تعتقد النساء المصابات بالحمل الكاذب، المعروف أيضًا باسم الحمل الوهمي، أنهن حوامل -بينما هن لسن كذلك- ويمكنهن حتى اختبار بعض أعراض الحمل، وهذه الحالة لا تتعلق بأي شكل من الأشكال بالإجهاض، حيث لا يوجد حمل ولا طفل من الأساس، لكنها حالة نادرة تصيب بعض النساء.
ما هو الحمل الكاذب؟
عادة ما يكون الحمل وقتًا مثيرًا للأمهات الحوامل، لكن الحمل لا ينتهي دائمًا بالطفل المنتظر، فكما ذكرنا، في حالات نادرة، تعتقد النساء أنهن حوامل، ليكتشفن أن أعراضهن لم تكن بسبب الحمل، ولكن بسبب شيء آخر تمامًا.
يعتبر الحمل الكاذب اضطرابًا جسديًا نادرًا، حيث تعتقد امرأة غير حامل أنها حامل، وتعاني النساء المصابات بهذه الحالة من جميع الأعراض النمطية للحمل، مثل زيادة الوزن، غثيان الصباح، ونمو البطن، تكرار التبول، وتغيرات الثدي، لكن دون حمل طفل فعليًا.
تاريخ الحمل الوهمي
حقيقةً، مفهوم الحمل الكاذب ليس حديث العهد، فقد استعرض الكاتب الإغريقي «أبقراط» أول حالة معروفة تاريخية لهذا الحمل بالعام 300 قبل الميلاد بإحدى رواياته. بينما عانت «ماري تودور»، ملكة إنجلترا بالقرن الـ16، من نفس الحالة تقريبًا.
في الأربعينيات من القرن الماضي، أبلغت امرأة أمريكية واحدة من بين كل 250 امرأة حاملا عن حمل كاذب، في حين انخفض هذا العدد إلى ما بين 1 و6 من بين 22 ألف امرأة حامل أبلغن عن الإصابة بالبزل الكاذب.
وأصبح حدوث الحمل الكاذب نادرًا جدًا في البلدان التي يسهل فيها للنساء الوصول إلى اختبارات الحمل الموثوقة، في حين تربط بعض الثقافات قيمة المرأة بقدرتها على الإنجاب، ويكون معدل حدوث الحمل الكاذب أعلى في هذه المناطق، في الأغلب كنتاج الضغط النفسي الذي تتعرض له النساء.
أسباب الحمل الكاذب
لا توجد حتى الآن إجابة واضحة لشرح أسباب الحمل الكاذب، في حين يعتقد بعض الناس أن السبب نفسي، بينما يعتقد البعض الآخر أنه جسدي، ووفقًا لبعض المتخصصين، قد يكون السبب صدمة نفسية أو جسدية، لكن الرأي الأرجح هو أن الحمل الوهمي قد يكون ناتجًا عن اختلال بالتوازن الكيميائي داخل جسد المرأة. ومن بعض المشاكل التي قد تتسبب في هذه الحالة:
- حالات الإجهاض المتعددة.
- فقدان طفل أو رضيع.
- العقم.
- الانهيار العقلي.
من بين جميع الأسباب؛ السبب الأكثر شيوعًا هو أن المرأة لديها رغبة شديدة في الحمل لدرجة أنها تقنع نفسها بأنها حامل، وقد يؤثر ذلك على جهاز الغدد الصماء، مما يتسبب في ظهور أعراض وعلامات الحمل.
في حالة لم تكن قادرة على الحمل من الأساس، بسبب العقم أو دخول سن اليأس، قد تصاب العديد من النساء بنوع من الاكتئاب الذي قد يؤدي إلى الحمل الزائف.
في بعض الحالات الأكثر ندرة، كانت النساء المصابات بالحمل الوهمي تعرضن بالسابق إلى نوع من الصدمات العاطفية أو الفقر ما يجعل العقل يعمل تلقائيًا لمحاكاة هذه التجربة.
