الصحة النفسية

أفعال بسيطة تسبب العصاب الوسواسي وطرق العلاج

لم يتفق الأطباء النفسيون حتى الآن على طبيعة العصاب الوسواسي، أو ما يسمى بالوسواس القهري على إذا كان مرضا نفسيا أم عقليا؛ فالبعض يرى أنه مرض عقلي لأنه قد يتطور في بعض الأحيان إلى مرض الفصام وهو مرض ذهاني (عقلي)، والبعض الآخر يرى أنه مرض نفسي لأن المريض يعرف أن لديه مشكلة وهذا ما يفرق المريض النفسي عن المريض العقلي، ولكنه يندرج الآن تحت الأمراض العصابية (النفسية)؛ ولتتضح الفكرة بشكل أكبر تابع السطور لتعرف ما هي الأعراض، والأسباب، وطرق العلاج المختلفة.

ما هو العصاب الوسواسي؟

هو عبارة عن أفكار أو أفعال قهرية، على سبيل المثال تتكرر فكرة غسل اليدين في دماغ المصاب مرات كثيرة ويستجيب لها من خلال غسلهما فعليًا في محاولةٍ منه لتخفيف وطأة هذه الأفكار التي توتره لدرجة تؤلمه نفسيًا؛ يعرف المصاب تمام المعرفة بأن هذه الأفكار تافهة وعليه ألا يستسلم لها، وبالفعل يحاول ويقاوم؛ ولكن كلما طالت المدة ضعفت المقاومة.

أفعال بسيطة تسبب الوسواس القهري

توجد العديد من الأفعال التي نقوم بها وتهيئنا للإصابة بهذا المرض؛ وهذه الأفعال كالتالي:

  • قيام الأطفال بِعَد درجات السلم عند الصعود والنزول، والسير بقدم على الرصيف وقدم على الأرض.
  • الاعتقادات التي ليس لها أساس من الصحة والتي توارثناها عن أجدادنا ولم أستطع التوقف عنها؛ مثل: الكنس أثناء صلاة الجمعة يطرد الملائكة ويجلب النحس.
  • النفخ في الزهر قبل اللعب، سكب الملح على المائدة يسبب النحس والشؤم.
  • الروتين الذي إذا تغير يسبب قلق وتوتر مثل شرب القهوة بعد القيام مباشرة من النوم، قراءة الجرائد، الاستحمام، الإفطار، الذهاب للعمل، مع أن المصاب يعرف أنه إذا تغيير هذا الترتيب لن يحدث شيء.
  • عادة الطالب الذي لا يغير الملابس التي ذهب بها اليوم الأول في الامتحانات إذا حالفه الحظ وأدى جيدًا في الامتحان؛ أي يذهب بنفس اللبس طوال الأيام.

أسباب العصاب الوسواسي (الوسواس القهري)

أسباب العصاب الوسواسي

توجد العديد من الأسباب منها الوراثي ومنها البيئي، وكلاهما له تأثير كبير على الإصابة بالمرض؛ ويزداد الأمر سوءًا إذا اجتمع السببان معًا:

الوراثة

أجريت العديد من الدراسات التي أثبتت أن الوراثة تؤثر على الإصابة بالوسواس القهري بنسبة 30%، وهذه النسبة كبيرة جدًا؛ والحل هنا هو الدراسة الجيدة للتاريخ المرضي لعائلة الشريك قبل الزواج.

