لقد بدأت رحلتك لتحملي قطعة من السعادة، ولا بد أن تكوني على علم بكل سبل الرعاية بصحتك وسلامة حملك، حتى تؤتي هذه الرحلة ثمارها، ولعلك سمعت عن تمارين كيجل للحامل في الشهر الأول وحتى نهاية رحلة الحمل، بل ويمتد أثرها المفيد لما بعد الولادة.
تمارين كيجل للحامل في الشهور الأولى
من الجيد ممارسة الرياضة خلال فترة الحمل ومنذ الشهر الأول، ولكن احرصي على ألا تجهدي نفسك وأن تكون هذه التمارين خفيفة مثل: المشي، والسباحة وكذلك تمارين كيجل للحامل بالشهر الأول مفيدة جدًا، حيث يتميز هذا التمرين بإمكانية ممارسته في أي وقت وأي مكان دون أن يلاحظك أحد.
كما يمكنك ربطه بعادة يومية تفعلينها مثل: الوقت المستقطع قبل النوم أو أثناء الجلوس على الكمبيوتر أو مشاهدة التلفاز، أو تأدية عمل منزلي معين.
جدير بالذكر أن تمارين كيجل للحامل في الشهر الأول تتمتع بقدر عالٍ من الأمان، فهي لا تشكل أي خطر على صحتك أو إتمام الحمل وسلامة الجنين، كما أنها تكون جيدة عندما تمارسينها من قبل حدوث الحمل، بحيث تضاعف قدرة عضلات قاع الحوض على تحمل آلام الحمل والمخاض.
وفي الشهر التاسع من الحمل فإنها تسرع الولادة وتحفز الطلق، أما خلال فترة النفاس فإنها تملك مفعول السحر في تضييق المهبل بعد الولادة، وإعادة حجمه وشكل عضلاته إلى سابق عهدها.
فوائد تمارين كيجل للحامل بالشهر الأول
إن المنافع التي تعود على الحامل عند ممارسة تمارين كيجل خلال الحمل كثيرة ومتعددة، حيث أن هذه التمارين تكون بهدف تقوية عضلات قاع الحوض والأربطة الموجودة بين المثانة، المستقيم والمهبل، ذلك لزيادة كفاءتها في تأدية وظائفها من تحكم بالبول والإخراج، إلى جانب تحمل وزن الجنين خلال فترة الحمل والولادة.، كذلك تأثيرها يمتد معك لفترات طويلة تتخطى الولادة والنفاس، وتصل حتى سن انقطاع الطمث، تلك الفوائد تتمثل فيما يلي:
اقرأ أيضًا: مراحل نمو الجنين بالتفصيل في بطن أمه من الأسبوع الأول للأخير
تنشيط الدورة الدموية
التمارين الرياضية التي تستهدف الجزء السفلي من الجسم، ولا سيما منطقة الحوض تعمل على تحسين كفاءة إيصال الدم إلى الرحم، ومنه إلى المشيمة والجنين، وهو أمر هام جدًا في بداية الحمل كي يثبت الحمل وينمو الجنين بشكل جيد، لذا ينصح بممارسة تمارين كيجل للحامل في الشهر الأول.
الوقاية من سقوط الرحم والمشيمة
يعتبر سقوط الرحم والمثانة بعد الولادة الطبيعية خاصة، ومع كبر السن، مشكلة تؤرق نسبة كبيرة من النساء، بالإضافة إلى أن المشيمة المنزاحة أو الساقطة تعد خطرا يهدد استمرار الحمل وصحة الجنين حتى لحظة الولادة، وهنا يكمن دور ممارسة التمارين الرياضية وخاصة تمرين كيجل، حيث تساعد على الوقاية من هبوط الرحم وتقوي الأربطة الموجودة بقاع الحوض، فتجعل الرحم متجها أكثر إلى العمود الفقري.
تخفيف بعض أعراض الحمل
تزيد تمارين كيجل من القدرة على التحكم بالإخراج، وبالتالي التغلب على مشكلة الإمساك التي تعتبر واحدة من أعراض الحمل المزعجة، كذلك فإن قوة هذه العضلات تخفف من ألم الظهر وعظام الحوض عند تقدم الحمل.
الوقاية من سلس البول
إن النساء اللاتي خضعن للولادة الطبيعية أكثر من مرة، هن أكثر عرضة للإصابة بسلس البول أو التبرز، وعدم القدرة على التحكم به خاصة عند الضحك أو العطس، وتمارين كيجل للحامل في الشهر الأول تساعد في الوقاية من استمرار هذا الأمر، حيث تدعم العضلات والأربطة الموجودة بالمهبل، والرحم، وكذلك المثانة والمستقيم.
