تتعدد أنواع القلق ما بين الصحيح والعام والثانوي، والذي يندرج تحته ظهور عدة اضطرابات نفسية، ويعتبر القلق من أكثر الاضطرابات العصابية شيوعا حيث تمثل نسبة انتشاره ما بين 30%-40%، كما أنه يزداد لدى الإناث أكثر من الذكور ويشيع بصورة أكبر بين المراهقين والأطفال وكبار السن، ويتم تحديد نوع القلق الذي يعاني من الفرد بناء على الأعراض التي تظهر عليه.
ما هي أنواع القلق؟
القلق يعتبر عرضا من أعراض الاضطرابات النفسية وفي بعض الحالات يصبح هو اضطراب أساسي يطلق عليه عصاب القلق، وتنقسم أنواع القلق إلى التالي:
أولًا: القلق الموضوعي العادي
يعد من أكثر أنواع القلق شيوعا بين الأفراد كما يطلق عليه اسم القلق الصحيح أو القلق السوي حيث ينتج عن مواقف واقعية وموضوعية مثل القلق من امتحان أو الإقدام على خطوة زواج أو انتظار خبر هام للفرد.
كما أن الانتقال إلى بيئة مختلفة أو حدوث تغيرات اقتصادية أو اجتماعية تجعل الفرد يشعر بقلق طبيعي.
ثانيًا: القلق العام
هو عبارة عن اضطراب مزمن يصاحبه توتر وذعر بصورة مستمرة تجاه أبسط الأمور، وهو غامض وعام ليس مرتبطا بموضوع محدد.
ثالثًا: القلق الثانوي
يعتبر هذا النوع عرضا من أعراض الاضطرابات النفسية الأخرى ويشتمل على الآتي:
1- اضطراب ما بعد الصدمة
يظهر هذا النوع من القلق عندما يتعرض الشخص لصدمة في حياته سواء كان فشلا دراسيا أو صدمة عاطفية أو حدوث اعتداء جسدي عليه من قبل أحد الأفراد، بالإضافة إلى كوارث الطبيعة مثل الزلازل والبراكين والسيول.
كما تشكل الحروب العسكرية والتهديدات بالقتل عاملا رئيسيا في شعور الفرد بقلق يلازمه فترة كبيرة من الزمن ولا يختفي إلا بعد الخضوع لعلاج.
2- قلق الانفصال
يظهر هذا الاضطراب لدى الكبار والصغار، بالنسبة للطفل يشعر بخوف شديد من أن يتركه أحد أفراد أسرته المنزل، كما أنه يظل ملاصقا لوالديه وإخوته فترة تواجدهم بالمنزل.
أما بالنسبة للكبار فدائما تداهمهم أفكار غير منطقية تجاه من يحبون ويشعرون أنهم سيفقدونهم، وإذا غاب عنه شخص يحبه مدة من الوقت غير معتادة له أو تأخر في رسالة أو اتصال، انتابته حالة من الفزع والتوتر والخفقان في القلب.
3- القلق الاجتماعي
يسمى هذا النوع من القلق بـ الرهاب الاجتماعي، حيث يشعر الشخص بالتوتر والخوف من التجمعات كما أنه يخشى من التنمر أو الإحراج أمام الآخرين، ويحاول دائما الابتعاد عن التواصل مع الأفراد خاصة الغرباء، كما أنه يتحاشى دوما التواصل البصري أثناء التحدث.
4- الرهاب
يشتمل هذا النوع من القلق على عدة أمور، مثل القلق والخوف من الأماكن المغلقة أو التواجد في مصعد كهربائي أو طائرة أو وسيلة مواصلات أخرى.
كما يظهر لدى البعض الآخر الرهبة من الأماكن المرتفعة أو المفتوحة وبعض الحيوانات والحشرات أو منظر الدم، ويخشى آخرون من الأماكن المظلمة ويحدث لهم ضيق تنفس وهلع وفقدان توازن عند التواجد فيها.
5- الصمت الانتقائي
يعتبر هذا النوع هو أكثر أنواع القلق شيوعا بين الأطفال بدءا من سن الخامسة، حيث يظل الطفل صامتا لا يتحدث في الأماكن العامة وخاصة المدرسة على الرغم من امتلاكه مهارات لغوية جيدة.
6- القلق الناتج عن الأدوية
يظهر هذا النوع لدى الفرد عند تناوله الأدوية، حيث يشعر الشخص بعدم الارتياح والضيق تجاه جميع الأدوية، وتسيطر عليه دائما رغبة في عدم إكمالها ويبدأ بالفعل بالانسحاب منها.
أعراض القلق
تتباين أعراض القلق الجسدية والنفسية وتتمثل في الآتي:
أولًا: الأعراض النفسية
- الحساسية النفسية الزائدة تجاه المواقف.
- الهياج والاستثارة بصورة سريعة.
- عدم الشعور بالراحة.
- العصبية الشديدة والتوتر العام.
- عدم القدرة على العمل وضعف الإنجاز.
- قلة التركيز وشرود الذهن.
- ضعف الملاحظة.
- الانشغال كثيرا بأخطاء الماضي.