البيئة (التربية الخطأ)

هنا نلقي الضوء على (التربية الصارمة)؛ فإذا كان أحد الأبوين يتصف بالصرامة، قلة المرونة، عدم القدرة على التكيف مع المواقف والأوضاع الجديدة، حب النظام، الالتزام بالروتين وعدم تغييره لأي سبب، الالتزام بالمواعيد بالدقيقة والثانية، عدم قبول أي أعذار؛ لذا نجد أن بعض الوظائف تحتاج إلى صفات الشخصية الوسواسية مثل الإداريين، الجيش والبوليس، المكتبات، السكرتارية، والأرشيف؛ ومن أمثلة التربية الخطأ ما يلي:

مرحلة ضبط الإخراج

من أهم الأسباب أيضًا طريقة تعليم الأم الطفل ضبط الإخراج وما يصاحبها من تشدد وعقاب، فتجد الأم التي تشدد على النظافة الشخصية بحيث تجعل الطفل ينظف نفسه أكثر من مرة؛ وهذا يؤدي إلى شك الطفل في نفسه فتجده يفتش في ملابسه كثيرًا ودائمًا ما يشم رائحة يده ويغسلها مرارًا وتكرارًا.

ثم يكبر ويصبح راشدًا ولكن هذه الشكوك المرتبطة بمرحلة ضبط الإخراج تلازمه، ثم تظهر عادة غسل اليدين المتكررة بشكل مبالغ فيه في اليوم؛ وهذا عرض من أعراض الإصابة بالوسواس القهري.

التهديد والإحباط

عندما يتعرض المصاب أثناء صغره إلى التهديد وعدم شعوره بالأمن، والأمر ينطبق أيضًا على الإحباط وخيبة الأمل؛ فيبدأ في الحفاظ على النظام ويصبح دقيقًا في كل شيء في محاولة منه على أن يحافظ على أمنه وأمانه.

أسباب فسيولوجية

توجد العديد من الأمراض الجسمية التي تؤدي إلى الإصابة بالوسواس القهري أي الأفكار والأفعال؛ ومن هذه الأمراض أمراض الجهاز العصبي؛ كالصرع النفسي الحركي، الحمى المخية، اضطرابات الموجات الكهربائية في الدماغ.

أسباب نفسية

يلعب العامل النفسي دورًا كبيرًا أيضًا في الإصابة بالعصاب الوسواسي؛ كالمعاناة من:

  • قلة الثقة بالنفس: التي تولد تفكيرًا يتردد داخل دماغ المصاب بأنه لا يستطيع فعل أي شيء ولن يستطيع النجاح، وتلح هذه الفكرة عليه ليل نهار.
  • الكبت: يعني محاولة نسيان مواقف صعبة تعرض لها؛ أي يضعها في اللاشعور؛ ولكن عندما يتذكرها تصبح له كالوسواس الذي يراوده طوال يومه.
  • الصدمات: على سبيل المثال؛ إذا تعرض طفل للتحرش الجنسي تجده يكبر ويصبح حريصًا جدًا على نفسه، يتلفت في الشارع ظنًا منه أن هناك شخصا يترقبه ليؤذيه.
  • الصراع: بين قول الحقيقة والخوف من العقاب، الصراع بين الخير والشر، الصراع بين إشباع الرغبات الجنسية والخوف من الله؛ كل ذلك يتلخص في صورة أفكار متكررة بشكل مخيف يرهق المصاب.
  • تأنيب الضمير: كالشخص الذي ارتكب كبيرة الزنا، يؤنب نفسه دائمًا ويجلدها، ودائمًا ما يفكر في هذه الخطيئة فتجده يغسل يده كثيرًا؛ فهذا الغسيل بمثابة غسيل للنفس ليخفف وطأة التفكير فيما قام به.
  • رأي فرويد: يرى أن السبب وراء هذا المرض هو كبت الرغبات الجنسية التي تظهر في صورة أفكار وتصرفات عدوانية.
  • رأي المدرسة السلوكية: يرى علماء هذه المدرسة أن السبب يكمن في القلق الذي يمثل مثيرا شرطيا؛ ويتم التخلص منه من خلال الأفعال التي يقوم بها المصاب.