تهيئة الحوض للولادة
تعمل هذه التمارين على تقوية عضلات الحوض والمهبل، والتي تتمدد أثناء المخاض كي تتمكن من إخراج الجنين في الولادة الطبيعية، الأمر الذي قد يؤدي إلى تهتك وتمزق الأربطة في هذه المنطقة، وبالتالي صعوبة عودتها إلى طبيعتها بعد الولادة، كما أن تمارين كيجل للحامل تساعدك على تخفيف الضغط على العظام أثناء الحمل بسبب وزن الجنين والمشيمة وخلافه، بل إن عضلات قاع الحوض عندما تكون قوية بفضل تمارين كيجل فإن المخاض والولادة تكون أسهل.
تضييق المهبل بعد الولادة
كثير من الأمهات يعانين من تغير شكل المهبل وحجمه بعد الولادة، نتيجة الضغط الشديد على العضلات خلال الحمل بسبب وزن الجنين، وتبحث بعد الولادة عن طرق لتضييق المهبل وإعادته إلى ما كان عليه قبل الولادة، جدير بالذكر أن الوقاية خير من العلاج، لذا فإن ممارسة تمارين كيجل منذ الشهور الأولى للحمل وحتى الولادة، تعمل على تقوية عضلات قاع الحوض والمهبل، وبالتالي سرعة استعادة شكلها وقوتها السابقة للولادة.
كيفية تطبيق تمارين كيجل
من الضروري الوقوف على الطريقة الصحيحة لممارسة تمارين كيجل، كي تجني ثماره وتتجنبي أضراره، ولعل أهم خطوة هنا هي تحديد العضلة المستهدفة بالتمرين، وفيما يلي الخطوات بالتفصيل:
قد يهمك أيضًا: مشروبات ممنوعة في الشهور الأولى من الحمل
تحديد العضلة
إن تحديد العضلة التي يتم تمرينها بواسطة تمرين كيجل يعتبر نصف المهمة، ويمكنك ذلك عن طريق حبس البول بضع ثوانٍ عند الرغبة بالتبول، هذه العضلة التي انقبضت هي المستهدفة، ويمكنك التأكد من ذلك عن طريق إدخال أحد أصابعك بالمهبل وقبض العضلة، إذا شعرت بالضغط على إصبعك فأنت بالاتجاه الصحيح.
تنفيذ التمرين
الآن استرخي واجلسي أو استلقي على السرير، خذي نفسا عميقا مع القبض على عضلة قاع الحوض، واستمري في هذا الوضع 3 ثوانٍ ثم أخرجي الزفير مع إرخاء العضلة، وبهذا قد أتممتِ عدة واحدة، واحرصي على أن تكون المثانة فارغة تماما، وأن تتنفسي بشكل جيد، بالإضافة إلى أن يتضمن التمرين انقباضا وانبساطا تاما.
التكرار
عليك البدء بعدد بسيط من العدات التي تحتوي على شهيق وزفير، بحيث لا تتجاوزي 10 مرات متتالية، ثم يمكنك زيادتها لتصل إلى 5 دقائق متصلة، كما أنك تستطيعين تكرار تمارين كيجل للحامل في الشهر الأول، 3 مرات باليوم كل مرة تتراوح بين 10 – 20 عدة متتالية.
أضرار تمارين كيجل للحامل في الشهور الأولى
صحيح أن تمارين كيجل للحامل في الشهر الأول تقدم فوائد متعددة، إلا أن هذه المنفعة تتوقف على مدى تأدية التمارين بطريقة صحيحة وقدر تكرارها، لذا فلنتعرف سويا على الأضرار الوارد التعرض إليها بسبب تمارين كيجل.
اقرأ أيضًا: ما أسباب الإجهاض المبكر وكيف يمكن تفاديه؟
- إذا مارست تمارين كيجل للحامل في الشهر الأول مرتين بالشهر، وأنت تحبسين البول والمثانة ممتلئة، فإن ذلك قد يؤدي إلى نتائج عكسية وتفقدي القدرة على التحكم بالبول.
- الإفراط في تأدية التمارين قد يسبب لك ألما عند الجماع.
- تشنج العضلات وعدم استجابتها، نظرا إلى الشد الزائد لها وممارسة التمارين بصورة خاطئة ومفرطة.
- إن ممارسة تمارين كيجل عند التبول بشكل متكرر، قد يعرضك إلى عدم إفراغ المثانة بشكل كامل، وبالتالي الإصابة بعدوى المسالك البولية.
- قد تشعرين بألم في البطن وأسفل الظهر، عند التمرين بصورة خاطئة.
- في حالات بسيطة جدًا قد تؤدي تمارين كيجل للحامل في الشهر الأول، إلى تحفيز انقباضات في الرحم، إذا حدث ذلك توقفي فورا وارجعي إلى الطبيب.
وختامًا عليك مراجعة الطبيب، قبل البدء في ممارسة تمارين كيجل للحامل في الشهر الأول، فقد تكون حالتك الصحية لا تسمح بذلك خلال هذه الفترة الحرجة، فأنت تحملين بين طيات أحشائك روحا جديدة، خروجها إلى الحياة بسلام، هو أهم ما تطمحين إليه.