صلاة الاستسقاء هي طلب إنزال المطر من الله تعالى بكيفية مخصوصة عند الحاجة إليه، بسبب قلة الأمطار أو عدم جريان الأنهار، ومعنى الاستسقاء لغًة: هو طلب سقي الماء من الغير للنفس أو الغير، ومعناه شرعًا: طلبه من الله عند حصول الجدب على وجه مخصوص، ويقوم بها المسلمون عند الجدب في كل مكان،
- I. حكم صلاة الاستسقاء
- II. وقت صلاة الاستسقاء
- III. مكان صلاة الاستسقاء
- IV. كيفية صلاة الاستسقاء
- V. صلاة الاستسقاء للنساء في البيت
- VI. هل تجوز صلاة الاستسقاء في المسجد؟
- VII. هل يجوز أداء صلاة الاستسقاء منفردًا؟
- VIII. أحكام صلاة الاستسقاء
- IX. دعاء صلاة الاستسقاء
- X. ماذا يفعل من فاتته صلاة الاستسقاء؟
- XI. حكم خروج أهل الذمة لصلاة الاستسقاء
حكم صلاة الاستسقاء
اختلف الفقهاء في حكم صلاة الاستسقاء على 3 أقوال:
- الحنفية: الدعاء سنة والصلاة مشروعة على سبيل الندب والاستحباب والجواز.
- المالكية: تعتريه الأحكام الثلاثة التالية: سنة مؤكدة، مندوب، مباح.
- القول الثالث: وهو قول الجمهور من الشافعية والحنابلة ومحمد بن الحسن وأبو يوسف من الحنفية، بأن الاستسقاء سنة مؤكدة، سواء أكان بالدعاء والصلاة أم بالدعاء فقط.
- أما ما ذهب إليه جمهور أهل العلم، من أن صلاة الاستسقاء سنة مؤكدة لثبوت الأحاديث الصحيحة بالصلاة فهو الراجح.
الأَدِلَّةُ مِنَ السُّنَّة النبوية على مشروعية صلاة الاستسقاء
- عن عبدِ اللهِ بنِ زيدِ بنِ عاصمٍ، قال: ((رأيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا خرَج يَستسقي، قال: فحوَّل إلى الناسِ ظَهرَه، واستقبل القِبلةَ يَدْعو، ثم حوَّلَ رِداءَه، ثم صلَّى لنا ركعتينِ، جهَر فيهما بالقِراءةِ)).
- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: ((شكَا الناسُ إلى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قحوطَ المطرِ، فأمَرَ بمِنبَرٍ فوُضِع له في المصلَّى، ووَعَد الناس يومًا يَخرُجون فيه، قالت عائشةُ: فخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين بدأ حاجبُ الشَّمس، فقَعَد على المِنبَرِ، فكَبَّر صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وحمِد الله عزَّ وجلَّ، ثم قال: إنَّكم شكوتم جَدْبَ دِيارِكم، واستئخارَ المطرِ عن إبَّان زَمانِه عنكم، وقدْ أمرَكم الله عزَّ وجلَّ أن تَدْعُوه، ووعدَكم أن يَستجيبَ لكم… ثم رفَع يديه، فلم يزلْ في الرَّفْعِ حتى بدَا بياضُ إِبْطَيه، ثم حوَّل إلى الناسِ ظَهرَه، وقَلَبَ أو حَوَّل رداءَه، وهو رافعٌ يديه، ثم أقْبَل على الناسِ، ونزَل فصَلَّى ركعتينِ، فأنشأ اللهُ سحابةً، فرعدَتْ وبرَقتْ، ثم أمطرتْ بإذن الله، فلم يأتِ مسجدَه حتى سالتِ السيولُ، فلمَّا رأى سُرعتَهم إلى الكِنِّ ضَحِكَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى بدَتْ نواجذُه، فقال: أَشهَدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه)).
وقت صلاة الاستسقاء
جرت العادة أن يكون موعد صلاة الاستسقاء وقت صلاة العيد ولكن هناك 3 أوجه لصلاة الاستسقاء:
- الوجه الأول: وقتها وقت صلاة العيد وهذا ما جرت به العادة.
- الثاني: وهو وقت صلاة العيد حتى صلاة العصر.
- الثالث: وهو الصحيح بأنها لا تختص بوقت بل تصح في جميع الأوقات إلا وقت الكراهة.
