شهد آخر عقود القرن الماضي، ظهور أجهزة حديثة كانت تشكل تطورًا ملحوظًا على الصعيد التكنولوجي، لذا نسترجع الآن بعضا من تلك الأشياء التي جذبت انتباه صغار وشباب جيل التسعينيات، قبل أن تختفي بمرور الزمن.
أجهزة الفيديو المنزلي
بينما طرحت أجهزة الفيديو المنزلي في الأسواق العالمية للمرة الأولى في نهايات سبعينيات القرن الـ20، فإنها باتت أكثر انتشارًا في العقود اللاحقة، حيث صارت جزءا لا يتجزأ من أي منزل يسكنه ممثلو جيل التسعينيات، والذين كانوا أكثر اهتمامًا بشراء مكوناته.
يعود الفضل في ابتكار الفيديو إلى شركة JVC الشهيرة، والتي تعرف باسم شركة فيكتور اليابانية، فيما بدأت الأمور في التغير رويدًا رويدًا مع ظهور أجهزة إلكترونية أحدث، من بينها على سبيل المثال لا الحصر أجهزة الـDVD أو قرص الفيديو الرقمي، والذي شهدت سنة 1997 انطلاقته الأولى ليبدو أفضل حالًا من الفيديو بجودة أعلى وقدرة أكبر على التخزين، ما أدى بطبيعة الحال إلى تراجع صناعة الفيديو، حتى كتبت نهاية تلك الأجهزة في سنة 2016 مع صدور النسخة الأخيرة منها.
منصة الألعاب المحمولة يدويًا
تعد تلك المنصات المحمولة يدويًا والخاصة بألعاب الفيديو، من أبرز الأجهزة الترفيهية التي لقيت نجاحًا واضحًا بين أبناء جيل التسعينيات جميعًا، وخاصة الأطفال الأصغر سنًا، إذ بدت تلك الأجهزة الصغيرة حجمًا، قادرة على تسلية عشاق الألعاب الإلكترونية في هذا الوقت، ودون أن يحملوا هم وزنها، الذي كان خفيفًا مقارنة بالألعاب الشبيهة.
تعددت الألعاب الجاذبة على منصات ألعاب الفيديو المحمولة، حيث تعد لعبة الطوب Brick Game أشهرها، لتباع عشرات الملايين من تلك الألعاب الإلكترونية خلال فترة التسعينيات، قبل أن تبدأ المبيعات في التراجع بصورة حادة مع ظهور أجهزة المحمول التي احتوت على ألعاب أخرى شبيهة، ولكن بجودة أفضل، ما نتج عنه اختفاء تلك المنصات عن الوجود في القرن الـ21.
ألعاب الفيديو
إن كانت منصات الألعاب المحمولة يدويًا قد لقيت النجاح الملحوظ بين شباب وأطفال جيل التسعينيات، فإن ألعاب الفيديو التي أصدرتها الشركة اليابانية الشهيرة نينتندو، تواجدت في كل منزل خلال تلك الفترة، حيث باتت أشبه بالمطلب الرسمي لكل طفل حينها، في ظل توفيرها فرصة ممارسة أشهر الألعاب في ذلك الوقت، ومن بينها لعبة سوبر ماريو ذائعة الصيت.
ظلت ألعاب الفيديو الخاصة بنينتندو متربعة على عرش الألعاب الإلكترونية الترفيهية لفترة ليست بالقصيرة، حتى باتت المنافسة شديدة الصعوبة مع التطور الملحوظ للألعاب الإلكترونية التي انتشرت عبر أجهزة الحاسوب والبلاي ستيشن في السنوات التالية.
البوكيمون
بينما ظهرت ألعاب الفيديو الخاصة بشركة نينتندو والتي أطلق عليها اسم البوكيمون، وبعدما تحولت الفكرة إلى مسلسل كرتوني ناجح، جاء ظهور أقراص البوكيمون الدائرية، التي انتشرت كالنار في الهشيم بين أطفال جيل التسعينيات في المدارس والأحياء.
احتوت الأقراص على صور أشهر شخصيات البوكيمون، والتي زادت من جاذبية تلك اللعبة بين الأطفال الصغار، ليتنافسوا عليها فيما بينهم، إلا أنها بدأت في الاختفاء رويدًا رويدًا مع ميل الأجيال اللاحقة للألعاب الإلكترونية.
القرص المرن
إن كنت أحد أبناء جيل التسعينيات، فلعلك قمت ولو لمرة واحدة باستخدام القرص المرن، من أجل تخزين الملفات على جهاز الحاسوب، إذ بدا هذا القرص الذي تم ابتكاره في ستينيات القرن الماضي، هو وسيلة التخزين المثالية في مرحلة التسعينيات، لذا صار يتنقل بين كبار وصغار هذا العصر بصورة متكررة ومن منزل لآخر على مدار أيام الأسبوع.