أعراض الحمل الزائف
يبدو الحمل الوهمي مشابهًا جدًا للحمل الطبيعي، والاستثناء الوحيد هو غياب الجنين، وفي جميع الأحوال، تكون المرأة متأكدة تمامًا من أنها تحمل طفلاً.
ومن ضمن الأعراض الجسدية الأكثر شيوعًا انتفاخ البطن أو انتفاخه الذي يشبه نتوء الطفل، وأثناء عملية البزل الكاذب، لا يرجع نمو البطن إلى نمو الطفل، بدلاً من ذلك، قد يكون ناتجًا عن تراكم الغازات أو الدهون داخل البطن، بالإضافة إلى شعور النساء المصابات بحركة الجنين داخل بطنها، فهنالك عدد من الأعراض الأخرى المصاحبة لهذه الحالة النادرة مثل:
- رقة الثدي
- غثيان الصباح
- تغيرات في لون وحجم الثديين
- زيادة الوزن
- زيادة الشهية
- زر البطن المقلوب
- كثرة التبول
- تغيرات في الشعر والجلد
- تضخم الرحم
كيفية تشخيص الحمل الكاذب
نظرًا لأن الحمل الوهمي يحاكي تقريبًا جميع تفاصيل الحمل الطبيعي، يحتاج الطبيب إلى التفريق بين الاثنين، لذلك، تُستخدم الاختبارات المستخدمة لتحديد الحمل أيضًا لتشخيص الحمل الكاذب.
اختبار البول
يقوم الطبيب بإجراء فحص الحوض لتحديد ما إذا كان قد حدث حمل، ثم يصوم بإجراء تحليل للبول للتحقق من النتائج، وفي حالات الحمل الكاذب، يكون تحليل البول سلبيًا عادةً، إلا في الحالات التي تعاني فيها النساء من أمراض معينة مثل نوع نادر جدًا من أورام المبيض التي تفرز هرمون «HCG»، وهو هرمون تفرزه المشيمة.
اختبار الموجات فوق الصوتية
يمكن أن يحدد اختبار الموجات فوق الصوتية ما إذا كانت المرأة حاملا أم لا، ففي حالات الحمل الوهمي، تُظهر الموجات فوق الصوتية أنه لا يوجد جنين؛ ومع ذلك، في بعض الحالات الشديدة الندرة، قد يكون تليين عنق الرحم مرئيًا على الموجات فوق الصوتية، على غرار الحمل الفعلي، على كُلٍ، الفحص بالموجات فوق الصوتية هو الاختبار الذي يمكن أن يثبت أو يدحض الحمل بشكل قاطع.
كيفية علاج الحالات المصابة
قد يكون من الصعب علاج الحمل الزائف لأنه يعتبر حالة نفسية أكثر من أي شيء آخر، لكن على العموم، تتمثل إحدى الطرق الناجحة لإنهاء الحمل الكاذب في إظهار دليل للمرأة على عدم وجود جنين بمساعدة تقنيات التصوير مثل الموجات فوق الصوتية.
بعد أن يُثبت الطبيب أن الحمل كاذب بالفعل، يمكنه إجراء فحوصات نفسية معينة لاستبعاد أي حالات عصبية أو نفسية أساسية قد تعاني منها المرأة، وقد يقترح أحيانًا ضرورة حصول الحالة المصابة على الدعم العاطفي أو النفسي إن استلزم الأمر.
في النهاية، ينصح الأطباء بضرورة استشارة الطبيب المعالج فور شعور المرأة بأعراض مشابهة للحمل، تفاديًا للإصابة بحالة الحمل الكاذب، التي تكون تبعاتها النفسية على المرأة أكثر ضررًا مع مرور الوقت، لتعلقها بفكرة الحمل وإنجاب طفل أكثر وأكثر.