وشرط إقامة صلاة الاستسقاء هو عدم نزول الغيث والمطر، وحدوث القحط، ويمكن أداؤها في بلاد لم يحدث بها الجدب والقحط ولكنهم يتضرعون لإخوانهم في أماكن تحتاج إلى الغيث، ويمكن أن يقتصر أداؤها على أهل منطقة القحط فقط.
مكان صلاة الاستسقاء
اتفق الفقهاء أنه من المستحب الخروج إلى الصحراء، أو ساحة البلد، وعبر عن هذا المعنى في قول أكثرهم بالخروج إلى المصلى أو البروز، وقال الإمام النووي في المجموع يتحدث عن الاستسقاء: “السنة أن يصلي في الصحراء بلا خلاف، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها في الصحراء، ولأنه يحضرها غالب الناس والصبيان والحيض والبهائم وغيرهم، فالصحراء أوسع لهم وأرفق بهم”، انتهى كلامه.
وفي موسوعة الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية: “وكذلك أنواع الاستسقاء فإنه استسقى مرة في مسجده بلا صلاة الاستسقاء، ومرة خرج إلى الصحراء فصلى بهم ركعتين، وكانوا يستسقون بالدعاء بلا صلاة، كما فعل ذلك خلفاؤه، فكل ذلك حسن جائز”، انتهى كلامه.
كيفية صلاة الاستسقاء
اتفق جمهور أهل العلم على أن صلاة الاستسقاء تصلى كما تصلى صلاة العيد، في العدد، والجهر بالقراءة، والتكبيرات، وتكون الخطبة عقب الصلاة وتمتد إلى صلاة العصر، وتحتوي على الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، ويمكن الصلاة في أي وقت ما عدا الأوقات التي فيها كراهة أو نهى عن الصلاة فيها، ويفضل أن تشمل الخطبة الدعاء والتضرع إلى الله، وتذكير الناس بالتوبة والرجوع إلى ربهم وترك الذنوب والموبقات.
صفة صلاة الاستسقاء
ركعتان يجهر فيهما بالقراءة ويكبر في الركعة الأولى 7 تكبيرات، وفي التكبيرة الثانية 5 تكبيرات، ثم يقرأ في الركعة الأولى بسورة الأعلى بعد قراءة الفاتحة وفي الركعة الثانية بسورة الغاشية، كما في صلاة العيدين.
تكرر صلاة الاستسقاء أكثر من مرة طالما الجدب ما زال موجودا، حتى وإن كانت عدة مرات في شهرٍ أو في شهرين كله سُنَّة، ومن السنة أن يستسقى في خطبة الجمعة، كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام، حيث خطب في الناس ورفع يديه واستسقى، وخرج في الصحراء وصلى ركعتين، أيضًا هي صلاة لا تحتاج إلى إذن ولي الأمر ما دام الجدب موجودًا.
النداء لصلاة الاستسقاء
اتفق الفقهاء القائلون بأن للاستسقاء صلاة على أنه لا أذان فيها، ولا إقامة، لأنهما من خواص الصلاة المكتوبة، أما كيفية النداء لها فقد نص الشافعية والحنابلة على أنه يقال لها “الصلاة جامعة”.
عدد ركعات صلاة الاستسقاء
للفقهاء فيه قولان:
- القول الأول: قال الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة، وأبو يوسف ومحمد بن الحسن من الحنفية صلاة الاستسقاء ركعتان.
- القول الثاني: قال فريق من الزيدية إنها 4 ركعات بتسليمتين.
- قول الجمهور هو القول الراجح لصحة الأحاديث الواردة بذلك.
التكبير في صلاة الاستسقاء
اختلف الفقهاء فيه على قولين:
- القول الأول: وهو للشافعية والحنابلة، قول لمحمد بن الحسن، وسعيد بن المسيب وعمر بن عبد العزيز: تصلى ركعتين يكبر في الأولى سبعًا، وخمسًا في الثانية، مثل صلاة العيد، وحذف التكبيرات أو بعضها أو الزيادة فيها لا تفسد الصلاة.
- القول الثاني: وهو للمالكية، والقول الثاني لمحمد بن الحسن، وهو قول الأوزاعي وأبي ثور وإسحاق، تصلى ركعتين كصلاة النافلة والتطوع بدون التكبيرات الزوائد وسبب الخلاف: اختلافهم في قياسها على صلاة العيد.
- والراجح ما ذهب إليه أصحاب القول الأول وذلك لقوة أدلتهم.