بدأ عرش القرص المرن في الاهتزاز يومًا بعد الآخر، مع بدء صدور وسائل تخزين أكثر تطورًا وأكبر مساحة، فما بين وحدة الذاكرة الفلاشية وأقراص الـDVD، تراجعت قيمة الأقراص المرنة، قبل أن تكتب لها النهاية في بدايات القرن الـ21، في ظل صناعة أغلب أجهزة الحاسوب خالية من محرك الأقراص القادر على استقبالها من الأساس.
برامج الرسائل الفورية
يعتبر برنامج MSN Messenger المختص بالرسائل الفورية، هو أحد أشهر البرامج ذائعة الصيت بين جيل التسعينيات بالقرن المنصرم، حيث وفر لمالكي أجهزة الحاسوب، فرصة لا تفوت ومبتكرة حينها، من أجل إجراء المحادثات الكتابية مع أشخاص من دول مختلفة، الأمر الذي منح الجميع فرص تكوين صداقات مع أبناء شعوب مختلفة.
بدت المنافسة شرسة في تلك الفترة بين برامج الرسائل الفورية مثل AOL، قبل إصدار Gmail، والذي احتوى على محادثة فورية تابعة لجوجل خطفت الأنظار لبعض الوقت، فيما أتت المنصات الإلكترونية الأحدث ووسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وواتس أب، لتنهي على آمال برامج الرسائل الفورية قديمة الطراز، لذا صار من المنطقي أن تتوقف الأغلبية العظمى من تلك البرامج عن العمل في الأعوام الأخيرة.
جهاز النداء الآلي
في فترة سبقت ابتكار وانتشار أجهزة المحمول، جاء جهاز النداء الآلي ليكون المثالي في أعين فئة ليست بسيطة من فئات جيل التسعينيات، إذ بدا قادر على استقبال الرسائل القصيرة، فيما كان حمله سهلًا في ظل خلوه من الأسلاك التي تعقد الأمور.
بالرغم من أن ابتكار جهاز النداء الآلي قد حدث في منتصف القرن العشرين تقريبًا، من أجل مساعدة الفيزيائيين في عملهم، إلا أنه انتشر تدريجيًا حتى صار ملازما للكثيرين في مرحلة التسعينيات، الأمر الذي لم يستمر كثيرًا حيث لم يقو على منافسة الهواتف المحمولة مع ظهورها لاحقًا، بعدما تحول لجهاز عديم الفائدة مقارنة بالأجهزة الأحدث متعددة الاستخدامات.
مشغل الموسيقى “ووكمان”
مع تهافت الشباب الأصغر سنًا من حول العالم، على سماع أحدث الأغنيات الموسيقية، سعت الشركات العالمية لتطوير الأجهزة المخصصة لهذا الغرض، فبينما ابتكرت فيليبس الهولندية أجهزة تسجيل لكنها مخصصة فقط للأعمال والوظائف الصحفية، جاءت شركة سوني لتطور من الفكرة وتبرزها في صورة جهاز الووكمان.
صار جهاز الووكمان بما يحمل من أقراص تخزن الكثير من الأغنيات، هو أحد أنجح منتجات شركة سوني، إن لم يكن أكثرها نجاحًا على الإطلاق، ولم لا وقد بيع منه ما يزيد على 400 مليون نسخة حتى وقتنا الحالي، إلا أن دوام الحال كان مستحيلًا مع التطور التكنولوجي، الذي فاجأ الجميع بالهواتف الذكية وأجهزة الآي بود متنوعة المهام، وغيرها من الوسائل التي جعلت الووكمان من ضمن صيحات عفا عليها الزمن.
ألتافيستا
إن كنت تعتقد أن جوجل هو محرك البحث الأول في التاريخ، فعليك إذن أن تعود إلى أحد أبناء جيل التسعينيات المهتمين باستخدام أجهزة الحاسوب في هذا الوقت، حيث كان ألتافيستا هو محرك البحث الأشهر في تلك الفترة.
بات ألتافيستا من الابتكارات شديدة التطور حينها، حيث سمح للمستخدمين بالبحث باللغة الخاصة بهم، من أجل العثور على صور وفيديوهات ليس لها حدود، ليزوره عشرات الملايين من البشر بصفة يومية، قبل أن يصعد محرك بحث جوجل للواجهة، ويخفت نجم ألتافيستا سنة بعد الأخرى، حتى أغلق بشكل كامل في سنة 2013.
في كل الأحوال، وسواء اختفت تلك الأشياء من عالمنا الآن، أو كان ظهورها الحالي في أضيق الحدود، فإنه لا يمكن لأحد أن ينكر دور تلك الأجهزة والابتكارات في تسلية أبناء جيل التسعينيات، والذين لن يكونوا قادرين على نسيانها مهما مرت السنوات ومهما ظهرت الاختراعات والابتكارات.
البيجر