي.
المثير أن حلم كارولي بأن يصبح لاعبا أوليمبيا، والذي كان قد بدأ يتلاشي مع مرور الوقت، عاد للتوهج من جديد، بعد أن تم إلغاء العمل بهذه القاعدة، ليسمح للرجل بأن يشارك بداية من أوليمبياد 1940.
عودة الأمل وضياعه من جديد
قابل كارولي فرصة اللعب في الأوليمبياد بحماس شديد، جعله يحرص على التدرب أوقاتا طويلة، ليكون على أتم استعداد لتحقيق حلمه الذي أصبح على بعد عامين وحسب.
ولكن شاء القدر أن تأخذ الأمور اتجاها آخر، حيث تعرض كارولي في عام 1938 لإصابة شديدة، جراء انفجار قنبلة صغيرة كان يعمل على تعطيلها، كلفته خسارة جزء من ساعده الأيمن، والذي كان بمثابة رأس ماله الحقيقي، الذي كان يعول عليه لتحقيق أهدافه.
بطل يبهر الجميع
في تلك اللحظة، كان أمام كارولي خيارين، إما أن يستسلم للواقع الذي يؤكد استحالة عودته لرياضته المفضلة من جديد، وإما أن يأخذ ذلك الطريق المستحيل، ويبدأ في التدرب باليد اليسرى، وهي الطريق التي لم يفكر كارولي في غيرها.
فعاد بالفعل للتدرب سرا، بعد أن خرج من المستشفى، ليفاجئ أبناء بلدته في عام 1939 بعودة قوية، كانت أولى نتائجها تحقيقه لبطولة المجر الوطنية للرماية في نفس العام.
هنا كان حلم الأوليمبياد بالنسبة لهذا المقاتل في قمة ثورته، لذا فبالرغم من عدم إقامة الأوليمبياد في عامي 1940 و 1944، نتيجة اشتعال الحرب العالمية الثانية، إلا أن كارولي ظل متمسكا بآماله، حتى تحققت في النهاية بأوليمبياد سنة 1948، والتي شارك فيها على الرغم من إعاقته، قبل ظهور الدورات البارالمبية.
حينها لم تكن مشاركة كارولي عادية تماما، بل حقق خلالها الميدالية الذهبية بجدارة، قبل أن يعود ويكرر نفس الإنجاز في أوليمبياد سنة 1952، في مفاجأة أبهرت العالم، وأثبتت للجميع ما يتمتع به هذا الرجل من إرادة فولاذية، جعلته ينتصر أمام كل الصعاب، ليصبح بطلا أوليمبيا من حديد، اسمه كارولي تاكاكس.