القراءة في صلاة الاستسقاء
اتفق الفقهاء على الجهر بالقراءة في صلاة الاستسقاء، كما اتفقوا على القراءة بما شاء، ولكنهم اختلفوا في الأفضل على 3 أقوال: والراجح من هذه الأقوال بأن يقرأ في الركعة الأولى بسورة الأعلى وفي الركعة الثانية بسورة الغاشية، قياسًا على صلاة العيد.
صلاة الاستسقاء للنساء في البيت
يجوز للمرأة أن تؤدي صلاة الاستسقاء في المنزل، حيث إن الهدف من هذه الصلاة هو طلب السقيا من الله تعالى والتضرع إلى الله تعالى بطلب الماء، وطريقة صلاة الاستسقاء للمرأة، لا تختلف صفة الصلاة للنساء عن الرجال، فهي صفة واحدة كما فعلها النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم.
هل تجوز صلاة الاستسقاء في المسجد؟
اتفق الفقهاء على أنها تجوز في المسجد وخارج المسجد إلا أنهم يفضلون الخروج لحديث ابن عباس رضي عنهما: “خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم للاستسقاء متبذلًا متواضعًا متضرعًا حتى أتى المصلى، فلم يخطب خطبتكم هذه، ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير، وصلى ركعتين كما يصلي في العيد”، وعليه فإنه تجوز صلاة الاستسقاء في المسجد؛ وإن كان الأفضل الخروج إلى الصحراء لأدائها.
هل يجوز أداء صلاة الاستسقاء منفردًا؟
يجوز الصلاة فردًا، كذلك يمكن للفرد أن يؤديها مع أهل بيته، ولكن الأكمل والموافق للسنة أن تكون الصلاة جماعة للاستسقاء في مكان واحد، حيث أنه كلما كثر العدد كلما كانت الصلاة أقرب للإجابة ولهذا يسن فيها خروج العجائز كما سيأتي معنا.
أحكام صلاة الاستسقاء
يستحب القيام ببعض الأعمال قبل الاستسقاء أو أثناءه وكذلك بعد الانتهاء منه، ومنها ما فعله الرسول عليه الصلاة والسلام ومنها ما حدث في عهده ولم ينكر ذلك، وأبرز هذه الأعمال هي:
تحويل الرداء
يستحب لمن يؤدي الاستسقاء أن يقوم بتحويل وقلب ردائه، وذلك حتى وقت تغيير ثيابه أو خلعها، قال النووي في المجموع: قَالَ الشَّافِعِيُّ وَالْأَصْحَابُ: وَيَتْرُكُونَهَا مُحَوَّلَةً حَتَّى يَنْزِعُوا الثِّيَابَ، وَقَالَ جَمَاعَةٌ يَتْرُكُونَهَا مُحَوَّلَةً حَتَّى يَرْجِعُوا إلَى مَنَازِلِهِمْ، وَلَيْسَ هَذَا اخْتِلَافًا، بَلْ يُسْتَحَبُّ تَرْكُهَا مُحَوَّلَةً حَتَّى يَرْجِعُوا إلَى مَنَازِلِهِمْ، وَتَبْقَى كَذَلِكَ فِي مَنَازِلِهِمْ حَتَّى يَنْزِعُوا ثِيَابَهُمْ تِلْكَ، سَوَاءٌ نَزَعُوهَا أَوَّلَ وُصُولِهِمْ الْمَنَازِلَ أَمْ بعده.
ومعنى تحويل الرّداء: أي أن يجعل ما على عاتقه الأيمن على عاتقه الأيسر، وبالعكس، ودليل تحويل الرّداء من السّنّة: حديث عبد اللّه بن زيد رضي الله عنه “أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم خرج يستسقي، فتوجّه إلى القبلة يدعو وحوّل رداءه، ثمّ صلّى ركعتين جهر فيهما بالقراءة”.
وقلب الرداء قبل الخطبة مخالف للسنة، حيث يكون الرداء على حاله أثناء الصلاة، ويحوله أثناء الخطبة، ولم يحول النبي عليه الصلاة والسلام رداءه في خطبة الجمعة فقط، وكذلك لا تحول المرأة رداءها في الاستسقاء إذا كانت تتكشف، وإن كانت تأمن الستر فحكمها حكم الرجال في ذلك، لأن هذا هو الأصل أن يتساوى النساء مع الرجال في الأحكام، وقد ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن زيد “أن النبي ﷺ حول رداءه لما خرج لما صلى بهم صلاة الاستسقاء”، وقال العلماء إن التحول هنا يعني التفاؤل بتحويل القحط إلى كسب.