الحيل الدفاعية اللاشعورية لمرضى الوسواس القهري

من أشهر الحيل الدفاعية التي تستخدم في هذا المرض؛ التكوين العكسي، الإبطال أو الإلغاء؛ وسنوضح كل حيلة بالتفصيل فيما يلي:

التكوين العكسي

يعني أن يظهر الفرد عكس ما بداخله؛ كالشخص الذي يعرف أنه يكذب فتجده يحلف ويقسم كثيرًا، ولنضرب لك مثلا آخر لتعرف كيف يستخدم مريض الوسواس القهري هذه الوسيلة، الأم التي كانت تتمنى أن يُجهض جنينها وبعدما وُلد تجدها تهتم به اهتمامًا مبالغًا فيه؛ فتغسل ملابسه أكثر من مرة، وتنظف أدواته ولا تسمح لأحد أن يقبله أو يلمسه؛ فهي تخاف عليه من أن يُصاب بأي مرض أو عدوى.

حيلة الإبطال أو الإلغاء

تعني استبدال فعل بفعل آخر نتيجة أنه غير مقبول اجتماعيًا وأخلاقيًا؛ كالشخص الذي ينوي الاعتداء بالضرب على شخص معين؛ ولكنه يعلم أن هذا منافٍ للعادات، والتقاليد، والدين، والأخلاق فتجده تحول 180 ويظهر حبا شديدا لهذا الشخص.

ونضرب لك مثلًا هنا عن موضوعنا؛ كالأم التي تدلل ابنها ودائمًا ما تقبله وتحتضنه بشكل مبالغ فيه، ولكنها تعلم أنه اقترف خطأ وتود ضربه ومعاقبته؛ ولكنه تعلَّم أن هذا غير صحيح.

أعراض الوسواس القهري

أعراض العصاب الوسواسي

تكمن المشكلة في أن الأعراض تظهر على المريض؛ ولكنه لا يكترث لها، ويقول لنفسه الأمر بسيط لا يستدعي الذهاب لدكتور نفسي… أنا قادر على ألا أستجيب لهذه الأفكار التافهة.

وها هنا تمكن المرض منه وأصبح غير قادر على عيش حياة سوية، تتفجر رأسه من الأفكار الوسواسية التي تمنعه من فعل أي شيء قبل الاستجابة لها، ويميل تكوينهم الجسدي إلى النحافة والطول خاصةً في الأطراف والرقبة؛ ويمكننا تقسيم الأعراض إلى 3 مجموعات؛ (أفكار، أفعال، أفكار وأفعال):

الأفكار

عندما تسيطر الأفكار على المريض المصاب بالوسواس القهري، نجدها غير متزنة ومضطربة غالبًا؛ وتنقسم إلى خوف، اندفاع، اجترار الأفكار، فكرة أو صورة.

اجترار الأفكار

يعاني المريض من تكرار فكرة معينة أو سؤال معين لا يستطيع الإجابة عنه، مثل من خلق الله؟ الشخص العادي لا يفكر في هذا السؤال إطلاقًا ويطرده، لكن مريض الوسواس القهري لا يستطيع تخطي هذا السؤال، ويسأل نفسه أيضًا لماذا نموت؟ ماذا لو كانت هذه الحياة التي نعيشها حلما وليست حقيقة؟

يمكن أن نستخدم بعض هذه الأسئلة على سبيل الضحك والفكاهة لكن مريض الوسواس القهري يأخذ هذه الأسئلة على محمل الجد بطريقة لا يمكن وصفها، لدرجة أن حياته تقف على هذا السؤال ولا يستطيع فعل أي شيء آخر، أي أن حياته مُعطلة تمامًا.

المخاوف القهرية

ليست مخاوف في حد ذاتها ولكنها مرتبطة بموقف معين، كالشخص الذي يخاف من الكنائس والمساجد؛ فهو لا يخاف منها بحد ذاتها ولكنه يعاني من الخوف من الأماكن المغلقة، والشخص الذي يخاف من المطبخ لأنه يخاف من منظر السكاكين التي تذكره بالدم والقتل والحوادث الأليمة.