- التردد في اتخاذ القرارات.
- الشك والارتباك.
- توهم المرض والشعور باقتراب الموت.
- صعوبة في التوافق الدراسي والمهني والاجتماعي.
- صدور سلوكيات العشوائية دون تفكير.
- الخوف الدائم دون مبرر له.
ثانيًا: الأعراض الجسدية
- خفقان في القلب وصعوبة في التنفس.
- نوبات تنهد وضيق في الصدر.
- تعرق الكفين وارتعاش الأصابع.
- شحوب الوجه وبرودة الأطراف.
- الشعور بالنبضات في أجزاء مختلفة من الجسم.
- الشعور بخمول وكسل ونقص الطاقة.
- قضم الأظافر ومص الأصابع.
- عض الشفاه بصورة مستمرة.
- مسح الفم والأنف باستمرار.
- طرقعة الأصابع وضم قبضة اليد.
- ضرب الرأس ومختلف أنحاء الجسد.
- هز الكتفين أو القدم والركبة.
- اتخاذ أوضاع جسدية غير مألوفة.
- ظهور لازمات عصبية حركية.
- ضعف عام بالجسم وتوتر العضلات.
- ارتفاع ضغط الدم.
- نقص الوزن وفقدان الشهية.
- الغثيان والقيء وحدوث إسهال.
- عسر الهضم وتجشؤ وانتفاخ.
- جفاف الحلق والفم.
- إرهاق الحواس مع ظهور حساسية من الضوء والصوت.
- اضطراب الوظيفة الجنسية، حيث يحدث قذف سريع لدى الرجال وبرود جنسي لدى النساء.
- حدوث اضطرابات في مواعيد الحيض.
- اضطراب في النوم.
تشخيص القلق
أولا: التشخيص النفسي
إذا لاحظ الفرد ظهور بعض الأعراض التي تم ذكرها واستمرت لمدة تصل إلى 6 أشهر، يجب عليه اللجوء إلى أخصائي أو طبيب نفسي لمناقشة تلك الأعراض والتحدث عن كافة المخاوف التي تواجهه، والهموم والعواطف التي تسيطر على حياته الشخصية، لكي يتم تشخيص السبب الرئيسي الذي يكمن وراء إصابة الفرد بذلك الاضطراب.
ويتم إجراء اختبار تشخيصي من خلال المتخصص، ومن أهم الاختبارات التشخيصية التي يتم استخدامها لاضطراب القلق هي:
1- مقياس هاملتون للقلق
هذا الاختبار هو عبارة عن 14 سؤالا يتم من خلالهما تقييم الحالة النفسية والعقلية والمزاجية والجسدية للفرد، ويتم استخدام ذلك الاختبار بشكل كبير في التقييمات السريرية، فهو يعتبر أولى مقاييس التصنيف النفسي.
2- مقياس اضطراب القلق المعمم
يشتمل هذا المقياس على 7 أسئلة لقياس مشاعر الاستثارة والعصبية التي انتابت الفرد في الفترات الأخيرة.
3- استبيان قلق ولاية بنسلفانيا
يعتمد هذا الاختبار على التمييز بين أنواع القلق سواء كان قلقا اجتماعيا أو قلقا عاما، كما يحتوي على 16 سؤالا لقياس مستوى القلق لدى الفرد.
4- مقياس بيل براون الوسواس القهري
هذا المقياس يقوم بإجرائه أخصائي صحة عقلية حيث يعتمد على قيام المضطرب باختيار أكثر 3 أعراض تواجهه بشدة ثم يتم تقييم مستواها.
بعد ذلك يقوم المتخصص بعرض عدة أسئلة على الفرد خاصة بأكثر الهواجس التي تنتابه والأمور التي يفكر فيها بكثرة، وبناء على إجابة الحالة يتم التشخيص سواء إذا كان الاضطراب خفيفا أو متوسطا أو شديدا.
5- مقياس (BAI)
يتم إجراء هذا الاختبار من خلال المتخصص النفسي حيث يحتوي على 21 سؤالا يتم الإجابة عليها بناء على كافة الأعراض الخاصة بآخر أسبوع فقط.
ثانيا: التشخيص الجسدي
تساهم بعض الأدوية أو الأمراض الجسدية في ظهور القلق، لذا يتوجب على الفرد في ذلك التشخيص بأن يذكر الأدوية أو الحبوب التي يتناولها، مع توضيح إذا كان يتناول كافيين أو كحولا، ويتم فحص التاريخ المرضي له.
ثم بعد ذلك يتم إجراء تحليل للغدة الدرقية للتأكد من عدم وجود فرط في نشاطها، وإجراء تحليل حديد وفيتامين (د)، لأن النقص في تلك العناصر يؤدي إلى فقدان التركيز والتعرق وضيق التنفس والخمول وبطء الإنجاز.
تتباين أنواع القلق فمنها القلق السوي الذي لا يؤثر على الفرد، ومنها القلق الثانوي والعام اللذان ينتج عنهما حدوث مشاكل نفسية للفرد، لذا يجب تشخيص القلق بواسطة أخصائي نفسي.