الصيام قبل صلاة الاستسقاء
لم يرد حديث في وجوب الصيام قبل صلاة الاستسقاء، ولكنه مستحب من الفقهاء، لأن الصوم أخشع للقلب وأدعى لحضوره عند الدعاء، ولكن يستحب الصيام قبل الخروج إلى صلاة الاستسقاء، لأن الصيام مظنة إجابة الدعاء لقوله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب عز وجل وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين”، ولما فيه من كسر الشهوة، وحضور القلب، والتذلل للرب، ولكنهم اختلفوا في مقداره والخروج به إلى الاستسقاء على 3 أقوال:
- الأول: قول الشافعية والحنفية، وقول للمالكية: يأمرهم الإمام بصوم 3 أيام قبل الخروج، ويخرجون في اليوم الرابع وهم صيام.
- الثاني: يأمرهم الإمام بصوم 3 أيام قبل الخروج، ويخرجون في اليوم الرابع وهم مفطرون، وهذا القول للمالكية.
- الثالث: قال الحنابلة بالصيام 3 أيام ويخرجون في آخر أيام صيامهم.
وقول الحنابلة هو الراجح حيث إن أدلتهم أقوى ولأن الصيام مظنة إجابة الدعاء، ولكن الصيام طاعة تحتاج إلى دليل لإثباتها، ورغم أن ذلك حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه لم يأمر أصحابه بالصيام، ولم يخصص لذلك أيام محددة.
الصدقة قبل صلاة الاستسقاء
كما اتفق الفقهاء على استحباب الصدقة قبل الاستسقاء، لأن ذلك أرجى للإجابة، ولأن الصدقة تدفع البلاء، ويستحب خروج كافة الناس وخروج من كان ذا دين وستر وصلاح، والشيوخ أشد استحبابًا، أما النساء فلا بأس بخروج العجائز وغير ذوات الهيئة (المتجملات المتزينات).
دعاء صلاة الاستسقاء
يستقبل أهل الاستسقاء القبلة ويرفعون أيديهم إلى السماء تضرعًا وتذللًا لله، وقد ورد بعض الأدعية التي دعا بها النبي عند استسقائه ومنها:
- ((اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا 3 مرات، اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا هنيئًا مريئًا غدقًا مجلًا سحًا طبقًا عامًا نافعًا غير ضار، تحيي به البلاد وتغيث به العباد وتجعله يا رب بلاغًا للحاضر والباد)).
- أيضًا هذا من الدعاء الذي دعا به النبي ﷺ: ((اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، واسقنا من بركاتك، ويلح في الدعاء ويكرر في الدعاء: اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين)).
ماذا يفعل من فاتته صلاة الاستسقاء؟
من فاتته صلاة الجماعة للاستسقاء، يمكنه أن يؤديها في المنزل بل يستحب أن يؤدي الناس هذه الصلاة، وأن يكثروا من الاستغفار والتوبة والرجوع إلى الله تعالى، ومما لا شك فيه أن حبس المطر بسبب الذنوب والمعاصي، ولهذا تلعن البهائم عصاة بني آدم إذا اشتد القحط وأمسك المطر، وتقول هذا بشؤم معصية ابن آدم.
حكم خروج أهل الذمة لصلاة الاستسقاء
لعلك تسأل الآن عن حكم خروج أهل الذمة للاستسقاء بالصلاة والفقهاء في حكم خروجهم على قولين:
- القول الأول: وهو للحنفية ورأي للمالكية: لا يحضر الذمي والكافر الاستسقاء، ولا يخرج له.
- والثاني: وهو قول للمالكية، والشافعية، والحنابلة: لا يتحسب خروج أهل الذمة والكفار، بل يكره، ولكن إذا خرجوا مع الناس في يومهم، وانفردوا في مكان وحدهم لم يمنعوا.
وهذا القول هو الراجح: فلا يمنعوا من الخروج ولكن لا يؤمن على دعائهم، وإن كان الراجح أن دعاء أهل الذمة والكافر قد يستجاب استدراجا.
المقصود من صلاة الاستسقاء، هو الدعاء والإلحاح فيه، والتضرع إلى الله ورفع الشكوى والتذلل إليه، حتى يكشف البلاء ويزيل القحط والشدة وذلك بإنزال المطر والغوث منه وحده.