تمر بنا الحياة وننسى ما جاء به رسولنا الكريم من أقوال وسنن، حتى نفيق من غفوتنا عندما نسمع صوت الرعد يكاد يصم الآذان وشحنات الكهرباء المتمثلة في البرق تضرب الأرض من كل جانب، لنعود سويًا إلى دعاء الرعد والبرق الذي دعا به سيد الخلق أجمعين، ونردده بأصواتٍ مرتعشة ترجو من الله أن يجعل تلك الظواهر الطبيعية لنا وليست علينا.
دعاء الرعد والبرق والمطر
قبل أن نردد سويًا دعاء الرعد والبرق الذي جاء به خاتم المرسلين، يجب أن نعلم بقوله عن الرعد والبرق: «إن هذا الوعيد شديد لأهل الأرض»، لذلك علينا ألا نستهين بتلك الظواهر التي تضرب الأرض عندما يأمرها الله عز وجل بذلك.
أقبلتْ يهودٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا: يا أبا القاسمِ إنا نَسألُك عن خمسةِ أشياءَ فإنْ أَنْبَأْتَنا بِهنَّ عرَفْنا أنك نبيٌّ، وكان من بين تلك الأسئلة:
أخبِرْنا ما هذا الرَّعدُ قال: مَلَكٌ من ملائكةِ اللهِ عزَّ وجلَّ مُوَكَّلٌ بالسحابِ بيدِهِ أو في يدِه مِخراقٌ من نارٍ يَزجرُ به السحابَ يَسوقُهُ حيثُ أمرَ اللهُ قالوا : فما هذا الصوتُ الذي يُسمعُ قال: صَوتُهُ» الراوي: عبد الله بن عباس، المحدث: الألباني، المصدر: السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 4/191.
ورد عن الرسول صل الله عليه وسلم أنه قال عند سماع الرعد: «سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ»
دعاء المطر
وبالطبع نجد أن ظاهرتي الرعد والبرق يسبقان هطول الأمطار، لنكمل دعاء المطر الذي من السنن التي غفل عنها الكثيرون، وهو كما جاء عن عائشة رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى المَطَرَ قَالَ: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا» رواه البخاري.
الصيب هنا يشير إلى المطر الذي يهطل، والذي قد يكون خيرًا أو وبالًا إذا زاد عن الحد الطبيعي، ومن المعلوم أن الدعاء قد يغير القدر، لذا حثنا الرسول الكريم على الإكثار منه في السراء والضراء.
فضل دعاء البرق والرعد
إن هذه الأدعية لها فضلٌ كبير على المسلم، أوله هو إحياء السنن المهجورة والتي كانت نتيجتها المشاعر العارمة بالاكتئاب في الكثير من الأوقات، في حين أن قراءة القرآن وترديد الأحاديث النبوية والأدعية المأثورة من القرآن والسنة، لها مفعول السحر على عقل ووجدان المسلم.
وكان الرسول إذا ما رأى الصواعق أو سمع صوت الرعد أخذ يردد «اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك اللهم أنت الله.. لا إله إلا أنت، أنت الغنيّ، ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغًا إلى حين».
دعاء الرياح
روى الإمام أبو داود في سننه وابن ماجه في سننه بإسناد حسن من حديث أبي هريرة قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الريح من رَوْح الله تعالى، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسُبُّوها، واسألوا اللهَ خيرَها، واستعيذوا بالله من شرها».
عند هبوب الرياح، كما أن هناك أكثر من دعاء للرعد والبرق، فقد ورد عن النبي صل الله عليه وسلم، أنه قال عند هبوب الرياح: «اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا فِيهَا وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ».
وقد ورد في الأثر، أن الرسل كان يجثو على ركبتيه ويقول: «اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا، اللهم اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحًا».
أدعية مأثورة للريح والمطر
«اللهم طهّر قلبي واشرح صدري وأسعدني وتقبل صلاتي وجميع طاعاتي، وأجب دعوتي واكشف كربتي وهمي وغمي، واغفر ذنبي وأصلح حالي واجلُ حزني وبيّض وجهي، واجعل الريان بابي والفردوس ثوابي والكوثر شرابي، واجعل لي فيما أحب نصيبا. اللهم اسقنا غيثًا، مغيثًا، مريئًا، نافعًا، غير ضار».
اللّهم إنّا نسألك باسمك العظيم الأعظم، الذي إذا دُعيت به أجبت، وإذا سُئلت به أعطيت، وبأسمائك الحُسنى كلّها ما علمنا منها، وما لم نعلم، أن تستجيب لنا دعواتنا، وتُحقّق رغباتنا، وتقضي حوائجنا، وتفرج كروبنا، وتغفر ذنوبنا وتستـر عيوبنا، وتتوب علينا، وتعافينا، وتعفو عنا وتصلح أهلنا وذرّياتنا، وتطل بعمرنا، وتحسن عاقبتنا، وترحمنا برحمتك الواسعة.