تطغى مميزات الشخصية الاجتماعية على سلبياتها، إذ تتسم بحبها للغير، ودعمها للخير، وقدرتها على مساعدة الآخرين ورفع معنوياتهم، بالإضافة إلى بغضها لنقل الانتقادات غير السارة والأخبار السيئة، مما يجعل من يصاحبها يتمتع دائمًا بالسعادة والرضا عن جميع أمور حياته.
الشخصية الاجتماعية
هي الشخصية المحبوبة من أفراد عائلتها وزملائها في الدراسة أو العمل، وجميع المحيطين بها، لما تتسم به من بشاشة الوجه وحب الخير للغير، وقدرتها على الاستماع إلى الآخرين ومساعدتهم في حل مشاكلهم إذا لجؤوا إليها، بالإضافة إلى مرونتها في التعامل وقدرتها على الإطراء وتجميل كلماتها، إذ تكون بطبعها شخصية محبة للتفاعل، تميل إلى مشاركة الحديث مع الغير.
بمعنى آخر، هي الشخصية الودودة التي تفضل أن تكون محاطة بأكبر عدد من الأفراد، والتي تسلط عليها الأضواء في جميع المناسبات، لامتلاكها الكثير من الأصدقاء وحبها الدائم للتعاون والتعامل مع الآخرين، بالإضافة إلى حرصها على مشاركة مشاعر وأحاسيس الغير.
مميزات الشخصية الاجتماعية
لا تقتصر مميزات الشخصية الاجتماعية على كونها ودودة، محبة للجميع، بل تمتلك العديد من المميزات التي تنفرد بها بين أنواع الشخصيات الأخرى، وتتمثل هذه المميزات في:
شخصية دقيقة
من مميزات الشخصية الاجتماعية أنها دقيقة جدًا، تحب التفاصيل في جميع أمور حياتها، بالإضافة إلى طريقتها في وصف حدث معين، فعندما تريد سرد قصة أو إلقاء معلومة، تستشهد دائمًا بالمصدر الرئيسي للمعلومة، على سبيل المثال “ذكرت صحيفة ستار …”، بل من الممكن أيضًا أن تذكر من أين استدلت الصحيفة على المعلومة، خاصة عند الحديث حول مواضيع هامة.
لا تفضل التعميم
قد يستخدم الأشخاص الاجتماعيون بعض الكلمات بغرض التعميم، مثل “هم” أو “الناس”، ولكنهم في غالب الأمر لا يقومون بهذا الفعل عند الحديث حول شيء يتطلب إجابة محددة، أو عند إبداء رأيهم حول أمر قد يتسبب في إثارة القلق لمن حولهم، فهم حريصون دومًا على مشاعر الغير ولا يحبون أن يتسببوا في إثارة ذعر أي شخص.
ناقل للأخبار السعيدة
من أهم ما يميز الشخصية الاجتماعية أنها شخصية غير تشاؤمية، تبتعد قدر الإمكان عن جرح مشاعر الغير، لذا تفضل دائمًا نقل الأخبار السارة للآخرين، في محاولة لبث السعادة في قلوبهم، وعلى العكس فهي لا تفضل نقل الأخبار السيئة على الإطلاق.
هكذا نجد الشخص الاجتماعي لا يكلف نفسه عناء نقل أو تمرير بعض الانتقادات، حتى وإن تعرض لموقف يستدعي ذلك، إذ لا يهتم سوى بدعم الآخرين وجعلهم يشعرون بمزيد من الثقة في أنفسهم، وأنهم مرغوبون من كل من حولهم، حتى وإن كان العكس صحيحا، فهو شخص مهتم وحريص جدًا على جعل أي شخص آخر يشعر بأنه محبوب أو مرغوب فيه أكثر من جعله يشعر بأنه غير محبوب من قبل الآخرين، بمعنى آخر يحاول أن يجعل من حوله يفكرون بشكل أفضل في الآخرين.
شخصية قابلة للتغيير
غالبًا تكفي الإشارة فقط إلى بعض مميزات الشخصية الاجتماعية بأنها تفعل أشياء غير صحيحة، أو تتبع سلوكا غير سليم، ليصبح لديها دافع قوي للتغيير نحو الأفضل، فهي عكس الشخصيات الأخرى، بالأخص المعادية للمجتمع، والتي ترفض التغيير أو تحسين سلوكها نحو الأفضل، حتى وإن أعطت وعودًا للآخرين بمحاولة التغيير.
على صعيد آخر، ليست هناك حاجة إلى القوانين الجنائية الصارمة، أو العقوبات العنيفة، للسيطرة على الشخصيات الاجتماعية، عند ارتكابها إحدى المخالفات عن طريق الخطأ، فهي دائمًا تحرص على الالتزام بالقواعد والقوانين.
القدرة على التعافي
عندما تمرض الشخصية الاجتماعية، فإنها تسعى للتعافي سريعًا، ولا تلجأ إلى الكثير من العلاجات كما يفعل الغير، بل تحاول دائمًا التركيز على الجوانب التي ترفع معنوياتها وتجدد طاقتها، لتسترد عافيتها سريعًا، مما يجعل استجابتها للعلاج أيضًا سريعة، إن اضطرت إلى زيارة الطبيب، فهي تؤمن تمامًا بأن العامل النفسي له تأثير أقوى من الدواء.
