لا ينحصر دور المرأة في عملها كربة منزل فقط، وهو ما استطاع بعض النساء إثباته عبر التاريخ، حيث تأتي اختراعات النساء عبر عقود، لتبرهن على قدرتهن على تغيير العالم نحو الأفضل.
برمجة الكمبيوتر
ولدت أدا لوفليس عام 1815، وهي ابنة الشاعر اللورد بايرون، وعند بلوغها الـ17 من عمرها أصبحت صديقة للمخترع تشارلز باباج الشهير بـ”أبو الكمبيوتر”، لم تكن لتهوى الرياضيات والبرمجيات لولا جهود والدتها، وتشجيعها الدائم لها.
وبحلول عام 1843، قامت لوفليس بترجمة مقال فرنسي لمعلمها، أضافت إليه بعض ملاحظاتها الخاصة، التي كانت تعادل 3 أضعاف المقالة الأصلية، الأمر الذي أدى إلى نشر عملها وتقييمه، والذي كان يدور حول كيفية برمجة جهاز الكمبيوتر لاستخدام الأحرف والأرقام، مما جعل اسمها يخلد في التاريخ ضمن قائمة اختراعات النساء، كأول مبرمجة كمبيوتر.
إشارات الانعطاف
تعد فلورنس لورنس أول نجمة سينمائية في العالم، كما أنها من أبرز النساء اللاتي خُلدت اختراعاتهن في التاريخ، حيث إن مساهمتها لم تنحصر في الشاشة الكبيرة فقط، لكنها أيضا قامت بتصميم أول إشارة انعطاف في التاريخ، إذ كانت من عشاق السيارات، واهتمت بجميع التفاصيل الخاصة بها على مدار حياتها، وعلى الرغم من أنها لم تحصل على براءة اختراع في ذلك الوقت، إلا أنها اخترعت أيضا إشارات المكابح “الفرامل”، التي ترتفع وتنخفض عندما يضغط السائق على مكابح السيارة.
غسالة الأطباق
لم يكن مخترع أول غسالة أطباق مهندسا، أو رجلا ناجحًا تجاريًا، لكنها كانت ربة منزل وسيدة تدعى جوزفين كوكران، والتي كانت تعاني من كسر خادمتها للأطباق باستمرار أثناء غسلها، الأمر الذي جعلها تفكر في طريقة أسهل لتنظيفها دون اللجوء لخادمتها.
هكذا وبحلول عام 1886 حصلت جوزفين على براءة اختراع، حيث قامت باختراع غسالة أطباق تعمل بمحرك في كوخ صغير خلف منزلها، الأمر الذي لقي إعجاب كثير من شركات تصنيع الأجهزة الكهربائية، مما دفعهم إلى تطوير اختراعها وبيعه للمطاعم والفنادق، حتى وصلت غسالة الأطباق إلى كل منزل عصري تقريبا في وقتنا الحالي.
كاميرات المراقبة
كانت ماري فان تعمل ممرضة في ستينيات القرن الماضي، وقد انتابها القلق الشديد حول منزلها الشاغر في نيويورك، نتيجة أوقات عملها وزوجها فني الإلكترونيات ألبرت براون، مما جعل منزلهم عرضة للسرقة والمحتالين على مدار اليوم، الأمر الذي دفع ماري إلى الاستعانة بزوجها لمساعدتها في إنشاء نظام أمن، حيث قاما معًا بتسجيل براءة اختراع لأول نظام يحتوي على كاميرا تقوم بتمشيط المنطقة حول المنزل، وإرسال فيديو مباشر إلى التلفزيون بداخله، بالإضافة إلى اختراع ماري لأجهزة صوتية ثنائية تسمح لمالك المنزل بالتحدث إلى من بداخل المنزل أثناء عدم تواجده.
نموذج الحمض النووي
في حين ينسب اختراع الخيوط الحلزونية المزدوجة للحمض النووي، إلى جيمس واتسون وفرانسيس كريك، إلا أن السيدة روزاليند فرانكلين كانت أول من مهد الطريق لنتائجهم التي توصلوا إليها، حيث قامت عالمة الكيمياء الفيزيائية روزاليند بتصميم أول آلة لالتقاط الصور، التي من شأنها إظهار شكل الحمض النووي، وكان ذلك في عام 1952، وتعرف هذه الصورة الآن باسم الصورة 51.
حفاضات الأطفال
كغيرها من النساء كانت تعاني ماريون دونوفان من تسريب الحفاضات القماش، التي كانت تتسبب في ظهور طفح جلدي لأطفالها، بالإضافة إلى طريقة غسلها الشاقة، وهو ما جعلها تفكر في حل لمعالجة مشكلة التسريب، حيث قامت بصنع حفاضات قابلة لإعادة الاستخدام عن طريق إعادة تدوير قماش المظلات النايلون، والتي احتفظت به مع بعض اللاصقات البلاستيكية سهلة النزع.
وقد حصل تصميمها على براءة اختراع في عام 1951، مما جعل اسمها يدرج ضمن قائمة اختراعات النساء، ولكنها قامت بعد ذلك ببيع الحقوق مقابل نحو مليون دولار، واتجهت إلى تصميم الحفاضات التي يمكن رميها والتخلص منها، وقد استعانت في تصميمها بنوع من الورق المقوى، الذي من شأنه التخلص من الرطوبة والبلل بدلا من تثبيتها على جلد الطفل، مما يساعد على حماية بشرته لفترة أطول، ولكن الفكرة لم تنل إعجاب المسؤولين التنفيذيين في شركة الورق مما أحبط اختراعها، إلى أن استعان “فيكتور ميلز” صاحب شركة بامبرز بفكرتها بعد عقد من الزمن.
اختراعات متعددة
لا تنحصر اختراعات النساء فيما ذكر أعلاه فقط، ولكن أيضًا كان لهن براءة اختراع في أشياء لا تخلوا منها منازلنا في وقتنا الحالي، حيث قامت السيدة مولر جيلبرث الحاصلة على درجتي الماجستير والدكتوراه في علم النفس، باختراع أول سلة مهملات ذات دواسة قدم، بالإضافة إلى أرفف باب الثلاجة وخرطوم تصريف مياه الغسالات، في محاولة منها لجعل الحياة المنزلية أسهل على النساء، الأمر الذي جعلها أول سيدة تنتخب في الأكاديمية الوطنية للهندسة.