أفعال قهرية

عبارة عن مجموعة من الطقوس الحركية ترغم المصاب على أدائها، مثل الجلوس بطريقة معينة يعلم أنه يمكنه إلا يقوم بها، لكن هناك شيء في عقله يرغمه على فعل ذلك، وكذلك كغسل اليدين عشرات المرات في اليوم، والاستحمام حتى بعد التبرز أو التبول، وكالطفل الذي لا يستطيع النوم إلا بعد ما تجلس الأم على يمينه والأب على شماله، والسيدة التي لا يمكنها الخروج من منزلها إلا بعدما تتفحص جسدها جزءًا جزءًا، وتتأكد من عدم ظهور أي تغيرات غير مقبولة.

أفكار وأفعال قهرية

علامات العصاب الوسواسي

هنا تسيطر على الشخص فكرة أو صورة معينة وتتردد على ذهنه باستمرار؛ كالذي يعتقد أنه سيتم التحرش به من الناس في الشارع مع أنه يقول إنه شكله قبيح ولكن سيطرت عليه الفكرة وامتنع عن نزول الشارع بالفعل.

من الأفكار والأفعال القهرية؛ الاندفاعات، وتعني رغبة الشخص في فعل شيء معين لا يرضى عنه ويعلم أنه غير مقبول بالمرة؛ وتنقسم الاندفاعات إلى نوعين: النوع الأول؛ الاندفاعات العدوانية كرغبة الشخص في ضرب شخص مار في الشارع لا يعرفه، أن يلقي بنفسه من السيارة؛ أما النوع الثاني؛ فهو الاندفاعات المضحكة كالرغبة الملحة على الغناء في المسجد والضحك في العزاء أو أثناء تشييع الجنازة.

كذلك الاندفاعات المهينة للدين والرسل، كالصور التي تزدري الدين؛ كالصورة الساخرة والصور الجنسية، ومن خلال الأعراض التي ذكرناها يظهر أن الوسواس القهري عبارة عن مجموع كل هذه الأعراض؛ أي أن المريض يعاني من أفكار وأفعال واندفاعات معًا.

تشخيص العصاب الوسواسي

التشخيص نصف العلاج، فإذا شخص الدكتور النفسي أو الأخصائي النفسي حالة المريض بشكلٍ صحيح يمكنه إعطاؤه العلاج الصحيح أيضًا، والتشخيص الصحيح لمرض العصاب الوسواسي أو الوسواس القهري هام للغاية، وعلى المُعالج أن يتأكد هل هو مرض بحد ذاته أو مجرد عرض لأمراض أخرى.

لنوضح هذه النقطة بشكل مفصل؛ حيث يعاني مريض الاكتئاب من أعراض قهرية، فقد يشخص على أنه مريض وسواس قهري مع أنه مريض اكتئاب، لأن مريض الاكتئاب يعاني من تأنيب الضمير وجلد الذات وتصاحبه في هذه الفترة أفكار وأفعال قهرية، والأمر ذاته ينطبق على المصاب بمشاكل في الفص الصدغي أو المصاب بالحمى المخية.

يزداد الأمر سوءًا إذا كان مريض الوسواس القهري انطوائيا فقد يتم تشخيصه بالفصام الذي يحتاج إلى علاج من نوع خاص يختلف تمامًا عن العصاب الوسواسي.

علاج العصاب الوسواسي

كان العلاج سابقًا عبارة عن الاتجاه لتقليل القلق والتوتر والخوف والاكتئاب؛ أما بالنسبة للمرض نفسه فكان يُترك ليُعالج من تلقاء نفسه، وبالفعل كان يعالج نصف أو ثلث الحالات بهذه الطريقة ولكنه كان يستغرق 5 سنوات، حيث المشكلة تكمن في أن نسبة كبيرة من مرضى العُصاب الوسواسي يتحولون بعد 5 سنوات من العلاج إلى أعراض أشبه بالفصام.