القدرة على التأثير
غالبًا ما يكون الأصدقاء أو الزملاء الذين يعملون مع شخصية اجتماعية أصحاء وسعداء، وراضين عن مستقبلهم بنسبة كبيرة، إذ يستطيع الشخص الاجتماعي التأثير عليهم عبر نقله للطاقة الإيجابية التي يتمتع بها، والتي تساعد في تحسين صحة ومزاج الأشخاص الذين يعملون أو يعيشون معه.
حتى وإن لم يفلح في ذلك الأمر كثيرًا، فإنه على أقل تقدير لن يجعل أصدقاءه يعانون نفسيًا، أو يقلل من ثقتهم في أنفسهم، أو معنوياتهم، بل يسعى دائمًا لزيادة ورفع مشاعرهم المتمثلة في الشعور بالرضا، واستعدادهم للمثابرة والاستمرار في كل ما يفعلونه.
لا يحب المماطلة
لا يحب الشخص الاجتماعي المماطلة في عمله، أو أي أمر من أمور حياته، بل يفضل دائمًا الانتهاء سريعًا من المهام التي أسندت إليه، أو المشاريع المكلف بها، وإنجازها في أسرع وقت ممكن.
شخصية داعمة
من أهم مميزات الشخص الاجتماعي أنه شخص داعم، محب للخير، نجده دائمًا يسعى لمساعدة الجمعيات الخيرية، كذلك الأعمال البناءة المفيدة، أو التي تسعى للإصلاح بشكل عام، بينما يحاول بكل جهده أن يقف ضد الجماعات التي تسعى للإفساد في المجتمع.
تحترم الملكية
نادرًا ما نجد شخص حريص على احترام ملكية الغير، يرفض الاستغلال أو سرقة مجهودات غيره، ولكن الشخصية الاجتماعية تحترم الملكية بشكل كبير، إذ لا تسمح لنفسها باستغلال حاجة الآخرين لسرقة مجهوداتهم بالباطل، بل تدافع وتحاول قدر الإمكان منع حدوث ذلك الأمر من قبل أي شخص آخر.
اهتماماتها متعددة
يُعرف الشخص الاجتماعي بأنه متعدد الاهتمامات، يبحث دائمًا عن التغيير والتجارب الجديدة، ولهذا السبب نجد اهتماماته تزيد وتتطور بشكل مستمر، فالشخص الاجتماعي يحرص على أن يكون على تواصل دائم مع الآخرين، مما يجعله يتلقى معلومات جديدة باستمرار، ويؤهله لاكتشاف اهتمامات ورغبات جديدة لديه طوال الوقت.
سلبيات الشخصية الاجتماعية
لا يوجد شخص خالٍ من السلبيات، وكما أن هناك مميزات الشخصية الاجتماعية، فإن لها أيضًا عدة عيوب قد تحولها من شخص محبوب إلى شخص ينفر منه الكثير، وتتمثل هذه السلبيات في:
شخصية ثرثارة
من أبرز عيوب الشخصية الاجتماعية وسلبياتها، أنها ثرثارة، إذ في بعض الأحيان تكون ثرثرة الشخص الاجتماعي في غير محلها، حيث تكون هدفا لديه وليس وسيلة، مما يجعل من حوله يشعرون بالاستياء ويكون لديهم رغبة في جعله يصمت لبرهة، حتى يستطيعوا السيطرة على أعصابهم، واستجماع قوتهم وطاقتهم أيضًا لاستكمال الحديث، وتحمل هذا القدر الهائل من الثرثرة
شخصية لا تبالي
من أبرز سلبيات الشخصية الاجتماعية أيضًا، أنها في بعض الأحيان قد تكون شخصية غير مهتمة أو مبالية بما يدور حولها، بل ولا تصدر عنها أي ردة فعل تجاه الأحداث والمواقف من حولها، بالإضافة إلى قدرتها على الاستماع والإصغاء لغيرها لأوقات طويلة، دون إبداء رأيها أو الاعتراض على شيء، في حالة لم يُطلَب منها.
لا تهتم بنفسها
يوجد الكثير من الشخصيات الاجتماعية التي لا تهتم بنفسها أو بمظهرها، اعتقادًا منها بأن مظهرها الخارجي لا يضاهي جوهرها الداخلي في الأهمية، الأمر الذي يعد ضمن عيوبها، إذ نجدها تهمل هذا الجانب ونادرًا ما تلتفت إليه، إن قام شخص آخر بتوجيهها.
إذا أردت أن تتمتع ببعض مميزات الشخصية الاجتماعية، فاحرص على أن تكون محاطًا بشخصيات اجتماعية، بين أفراد عائلتك أو مجالك الدراسي أو العملي، إذ تكون لدى الشخصيات الاجتماعية قدرة هائلة على التأثير على الآخرين، مما يجعلك بالتبعية تكتسب بعض صفاتهم.