على الرغم من كل التقدم التكنولوجي الذي نعيشه الآن، إلا أن التشاؤم السطحي من بعض الأمور، مثل كره الرقم 13 تحديدا، قد رسخ لدي الكثيرين ليصل إلى اعتباره مرضا نفسيا، يطلق عليه رهاب ديكتروفوبيا.
فدفع البعض لإلغاء الغرف التي تحمل هذا الرقم المكروه في بعض الفنادق العالمية، وكذلك إغلاق البوابات التي تتزين به في مطارات دولية عدة، فما السر إذن وراء هذ التشاؤم العجيب والغامض في آن واحد؟!
أكذوبة تاريخية
يشار إلى أن بداية التشاؤم من هذا الرقم، تعود إلى سنوات طويلة قبل الميلاد، حيث وجد العالم قديما أن قوانين حمورابي البابلية، المسجلة على يد الملك حمورابي سادس ملوك بابل، قد خلت من القانون الثالث عشر، لذا اعتبر حينها تصريحا بكره هذا الرقم ونحسه.
إلا أن الواقع حقيقة يشير إلى أن اختفاء هذا القانون قد حدث بمحض الصدفة، حينما حذف مترجم هذه القوانين البابلية السطر الذي يحمل القانون الثالث عشر بالخطأ.
وقائع وأحداث
كذلك فقد تأصلت عقدة هذا الرقم لدى الكثيرين، باعتباره يأتي بعد رقم “12” المميز، والذي فضله جميع العلماء ومتخصصو الرياضيات، حيث كان اليوم قديما يحتسب على أنه 12 ساعة، في وقت يشار فيه إلى أن السنة تحتوي على 12 شهرا حتى الآن.
ولكن التاريخ يؤكد على أن حادثتين بالذات، هما من تسببا في هذا التشاؤم المزمن من الرقم 13، أولهما هو ظهور يهوذا الاسخريوطي باعتباره الضيف الثالث عشر في العشاء الأخير، والذي خان خلاله المسيح، وثانيهما هو الاعتقاد القديم بأن الشر قد ظهر في العالم على يد إله الأذى القديم، لوكي، الذي جاء ترتيبه ليكون الثالث عشر، بين عدد آخر من الآلهة القديمة المثالية من وجهة نظر العالم حينها.
نظرة معاكسة
المثير في الأمر أن القدماء لم يكن كلهم بهذا القدر من التشاؤم والكره تجاه العدد 13، فالصينيون والقدماء المصريون كذلك، كانوا يشيرون إلى أنه رقم الحظ السعيد، الذي يحمل معه النصيب الجيد.
إذ رأى القدماء المصريون أن حياة الإنسان تتكون من 12 مرحلة، وأن الموت هو المرحلة الـ13، لذا فمع عدم كرههم للموت، بل واعتباره مرحلة هي الأرقى والأكثر تبجيلا، فإنهم لم يبدوا إذن أي مشاعر سلبية تجاه الرقم 13، بل اعتبروه المفضل لديهم.