أما في وقتنا الحالي فتصل نسبة الشفاء إلى أكثر من 70% باستخدام الأدوية التي تزيد من إفراز هرمون (السيروتونين) مع العلاج السلوكي، ولكن لسوء الحظ ترجع الأمور أسوأ مما كانت عليه بعد التوقف عن العلاج، لذا لا بد أن تستمر فترة العلاج إلى 6 أشهر على الأقل وقد تستمر لسنوات عدة؛ وأنواع العلاج متعددة كالتالي:

العلاج العضوي

وله طريقتان الطريقة الأولى هي العلاج باستخدام التنويم الكهربائي أو الصدمات الكهربائية خاصة مع العصاب الوسواسي المصحوب باكتئاب، الطريقة الثانية هي العلاج بالأدوية كمضادات الاكتئاب للتقليل من حالة التوتر التي يعاني المريض منها؛ كما يعد النوم المتواصل طريقة فعالة جدًا يستخدمها الأطباء.

العلاج النفسي

له دور كبير جدًا ويساهم في الشفاء بنسبة كبيرة، وهو عبارة عن استخدام عدة أساليب منها أسلوب التحليل النفسي للعالم “سيجمود فرويد” لمعرفة الأسباب اللاشعورية والمكبوتة، ثم تناول كل سبب بالتفسير والتحليل، وللدعم والتشجيع الأسري دور هام أيضًا فعلى الأسرة طمأنة المريض وإبعاد أي مثير من شأنه أن يثير الأفكار الوسواسية.

ومن الأساليب النفسية الهامة أيضًا العلاج بالإزاحة، وهو عبارة عن العمل على إزاحة الأفكار الوسواسية واستبدالها بأفكار جديدة بناءة ومفيدة ومن ثم سلوك مفيد أيضًا؛ لذا لا بد من استخدام العلاج النفسي بجانب العلاج العضوي.

العلاج الاجتماعي والبيئي

يعني عزل المريض عن المثيرات البيئية التي تثير لديه الأفكار الوسواسية والسلوك القهري؛ أي تغيير بيئة العمل أو السكن، فمثلاً إذا شاهد المُصاب حادثة مروعة في محيط المنطقة التي يسكن فيها وبسببها يتردد في ذهنه أفكار وسواسية عن هذه الحادثة تتكرر كثيرًا، فهنا لا بد من تغيير المنطقة السكنية والذهاب لسكن آخر.

العلاج السلوكي

يعني القضاء على الأفكار الوسواسية من خلال استخدام الأسلوب الشرطي أي ربط أعراض المرض بمثيرات منفرة أي ربط الأعراض أو الأفكار بخبرات سيئة، ويستخدم هذا الأسلوب مع الكبار في صورة أعمال معينة يحددها الطبيب؛ ومع الأطفال من خلال استخدام أسلوب العلاج باللعب.

العلاج الجراحي

علاج العصاب الوسواسي

وهذا هو الحل الأخير الذي يلجأ الأطباء إليه في حالة إذا سيطر المرض على المصاب تمامًا لدرجة عدم قدرته على فعل أي شيء آخر في حياته، والعلاج عبارة عن استئصال الفص الجبهي المسؤول عن التفكير وحل المشكلات.

وصلنا إلى نهاية الحديث عن العصاب الوسواسي الذي من ضمن أسبابه الوراثة كما ذكرنا، وكذلك البيئة؛ لذا على الأم أن تقرأ كثيرًا في تربية الأطفال حتى تجنب طفلها الإصابة بهذا المرض، ليس هذا المرض فقط ولكن كثيرا من الأمراض النفسية الأخرى التي يكون سببها التربية الخطأ في مرحلة الطفولة المبكرة التي تبدأ من (2 – 6) سنوات.

المصادر:

بريتانيكا.

أوكسفورد ريفيرنس.

ميد فيرجينيا.

زر الذهاب إلى الأعلى